"بصفتهم أقلية، يحتاج المسيحيون بشكل طبيعي إلى حمايتهم. خوفهم يدفعهم إلى الاقتراب أكثر وأكثر من السيسي، بل أنهم أصبحوا مرتبطين بالنظام نفسه".
جاء ذلك في سياق مقال للكاتب البريطاني روبرت فيسك بصحيفة الإندبندنت بعنوان "المشاكل التي يواجهها مسيحيو مصر أكثر عمقا من هجمات داعش".
جاء ذلك في اعقاب انتهاء زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس زيارته لمصر التي التقى خلالها بالرئيس السيسي والبابا تواضروس وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.
وعقد فيسك مقارنة بين تعامل رؤساء سابقين لمصر مع الأقباط، فقال: “الرئيس منزوع العرش حسني مبارك كان يؤكد على عاطفته تجاه المسيحيين، بينما دخل أنور السادات في خصومة مع الكنيسة القبطية، وسجن البابا شنودة وقال بعاطفة وحمق إنه "رئيس مسلم لشعب مسلم"، مما أغضب المسحيين".
واستطرد فيسك: “في الحقيقة، لقد شجع مبارك على ترميم المتحف القبطي".
وتابع الكاتب البريطاني: “عندما أزاح السيسي بالرئيس المنتخب محمد مرسي، كان البابا تواضروس في إحدى الصور الأولى لـ 3 يوليو، واقفا بجواره".
وأردف: "ليس من الصعب تحديد المشكلة هنا، بصفتهم أقلية( ربما 10 %) يحتاج المسيحيون النظام المصري لحمايتهم".
وتابع :”خوف الأقباط من فشل متعمد (غير حقيقي) للحكومة في حماية الكنائس، والهجمات الجاهلة التي يتعرضون لها من دعاة غير مدربين بنفس الدرجة أو متعلمين في الصعيد( للأسف حقيقة) جعلهم يقتربون أكثر وأكثر من السيسي، بل أصبحوا مرتبطين بالنظام نفسه".
ورأى فيسك أن الأقليات المسيحية تعاني بنفس الأسلوب على امتداد العالم العربي، ضاربا مثالا بدعم مسيحيي سوريا لنظام بشار الأسد، لمحاولته حمايتهم.
وواصل: “أحدث اللقطات لبشار الأسد تظهره وهو يزور أحد الأديرة بشمال دمشق".
وأردف الكاتب البريطاني: “عندما رفض البطريرك الماروني في لبنان إدانة نظام الأسد، رفض الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما في إحدى "لحظاته" لمقدسة رؤيته في واشنطن".
وتطرق فيسك إلى الحديث عن مسيحيي العراق الذي كانوا يشعرون تحت حكم صدام أنهم ينعمون بحماية خاصة.
وبعد شهور من الإطاحة بصدام على أيدي الأمريكيين، لاذ المسيحيون بالفرار من أجل حياتهم.
رابط النص الأصلي