أصبح لبنان على المحك بعد تعليق الرئيس ميشال عون البرلمان لمدة شهر؛ لمنع البرلمان من تمديد نفسه لدورة ثالثة بعدما فشلت القوى السياسية في الوصول لقانون انتخابات جديد، ودعت أحزاب مسيحية لقطع الطريق أمام البرلمان لمنع التمديد.
حتى الآن لم تتوافق القوى السياسية حول قانون انتخابات يحل الأزمة، فليس قانون الستين مقبولا لقطاع كبير وليست القائمة النسبية مرضية، واستمرار تعليق البرلمان سيثير معركة أكبر، فكيف يخرج لبنان من النفق المظلم؟، وهل تؤدي دعوات قطع الطرق أمام النواب لحرب أهلية جديدة؟ وكيف يتخطى لبنان الأزمة الاقتصادية الطاحنة؟
"مصر العربية" أجرت حوارا مع فادي الأعور النائب البرلماني بكتلة التغيير والإصلاح التي يتزعمها الرئيس عون، للوقوف على آخر المستجدات، ورؤيته لحل الأزمة السياسية والاقتصادية، وتوضيح موقفه أيضًا من استعراض حزب الله على الحدود مع إسرائيل.
إلى نص الحوار.. إلى أين وصلت المشاورات حول قانون الانتخابات البرلمانية الجديد؟
حتى الآن لا تزال هناك مفاوضات سياسية حول قانون الانتخابات ولكن حتى الساعة لم يتم التفاهم حول أسس محددة يخرج على أساسها القانون، ولكن الحركة نشطة في اتجاه إقرار قانون انتخابات جديد، فالرئيس ميشال عون رفض التمديد وقانون الستين وكل المؤشرات تقول إنه يجب السير في طريق إصدار قانون انتخابي.
وإن كنا حتى الساعة لم نصل لهذا القانون ولكن نتمنى أن يكون هناك تفاهم وتسير الأمور بسلاسة حتى نصل لهذا القانون.
لماذا ترفضون بشدة إجراء الانتخابات بقانون ستين رغم أن عدة انتخابات أجريت به؟
قانون الستين لم ينتج إلا الحروب في لبنان ولم يكن إلا لخدمة الطبقة السياسة التقليدية والإقطاعية التي لم تجلب للبنان خيرا، وصاحبة المساوئ التاريخية بحق اللبنانيين.
إذا أردنا أن ننتج ونتقدم بلبنان علينا أن نوجد قانونا انتخابيا جديدا يزيد من وحدة لبنان ومشاركة المثقفين حتى نصل إلى أعلى منسوب من الوحدة الوطنية بدلا من السير خلف قانون لم يجلب لنا إلا الخراب.
لماذا رفضتم تمديد البرلمان لنفسه كحل مؤقت للأزمة لحين التوافق حول قانون انتخابي خاصة أن التمديد حدث من قبل؟
التمديد هو تمديد للأزمة واستمرارها وتفاقمها، وتمديد أيضًا للطبقة السياسية التي لن تحل أي مشكلة من مشاكل لبنان، وهذا لا يجب أن يستمر فهو نوع من الهروب يجب مقاومته برفض التمديد أولا.
القوى السياسية خاصة المسيحية دعت الجماهير للتظاهر وقطع الطريق أمام البرلمان لمنع انعقاد جلسة التمديد .. ألا يؤدي ذلك إلى إشعال الاقتتال من جديد؟
أستطيع أن أؤكد لك أن لبنان لن يذهب لمشكلة طائفية أو اقتتال أهلي مرة أخرى، والقانون يحفظ للبنانين حق التظاهر والتعبير عن آرائهم مادام بشكل سلمي، فنحن في بلد ديموقراطي، والحراك كان مدنيا ومن مجموعة من القوى السياسية، ومن حق الناس التظاهر ضد قانون أو قرار غير عادل.
التظاهر والاحتجاج أمر طبيعي ونحن لا نريد أن نبني نظاما انتخابيا جديدا مبني عن طريق العنف ولكن بشكل ديموقراطي وسياسي بحت.
الرئيس عون ألمح في فبراير الماضي إلى أن تعليق البرلمان أفضل من إجراء انتخابات بقانون ستين .. فهل يلجأ لتجميد البرلمان إذا لم يحدث توافق حول القانون؟
كلام الرئيس كان من باب إلقاء الضوء على ضرورة الوصول لقانون انتخابي جديد، يخرج لبنان من عدة أزمات سياسية، وهو يؤمن أن التمديد هو استمرار للأزمة، فلا نستبق الأحداث فالرئيس علق البرلمان لمدة شهر وفق حقه الدستوري، ونأمل خلال هذه الفترة الوصول لقانون يحل الأزمة، ومن ثم لكل حدث حديث.
