أزهريون عن كلمة الطيب وفرانسيس: مواجهة صريحة في وقت صعب

شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان

رحَّب علماء أزهريون بزيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان إلى مصر، ومشاركته في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، مؤكدين أنها جاءت في ظروف صعبة يعيشها العالم جراء الحروب والنزعات الفكرية والتطرف.

 

فكلمة شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان تعد مواجهة فكرية صريحة ومباشرة لأسباب التطرف والإرهاب تختلف اختلافًا جذريًا مع المعالجات الشائعة التي يحلو للبعض ترديدها كارتباط الإرهاب بالدين أو المناهج؛ حسبما أكد أزهريون، داعين إلى استثمار هذه الزيارة التاريخية في نشر ثقافة السلام وترسيخ أسس التعايش السلمي والعيش المشترك.

 

ظروف صعبة

من جانبه، قال الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة، إن الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان تأتي فى ظروف صعبة يعيشها العالم من جراء الصراعات والحروب والنزعات الفكرية والتطرف والإرهاب، قد كانت هذه الزيارة استجابة للدعوة التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي وشيخ الأزهر والبابا تواضروس عندما زاروا الفاتيكان في الأعوام الماضية".

 

وأشار العواري في تصريح لـ "مصر العربية"، إلى أن الإمام الأكبر  دعا خلال زياراته الأوروبية العام الماضي، المجتمع الدولي إلى تحمل المسئولية إزاء الشعوب المستضعفة وما تعانيه تلك الشعوب من فقر ومرض بسبب الفجوة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء، وسماسرة البشر الذين يقيمون مصانع للأسلحة الفتاكة، فعندما استشعر الإمام الأكبر الخطر دعا قادة العالم إلى الاتحاد من أجل تحقيق السلام العالمي بين الناس بصرف النظر عن الاختلاف في العقائد والألوان والأجناس، وانطلاقا من القواسم المشتركة بين سائر البشر.

 

وأضاف: "وزاد الأمر وضوحا عندما جاء بابا الفاتيكان إلى مصر قائلا: "جئت حاملاً للسلام في  أرض السلام وملبيا لدعوة إمام السلام".

 

وأشار إلى أن الكلمتين التى ألقيتا سواء على لسان الإمام الأكبر أو بابا الفاتيكان شددا على أنه لابد من إنهاء الصرعات الموجودة بين الدول، وإنهاء سياسة الكيل بمكيالين في القضايا المختلفة، وتضيق الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة وإنصاف الشعوب التى ظلمت، وذلك باسترداد حقوقها المغصوبة كالشعب الفلسطيني.

 

 وتابع: "حملت الكلمتان رسائل عدة، يمكن عند التطبيق العملي لها أن نرى سلاما حقيقيا بين الشعوب وأن تتلاشى بؤر الإرهاب والتطرف".  

مواجهة فكرية صريحة

وبدوره قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، إن ماحدث هذا الأسبوع في الأزهر، من لقاء موسع بين شيخ الأزهر ومجلس الكنائس العالمي  وعقد مؤتمر السلام العالمي كلمة بابا الفاتيكان والإمام الأكبر في ختام فاعليات المؤتمر تاريخي بمعنى الكلمة.

 

وأضاف: "أن ما حدث هو مواجهة فكرية صريحة ومباشرة لأسباب التطرف والإرهاب، تختلف اختلافًا جذريًا مع المعالجات الشائعة التي يحلو للبعض ترديدها كارتباط الإرهاب بالدين أو المناهج وبخاصة مناهج الأزهر وكأن مناهج الأزهر هي التي تدرس في العالم كله وأن من درسوها هم من يعثر على أشلائهم بعد كل عملية غادرة!!! ".

 

ولفت إلى أن الإمام الأكبر في كلماته الثلاث شخّص أسباب الإرهاب وحصرها في نقاط محددة وهي:تجارة السلاح العالمية، والقرارات الهوجاء للقوى الكبرى المبنية على وهم أو افتراء، واحتلال أراضي الغير بالقوة وأحلام الهيمنة والسيطرة وسياسة الكيل بمكيالين.

 

وتابع: "أن كلمات البابا فرانسيس تطابقت مع رؤية شيخ الأزهر، ومالم ينطق به قولا أيده تصفيقًا حارًا مع جمهور السادة الحضور".

 

وأوضح أنه لم يبقى أي مبرر لهواة التخمين بعد هذا التطابق التام – حسب قوله- من القادة لكنائس الشرق والغرب والقيادات الإسلامية وقيادات سياسية وفكرية خبيرة على تبرئة ساحة الديانات السماوية من هذا الإرهارب الذي يضرب العالم.

 

 وأكد أن العمل المشترك بين المؤسسات الدينية جنبًا إلى جنب مع المؤسسات المعنية لدحر الإرهاب والإرهاربيين لابديل عنه، إلا إذا كان البعض يصر على وضع الرؤوس في الرمال والاستمرار في التغريد تحتها.

