قال الدكتور أحمد جلال، وزير المالية الأسبق، إن ما يفصل بين النجاح والفشل يكمن بشكل أساسي فى درجة ما يوفره النظام السياسي لمواطنيه من حرية فى الإبداع والإنتاج والقدرة على المنافسة، دون محاباة، فى إطار من المشاركة السياسية الفعالة والمساءلة عن النتائج.
وأضاف جلال، في مقال بجريدة المصري اليوم، أنه لديه "قناعة بأن طبيعة النظام السياسى، وليست الثقافة الموروثة، أو الموقع الجغرافى، أو حتى السياسات الاقتصادية الرشيدة، التي تعد مربط الفرس".
وتابع: "ليس لدىّ شك أننا جميعا، حاكما ومحكومين، نريد التقدم والازدهار لهذا البلد، لكن ما يراودنى شك فيه أننا متفقون على كيفية تحقيق ذلك، لافتا إلى أن هناك من يرى أن مستقبل مصر باخ بحكم موقعنا الجغرافى الفريد وتاريخنا الثرى، وهناك من يعتقد أن ما نحتاجه هو مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية الرشيدة، وهناك من يرى أن التعليم والبحث العلمى هما مدخلنا الحقيقى للتقدم. أمام هذا التنوع فى الرؤى يبقى السؤال: ما الذى يمنع مصر من التحرك على كل هذه الجبهات؟".
وأوضح أن "ما ينقصنا هو أننا لا نقدر الدور المحورى لطبيعة النظام السياسى فى عملية التنمية. السياسيون هم من ينتقون الخيارات المختلفة، الصالح منها والطالح، سواء كان ذلك فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية، إذا نجحوا تقدمنا، وإذا أخفقوا تخلفنا. من هنا، فإن نجاحنا فى بناء نظام سياسى يتسم بالمشاركة والشفافية والمساءلة يمثل البداية الحقيقية على طريق الازدهار والتقدم فى وطن نحبه جميعا".