إلى أين وصلت مسألة زيادة ضريبة القيمة المضافة نقطة مئوية من 10% إلى 11% على عدد كبير من القطاعات بعدما انفجرت المظاهرات المنددة لها؟
الضرائب لم تقر بعد ولم تنشر في الجريدة الرسمية لأنهم حتى الآن لم يحسموا موضوع الموازنة، وزيادة الضراب ستواجه عقبات كثيرة، ونحن في البرلمان سنقف في وجهها، وسنحاول تعزيز الواردات وتقليل الإنفاق غير المبرر إلى أقل درجة له".
ولكن الحكومة ترى أنه مادامت هناك أزمة اقتصادية طاحنة لابد من فرض ضرائب .. فما البدائل أمامها لحل الأزمة دون فرض ضرائب؟
تحل المشكلة الاقتصادية بوقف إهدار الأموال وعمليات السرقة المتمادية للمال العام في لبنان، بجانب تصليح القطاع الوظيفي وتعزيز الإيرادات السياحية وغيرها، فعندما يتوقف السلب والنهب وصرف الأموال في غير نصابها ستحل الأزمة.
أحد أركان الأزمة الاقتصادية هي أزمة اللاجئين .. فهل ترى لها حلا؟
أزمة اللاجئين السوريين هي المشكلة الأكبر للبنان، فعدد سكان الدولة 4 ملايين ونصف فقط ومع ذلك يستضيفون قرابة المليون ونصف سوري وهو رقم ضخم جدا مقارنة بأعدادهم وإمكانياتهم.
وكانت هناك مبادرة للحوار بين الحكومتين اللبنانية والسورية حول أزمة اللاجئين وبحث كيفية الخروج بحلول لها، إلا أن السعودية حالت دون ذلك.
سياسة المملكة العربية السعودية جائرة في حق العرب، وسبب لتفاقم مشاكل الوطن العربي في المجمل، والحكومة اللبنانية عليها المبادرة بالتواصل مع نظيرتها السورية للتخفيف من حدة أزمة اللاجئين على الأقل.
مشكلة اللاجئين جزء من أزمات الوطن العربي ولكن انعكاساتها على لبنان أكبر بكثير، وهي نتاج استهداف أمريكا للأمة العربية من أجل مخطط الشرق الأوسط الجديد.
هل تتوقع أن يساهم مؤتمر بروكسل للنازحين في مساعدة لبنان في مواجهة أزمة اللاجئين؟
نتمنى أن يساهم مؤتمر بروكسل حول النازحين في رفع المعاناة عن لبنان فما يحدث في سوريا مسؤولية العالم ومن ثم عليه تقديم مساعدات للدول العربية المتضررة من سياسات المجتمع الدولي.
سعد الحريري أعلن رفضه للاستعراض الإعلامي الذي أجراه حزب الله في الحدد مع إسرائيل، كيف رأيت الأمر؟
ما فعله ميليشيا حزب الله كان استعراضا إعلاميا لينذر إسرائيل ويحذرها من أي خطوات عدائية محتملة، والاستعراض كان على الأراضي اللبنانية لذلك لا غضاضة في هذا.
نحن في حالة صراع مع إسرائيل ولا نعلم متى تحارب إسرائيل لبنان، لذلك أن نكون دوما على أهبة الاستعداد، ونحن كدولة وشعب وجيش في موقع المقاومة ضد إسرائيل.
أخيرا .. البعض رأى أن زيارات عون الخارجية التي بدأت بالخليج أرادت طمأنته بأن لبنان لن يقع في حضن إيران بعد صفقته مع حزب الله .. كيف ترد على ذلك؟
زيارات الرئيس الخارجية جاءت لتأكيد أن لبنان لن يبتعد عن الحضن العربي، وهذا طبيعي فهي دولة عربية ولن تتنازل عن ذلك، وهذا موقف الدولة الرسمي والشعب، والزيارة جاءت ضمن جولة لكثير من الأقطار العربية.
وأرى أن هذه الزيارات كانت جيدة ومقبولة ونستطيع ان نقول أنها لم تنتج حتى الآن من الناحية الاقتصادية ولكن مع مرور الوقت سيحث ذلك.