نطق بابا الفاتيكان، فرنسيس، اليوم الجمعة، بأربع عبارات باللغة العربية، خلال خطابين ألقاهما باللغة الإيطالية بمصر، في زيارته الأولى للقاهرة، التي تستمر حتى غد السبت. والعبارات الأربعة، هي "السلام عليكم"، "مصر أم الدنيا"، "الدين لله والوطن للجميع"، "شكرا وتحيا مصر" حسبما ذكرت وكالة "الأناضول". وجاءت العبارة الأولى، وهي تحية الإسلام "السلام عليكم"، في مستهل خطاب البابا بالمؤتمر العالمي للسلام الذي يختتم اليوم بالقاهرة، ويعقد برعاية الأزهر الشريف. كما نطق البابا الذي يعود لأصول أرجنتينية، بعبارات ثلاث أخرى هي: "مصر أم الدنيا، الدين لله والوطن للجميع، شكرا وتحيا مصر"، خلال خطاب ثان له ألقاه على هامش لقائه رموز دينية ومسؤولين بالدولة على رأسهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بفندق الماسة شرقي العاصمة. و"مصر أم الدنيا، وتحيا مصر" عبارتان مشهورتان يرددهما دائما المصريون، واعتاد الرئيس السيسي ترديدهما منذ توليه الرئاسة في يونيو 2014. أما "الدين لله والوطن للجميع"، عبارة يعتقد أن أول من قالها للعامة واشتهرت عبر لسانه عام 1919، الزعيم السياسي المصري الراحل، سعد زغلول (1858 – 1927)، واشتهرت فترة نضاله الوطني السياسي بالحديث عن الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط، كما كان يرددها أيضا البابا الراحل شنودة الثالث بابا أقباط مصر السابق. وتعد زيارة فرنسيس، التي بدأت اليوم وتستمر حتى الغد، هي الأولى له إلى مصر منذ ترؤسه الكنيسة الكاثوليكية في مارس 2013، وتأتي بدعوة من الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي. وكانت آخر زيارة لبابا الفاتيكان إلى القاهرة قام بها البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000. وشهدت العلاقة بين الأزهر والفاتيكان، توترا لافتا، في سبتمبر 2006، إثر اقتباس البابا السابق بنديكت السادس عشر، في محاضرة كان يلقيها بجامعة ألمانية، مقولة لأحد الفلاسفة يربط فيها بين الإسلام والعنف، ما أثار استياء الأزهر، في ذلك الوقت. وبسبب ذلك التصريح، قرر شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوي، تجميد الحوار مع الفاتيكان، عام 2006، لمدة عامين، ثم جدد الأزهر هذا التجميد مرة أخرى في 2011 على خلفية تصريحات أخرى لبنديكت السادس عشر. غير أن الجليد ذاب في نوفمبر 2014، حين التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، البابا فرنسيس، في زيارة هي الأولى من نوعها للرئيس المصري إلى الفاتيكان، وتلا ذلك زيارة أخرى لشيخ الأزهر، في مايو 2016، بحثا خلالها قضايا بينها "نبذ العنف والإرهاب ووضع المسيحيين في الشرق الأوسط".