"اللفة بـ 2 جنيه، قرب على الزلابية الحلوة"، نداءات أطفال نُزعت منهم طفولتهم من أجل الحصول على لقمة العيش شأنهم شأن عمال اليومية، الباحثين عن الرزق.
الظروف الاجتماعية وقهر المعيشة، صنعت من هؤلاء الأطفال ضحايا للفقر أو غياب الأسرة، ما دفعهم ينصرفون في الطرقات، بوجوه بائسة، منهم المتسول، وأكثرهم باحثون عن لقمة تسد رمقهم.
«مصر العربية» رصدت في التقرير التالي، عدد من الأطفال الساعين وراء العمل القاسي في سن مبكرة.
البحث عن الرزق
" اللفة بـ 2 جنيه تعالي يا باشا ".. كلمات كان لها صدى كبير فى حديقة القناطر الخيرية، فالحمار هى وسيلة الطفلين، "محمدين وعلى" في البحث عن رزقهم لكسب العيش. يقول محمدين: "بسترزق فى الأعياد والاحتفالات وبجمع آخر اليوم حوالي ٥٠٠ جنيه بشترى بيها لحمة وفراخ للبيت". وقال الطفل أحمد إبراهيم:" الأطفال بيكونوا سعداء أوى وبيفرحوا لما بيركبوا الحمار"، مشيرا إلى أن سعر ركوبه أرخص من الحصان والتوك توك
وتابع أن يساعد اسرته التى تعيش في حالة صعبة خاصة مع غلاء الأسعار.
بائع حلوى
أما أحمد علاء الطالب في الصف الثانى الإعدادى، قال: "أعمل ببيع أطباق الزلابية وبلح الشام على لمساعدة أسرتي ولشراء ملابس جديدة لى من مكسبى خلال البيع". وتابع، "أبيع طبق الحلوى بـ 5 جنيهات فقط ويومتى حسب البيع فأحياناً 40 جنيهًا أو 30 جنيهًا، لافتاً إلى أن البيع خلال اليوم كان مقبولاً". وأشار إلى أنه لا يشعر بالضيق من العمل والبيع طوال النهار خلال إجازة شم النسيم، "مش مضايق منها فسحة ومنها رزق".
أصغر فسخانى
بحرفية بالغة ينظف الطفل يسري، "الرنجة" بأحد محال بيع الأسماك المملحة بمحافظة الجيزة، جالسًا على كرسي وأمامه طاولة عليها أسماك الرنجة يقول يسري (11 عامًا)، لـ "مصر العربية": "بشتغل فى المهنة مع والدي من سنتين واتعلمت طريقة تنظيف وخلى الرنجة والفسيخ"، مشيرًا إلى أنها مهنة أجداده، وتعلمها على يد والده.
وعن دراسته أضاف: "مش بروح المدرسة غير في الأيام المهمة، وبنضف الفسيخ كويس جدًا ولم بنعمل فسيخ فى البيت أنا لي بعمله بدل ماما.
أصغر صانع سجاد
أحمد.. صبيّ يبلغ من العمر 12 عامًا، يجلس في معرض "ديارنا" للأسر المنتجة ليضع اللمسات الأخيرة على السجاد اليدوي الذي يصنعه والده في القليوبية ليبيعه للزبائن. يقول أحمد لـ "مصر العربية": "أنا بخيط مع بابا السجّاد، وبعمل معاه فوانيس رمضان وبقفلهاله"، موضحًا أنه يصنع مع والده كل شئ بدءًا من السجاد المصنوع بالكمبيوتر، مرورًا بالخدديات واحتياجات الجلسات العربية. وأوضح أحمد أن والده استطاع بتميّز منتجاته أن يصل للتصدير للخارج حيث يصدر منتجاته إلى الأردن.
صانع أحذية
أدم يبلغ من العمر 10 أعوام يعمل فى صناعة الأحذية بالغورية يساعد والده فى كسب الرزق الذى يعمل حدادًا.
فضّل أدم ان يتعمل "صانعة" بدل من الذهاب للمدرسة من أجل مساعدة والده فى كسب لقمة العيش فى ظل الظروف الصعبة.
يقول أدم "مش بحب اروح المدرسة لانى مش هستفاد حاجة ان بتعمل صانعة علشان أساعد ولدى فى مصاريف البيت للحصول على لقمة عيش لى ولاخواتى البنات.
أطفال يشكون ارتفاع الأسعار
لايتعدى سنهم الـ 10 سنوات يتجولون بالشوارع لبيع الحلوى يشتكون من ارتفاع الاسعار قائلين: "مش عارفين نعيش، بنصرف على اخواتنا علشان مفيش حد يصرف عليهم غيرنا"
وتبلغ عمالة الأطفال فى مصر كما ذكرت د. ناهد رمزى حوالى 2،8 مليون طفل عامل وفقا لآخر دراسة أجراها المركز القومى للطفولة والأمومة بالتعاون مع الجهاز المركزى للتعبئة، وعلى الرغم من أن تلك النسبة المرتفعة تتضمن عماله بسيطة أو لا تجرد الأطفال من حقوقهم الأساسية إلا أن بعضها الآخر يمكن أن يدرج ضمن قائمة العمالة الاستغلالية وذات الخطورة.
وتعد عماله الأطفال هي الأكثر انتشارفي المناطق النامية من حيث الأرقام المطروحه وخاصه اسيا وهي المنطقة الأكثر سكانا في العالم والتي لديها أكبر عدد من الأطفال العاملين (ربما أكثر من النصف الصناعية) ففي أفريقيا (واحد من بين كل ثلاثه اطفال في المتوسط يمارس النشاط الاقتصادى) وهكذا الحال في أمريكا الاتينية (واحد من بين كل خمسه اطفال يمارس النشاط الاقتصادى)
ولا يزال في عمل الأطفال يتزايد حيث يمارس الأطفال العمل وخاصة في الأنشطة الموسمية وحرف الشارع والورش الصغيرة، حتى أن عمل الأطفال أصبح معروفا و يلاحظ أيضا تصاعد عمالة الأطفال في عديد من البلدان خاصة مصر .
ووفقاً للإحصائية فإن سوء الحالية المالية للأسر السبب اﻷول لنزول هذه اﻷطفال للشوارع، وفقاً لما قاله 38.7% منهم، و21.4% قالوا إنهم يرتاحون أكثر فى الشارع، فى حين يوجد 11.6% هاربين من أسرهم، و8.3% ليس لديهم سكن.