بالصور| «الأرثوذكسية» تنفي اتفاق وحدة المعمودية.. حلم الفاتيكان أقلع مع الطائرة

البابا فرنسيس بابا الفاتيكان والبابا تواضروس الثاني بعد توقيع البيان المشترك

اهتزت الكنيسة الأرثوذكسية حين أصدر الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس بيانًا على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي –فيس بوك-بشأن وحدة المعمودية-الخميس الماضي، قبيل لقاء البابا فرنسيس الأول-بابا الفاتيكان-ونظيره "تواضروس الثاني" بابا الإسكندرية، بالمقر البابوي.

 

وفي السابعة من مساء أول أمس الجمعة وصل فرنسيس الأول المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، تتبعه نظرات الترقب من رافضي "وحدة المعمودية"-(أحد أسرار الكنيسة)-مع الكاثوليك، بينما تهيأ آخرون للمشهد التاريخي الذي يتجاوز الخلاف القائم بين الكنيستين منذ 16 قرنًا.

 

البابا فرنسيس الأول-بابا الفاتيكان لدى وصوله المقر البابوي بالكاتدرائية الجمعة الماضي

إلى المكتب البابوي توجها معًا (فرنسيس الأول-تواضروس الثاني) لتوقيع بيان مشترك حول مستقبل الوحدة الكنسية، تضمن الإقرار بسعيهما نحو عدم إعادة المعمودية حال انضمام أحد أفراد الكنيستين للأخرى.

 

ومع نشر الصور التذكارية التي التقطاها معًا على صفحة المتحدث الرسمي باسم الكنيسة، بدت التعليقات وكأنها معركة بين معارضي البيان، ومؤيديه، حتى طالت اتهامات بعض المعلقين رأس الكنيسة بمخالفة ثوابتها.

البابا فرنسيس الأول بابا الفاتيكان والبابا تواضروس الثاني يوقعان بيان الزيارة المشترك

تزامنًا مع منتصف ليلة مغادرة البابا فرنسيس الأول –بابا الفاتيكان-القاهرة، أمس السبت، أصدرت الكنيسة الأرثوذكسية بيانًا ينفي التوقيع على اتفاقية مشتركة مع الكاثوليكية بشأن وحدة المعمودية.

 

وقال البيان ما نصه: (بخصوص ما تم التوقيع عليه في ختام لقاء قداسة البابا تواضروس الثاني، وقداسة البابا فرانسيس الأول ، نود أن نوضح أن التوقيع تم على "بيان مشترك" - وليس إتفاقية - تضمن عرضًا لعلاقة الكنيستين كالتالي:

أولا: الماضي تاريخيًا عبر القرون منذ الانشقاق، حيث ثمَّن البيان رصيد خبرة الشركة التامة التي استمرت لقرون قبل الانشقاق، آملًا استثمارها في دفع الجهود الحالية للحوار اللاهوتي.

 

ثانيًا: الحاضر، والذي بدأه الراحل-المتنيح- قداسة البابا شنودة بزيارته التاريخية للفاتيكان والتي نتج عنها تشكيل اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتي والمستمر عملها حتى الآن، ذلك الحوار الذي فتح الطريق أمام حوار أوسع بين الكنيسة الكاثوليكية، وكل أسر الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.

 

ثالثًا: المستقبل، والذي أكد البيان بخصوصه: "أن طريق سعينا ما زال طويلًا، وأننا عازمون على اتَّباع خطوات سابقَيْنا ، وأن الوحدة تنمو فيما نحن نسير معًا ....".

 

كما شدَّد البيان على أن ما يجمعنا هو أعظم كثيرًا مما يفرق بيننا ودعا إلى تعميق جذورنا المشتركة فى إيماننا الرسولى الأوحد عبر الصلاة المشتركة، والتعاون معًا في تقديم شهادة مشتركة عن القيم الأساسية، ومواجهة التحديات المعاصرة مرتكزين على قيم الإنجيل، وعلى كنوز التقاليد الخاصة بكنيستينا، وتعزيز التبادل المثمر فى الحياة الرعوية، وبالإجمال فإن "البيان المشترك" كان بمثابة تسجيل وتأريخ فقط للزيارة الثانية لرأس الكنيسة الكاثوليكية لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية.