 

دعوة لاستثمار الزيارة

بينما دعا الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف جميع المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية، إلى  استثمار هذه الزيارة التاريخية لننطلق معا لنشر ثقافة السلام وترسيخ أسس التعايش السلمي والعيش المشترك، والعمل معا حتى تسود ثقافة السلام وتعم البشرية جمعاء.

 

ورحب رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، الدكتور عبد الهادى القصبي، بزيارة بابا الفاتيكان إلى القاهرة، مؤكدًا أنها زيارة هامة وتاريخية ومصر تستحقها  لأنها بلد السلام  والسماحة وملتقى الأديان.

 

وأشار إلى أن تلك الزيارة كشفت الستار الدولى لأصحاب الأجندات الخارجية والتى تستهدف تقسيم المنطقة العربية بالمؤامرات.

 

وأكد  أن  الزيارة أكدت أن الإرهاب ليس له علاقة بالأديان، بل هى نتاج مؤامرات دولية ومطامع  استعمارية تحاول هدم المنطقة 

 

وكان الدكتور أحمد الطيب، ألقى كلمة تاريخيه أمام بابا الفاتيكان، حرص خلالها على نفى تهمة الإرهاب عن الأديان السماوية اليهودية والمسيحية واليهودية، داعيا إلى عدم محاكمة الأديان بجرائمِ قلة عابثة من المؤمنين بهذا الدِّين أو ذاك، وذكر الحضارة الأوروبيَّة التى خاضت حربين عالَميتَين راحَ ضَحِيَّتها أكثر من سبعين مليونًا من القتلى، والحضارة الأمريكية التى دمرت البَشَر والحَجَرَ في هيروشيما ونجازاكي.

 

وأوضح الإمام الأكبر، أنه لا يوجد سبب مقنع وراء المآسي التي كُتِبَ عَلَينا أن ندفعَ ثمنَها الفادِحَ من أرواحِنا ودمائِنَا، إلا تِجَارَةُ السِّلاح وتَسْويقُه، وضمانُ تشغيل مصانع المَوت، والإثراء الفَاحِش من صفقاتٍ مُريبةٍ، تسبقها قَرارَاتٌ دوليَّةٌ طائشةٌ، كذلك تجاهلُ الحضارةِ الحديثة للأديان الإلهيَّة، وقيمِها الخُلقيَّة الرَّاسِخة التي لا تتبدَّل بتبدُّل المصالح والأغراض، والنَّزوات والشَّهوات.

 

وأكد أنه لا حل إلا في إعادةِ الوعي برسالاتِ السَّماء، وإخضاع الخِطاب الحَدَاثي المُنحَرِف لقِراءةٍ نقديَّةٍ عَميقة تنتشل العقل الإنساني مما أصابه من فقر الفلسفة التجريبية وخوائها، وجموحِ العقلِ الفردي المُستبد وهيمنَتِهِ على حياة الأفراد، ولكن قبلَ ذلك يلزمنا العمل على تنقِية صورة الأديان مما علق بها من فهومٍ مغلوطةٍ، وتطبيقاتٍ مغشوشة وتدين كاذبٍ يُؤجِّجُ الصِّراعَ ويبث الكراهية ويبعث على العُنف.

 

بينما استهل البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، كلمته بمؤتمر الأزهر العالمي للسلام، بقوله «السلام عليكم»، وعانق، البابا الدكتور أحمد الطيب، عقب إنهاء الأخير، لكلمته، شاكرًا إياه على دعوته وحسن تنظيمه للمؤتمر.

 

وأكد بابا الفاتيكان، أن السلام، هو أساس الديانات وأن العنف يؤدي إلى العنف، وأن الشر يؤدي إلى الشر.

 

وأضاف "فرانسيس" أنه يجب رفض البربرية، التي تدعو إلى العنف ولابد من تغيير الهواء الملوث بالكراهية.

 

وأوضح البابا، أن البشرية لن تنعم بالسلام، إلا بعد الاعتراف بدور الأديان، في ذلك، كما أنه لابد من التمييز بين الدين والسياسة.

 

وبيّن أن الأديان لابد أن تزدهر من جديد، وعلينا أن نتعلم كيف نبني الحضارة الإنسانية، وأننا هنا اليوم لنؤكد أن الدين ليس مشكلة بل هو جزء من حل المشكلة، مشيرًا إلى أن شمس الأديان، أشرقت على مصر، حيث امتزجت فيها الأديان.

 

وقال بابا الفاتيكان، "نحن مسؤولون عن الكشف عن الإرهاب الذي يعمل تحت ستار الدين، ولابد من عدم تبرير أي من أشكال العنف تحت اسم الله، فالله السلام".

 

واستكمل "نحن مسؤولون عن الكشف عن الإرهاب الذي يعمل تحت ستار الدين، ولابد من عدم تبرير أي من أشكال العنف تحت اسم الله، فالله السلام".

 

 

تابع أخبار مصر 

 

 

مقالات متعلقة