بابا الفاتيكان لـ«تواضروس الثاني»: دماء الشهداء توحدنا وآلامكم آلامنا

البابا فرنسيس الأول - بابا الفاتيكان

 دعا البابا فرنسيس الأول-بابا الفاتيكان-إلى الوحدة بين الكنيستين الأرثوذكسية، والكاثوليكية، لافتًا إلى أن الجميع احتفل مؤخرًا بعيد القيامة –محور المسيحية حسب قوله-في اليوم ذاته، وتبادلوا قبلة المحبة المقدسة، وعناق السلام.

 

وقال البابا في كلمته بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والتي غلب عليها الطابع الديني، إنه ممتن بمجيئه كزائر، لافتًا إلى أنه كان على يقين من الحصول على بركة أخ ينتظره-في إشارة للبابا تواضروس الثاني.

 

ووجه رسالة لـ"تواضروس الثاني" قائلًا: ( أيها الأخ الحبیب للغایة، كما أن أورشلیم السماویة ھي واحدة، فإن سنكسار شھدائنا ھو كذلك واحد، وآلامكم ھي أیضًا آلامنا، إن دمائھم الذكیة توحدنا، مستمدّین القوّة من شھادتكم، ودعونا نعمل على التصدّي للعنف، عاملین على نموّ التوافق ومحافظین على الوَحَدة، ومصلین كیما تفتح التضحیات العدیدة الطریقَ أمام مستقبل شركةٍ تامة فیما بیننا وسلامٍ للجمیع).

 

وأعرب فرنسيس الأول عن أمله في اللقاء مجددًا، مشيرًا إلى أنه لازال يحتفظ في قلبه بذكرى زيارة "تواضروس الثاني" لروما بعد وجيزة من انتخابه –10 مايو 2013-، وأردف قائلًا: ( ھذا التاریخ الذي أصبح على نحو سعید مناسبة نحتفل فیھا كلّ عام بیوم الصداقة القبطیةّ-الكاثولیكیةّ).

 

ولفت إلى أن ثمة علامة فارقة  في تاریخ العلاقات بین كرسي القدیس بطرس، وكرسي القدیس مرقس، أي "البیان المشترك" الذي وقّعه الأسلاف (شنودة الثالث-يوحنا بولس الثاني)قبل أكثر من أربعین عامًا، في 10 مایو 1973.

 

وأشار إلى أنه بعد قرون عصیبة من التاریخ ظھرت اختلافات لاھوتیة، غذّتھا وألھبتھا عوامل ذات طابعٍ غیر لاھوتي، إلى جانب غیاب عام للثقة في التعامل، واستطرد : (قد حان الوقت بمعونة لله، لاعترافنا معًا بأنّ المسیح ھو إله حقٌّ نسبة لألھیتّھا، وإنسانٌ حقٌّ نسبة لبشریتّھا).  

 

 ورفض البابا الاختباء وراء ذرائع وجود اختلافات في التفسیر، وخلف قرون التاریخ، والتقالید التي جعلتهم غرباء، واستشهد بقول –يوحنا بولس الثاني قائلًا : ( لم یعد لدینا وقت نضیعّه في ھذا الصدد، وحدتنا في الربّ یسوع المسیح الواحد، وفي الروح القدس الواحد، وفي المعمودیة الواحدة، تمثلّ بالفعل واقعًا عمیقاً وأساسیًا).

 

 وأوضح أن الكنائس مدعوة لأن تشھد للمسیح معًا، وأن تحمل للعالم إیمانا، قبل كل شيء بأسلوب الإیمان الخاص، أي بعیشه، لأن حضوریسوع ینتقل عبر الحیاة ویتكلمّ لغة المحبةّ المجّانیةّ، والملموسة.

 

وأردف قائلًا : (بإمكاننا دائمًا، أقباطاً أرثوذكسیین وكاثولیكًا، أن نتكلمّ معًا أكثر فأكثر لغة المحبةّ المشتركة ھذه، ومن الجمیل أن نسأل أنفسنا، قبل القیام بمبادرة خیر، إن كان بإمكاننا أن نقوم بھا مع إخوتنا وأخواتنا الذین یتشاركون معنا بالإیمان بیسوع).

 

وأشاد فرنسيس الأول بتجربة مجلس كنائس مصر، واهتمام البابا تواضروس الثاني بالكنيسة الكاثوليكية، مؤكدًا أن هذا المجلس أنشيء من أجل التعاون بين الكنائس.

 

وجدد البابا شكره للكنيسة الأرثوذكسية على كرم الضيافة، وحسن الاستقبال لوفود اللجنة الدولیة المشتركة للحوار اللاھوتي بین الكنیسة الكاثولیكیة، والكنائس الأرثوذكسیة الشرقیة، والذي عقد ھنا العام الماضي تلبیة لدعوتكم.

 

ووصف انعقاد الجلسة التالية-هذا العام-بروما بأنها تعبير عن الاستمرارية الخاصة القائمة بین الكرسي المرقسي، والكرسي البطرسي.

 

وقال البابا: إن كثير مِن الشھداء في ھذه الأرض، منذ القرون الأولى للمسیحیة، عاشوالإیمان بطریقة بطولیةّ حتى المنتھى، مفضّلین سفك دمھم على إنكار الربّ والاستسلام لإغراءات الشرّ، أو حتى لتجربة الردّ على الشرّ بالشرّ، یشھد على ذلك بطریقة جلیلة سنكسار الكنیسة القبطیة. وقد تمّ مؤخرًا، وللأسف، إراقة دم بريء لمصلّین عزل وبقسوة.

   

مقالات متعلقة