 

ونود أن نعيد التأكيد على أن البيان لم يتضمن أية إضافات على الصعيد الإيماني أو العقيدي أو غيرهما، سوى التمسك بالسعي الجاد في طريق الوحدة المؤسسة على الكتاب المقدس والرصيد الزاخر لآباء الكنيسة العامة من خلال الحوار اللاهوتي والتعاون المشترك).

بيان الكنيسة الأرثوذكسية الصادر أمس السبت نفيًا لتوقيع اتفاقية وحدة المعمودية

تحت وطأة ضغوط المطالبة بنشر نص البيان المشترك بين الكنيستين الموقع من (البابا فرنسيس الأول) والبابا تواضروس الثاني، نشرته صفحة المتحدث باسم الكنيسة في 6 صفحات، تضمنت نهاية الصفحة السادسة البند (11) على النحو الآتي: نحن اليوم، البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني لكي نسعد قلب ربنا يسوع، وكذلك قلوب أبنائنا في الإيمان، فإننا نعلن وبشكل متبادل بأننا نسعى جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سر المعمودية الذي تم منحه في كل كنيسة من كنيستينا لأي شخص يريد الانضمام للكنيسة الأخرى، إننا نقر بهذا طاعةً للكتاب المقدس ولإيمان المجامع المسكونية الثلاثة التي عقدت في نيقية والقسطنطينية وأفسس.

الصفحة رقم 6 من البيان المشترك الذي نشرته صفحة المتحدث باسم الكنيسة أمس

في يوم الزيارة الأول –الجمعة الماضي-نشر موقع الكنيسة الكاثوليكية بيان البابوين المشترك متضمنًا الفقرة ذاتها بصياغة مختلفة، حيث برز الفعل (قررنا) قبل فعل (نسعى)، بما جعل العبارة على النحو الآتي : (بأننا قررنا نسعى جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سر المعمودية...)، بالمخالفة لما نشرته الكنيسة الأرثوذكسية فيما بعد.

البند 11 حسبما نشر بموقع الكاثوليكية متضمنًا فعل (قررنا) بخصوص وحدة المعمودية

عطفًا على إقرار (النص الكاثوليكي) بإتمام وحدة المعمودية، أعرب الأب رفيق جريش المستشار الصحفي للكنيسة الكاثوليكية عن سعادته بالاتفاقية المبرمة بين رأسي الكنيستين بتدوينة له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي –فيس بوك-جاءت في (بعد توقيع بروتوكول الاعتراف بالمعمودية بين الكنيستين، خطوة طال انتظارها).

الأب رفيق جريش واصفًا بيان فرنسيس-تواضروس بـ"بروتوكول وحدة المعمودية"

ولاقى بيان الكنيسة الأرثوذكسية الصادر مساء أمس السبت ارتياحًا لدى رافضي وحدة المعمودية بقرار بابوي، نظير استنادهم إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية "مجمعية" بما يعني ضرورة توقيع أساقفة المجمع المقدس على بيان الوحدة قبل صدوره.

 

الخلاف الذي سيحتدم على خلفية بيان الكنيسة الأرثوذكسية نظير إعلان "الكاثوليكية" إتمام وحدة المعمودية، يجيء بعد ساعات من مغادرة البابا فرنسيس الأول –بابا الفاتيكان-القاهرة، عائدًا إلى العاصمة الإيطالية (روما).

 

ونشرت "مصر العربية" تقريرًا في اليوم الأول للزيارة تحت عنوان (بابا الفاتيكان بالقاهرة..زيارة الوحدة تصطدم بـ"خلاف" المعمودية)، على خلفية دعوات باحثين، ونشطاء، طالبوا خلالها الكنيسة الأرثوذكسية بإصدار بيان ينفي التوافق على وحدة المعمودية بين الكنيستين قبل إجراء حوار لاهوتي موسع، حفاظًا على ثوابتها العقائدية.

 

 

مقالات متعلقة