في لقاء أكثر من جيد، قدم مختار مختار مدرب الإنتاج الحربي واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم أمام النادي الأهلي، في اللقاء الذي انتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق في الجولة السادسة والعشرين من بطولة الدوري العام.
البدري التقليدي
وبدأ الأهلي بتشكيله التقليدي وطريقته المعتادة تحت قيادة حسام البدري 4-2-3-1، برباعي في الخط الخلفي أمام إكرامي، وهم رامي ربيعة وسعد سمير وأحمد فتحي وعلي معلول، وفي وسط الملعب حسام غالي وحسام عاشور، وفي الأمام كوليبالي وحيدًا، خلفه الثلاثي عبدالله السعيد وأحمد حمودي وأجاي.
على الجانب الآخر أعد مختار مختار للبدري "كمينًا" صعب النفاذ منه، أو بالأحرى هي مصيدة وقع فيها الأهلي ولاعبيه طوال 90 دقيقة، فلعب بتشكيل مكون من عامر عامر فى حراسة المرمى، وحسن الشامي وفادي نجاح، لؤي وائل ومحمد طارق فى الدفاع، محمد أبوشعيشع ومحمود فتح الله، شهاب حمدي وإسلام رشدي، فى الوسط، أوميدا أوكري وصلاح أمين فى الهجوم.
كيف كانت طريقة مختار في الملعب؟
لعب مختار مختار بطريقة قريبة جدًا من 4-3-3، رباعي في الخلف، ثلاثي في الوسط، فتح الله"الكمين"، علي يمينه شهاب وعلى يساره أبوشعيشع، في الأمام صلاح أمين، خلفه قليلا يمينًا أكري، ويسارًا إسلام رشدي.
حسنًا، الأهلي لا جديد في أداءه وطريقته، العمل الهجومي يعتمد على الرباعي الأمامي، السعيد وأجاي وكوليبالي وحمودي، مع تقدم للظهيرين بالتناوب فتحي ومعلول، مستخدمين مهاراتهم وتحركاتهم الواعية من أجل إحداث خلخلة في دفاعات الخصوم والوصول للمرمى، وهو ما واجههة مختار مختار بوعي شديد-حسب إمكانياته.. ونجح.
كمين مختار
الطبيعي من أي مدرب بخلاف مختار مختار كان سيضع محمود فتح الله في مكانه التقليدي، ليبرو خلف لؤي وائل وفادي نجاح قلبي الدفاع مثلما كان يلعب شوقي غريب لكنه لم يفعل ذلك، قام بتحريك فتح الله للأمام أكثر بالقرب من دائرة المنتصف ليكون له مهمتين مزدوجتين، الأولى دفاعية في المقام الأول تحجيم وسط الأهلي خاصة عبدالله السعيد، والثاني السيطرة على الكرة وتوزيعها للأمام بدقة أكبر من أي لاعب آخر.
النتيجة أن الأهلي ركز على لعبه المعتاد(السعيد هو محور كل الهجمات) ليجد نفسه أمام فتح الله أولا وباقي لاعبي الوسط المزدحم، تاركًا الأطراف والتي كان من الممكن استغلالها للوصول لمرمى عامر عامر بكل سهولة.
بالإضافة لفتح الله كان لإسلام رشدي وأوكري دور دفاعي أمام الظهيرين، طارق والشامي لإغلاق الجبهات على الأهلي الذي أراحهم أكثر بالإصرار على اللعب في العمق، على أن ينطلقا للأمام لعمل الزيادة مع صلاح أمين.
جمود الأهلي
أمام الصمود الذي قدمه لاعبو الإنتاج الحربي، لم يقدم الأهلي أي جديد على مستوى طريقة اللعب أو الأداء، بالعكس ساءت الأمور، حاول الأهلي في بعض الأوقات التقدم للأمام للضغط الأمر الذي جعل وسط الملعب يتقدم أكثر للأمام منتظرا التمويل من الخلف، لكن من سيمول؟ سعد أو ربيعة؟، كلاهما لا يعرف القيام بهذا الدور ولا يقدر عليه، كلاهما لا يملك ما لدى أحمد حجازي من إرسال كرات متقنة والخروج بالكرة من الخلف للأمام.
حسنًا الأمر الذي هو التقهقر للخلف بعض الوقت أيضًا لسحب لاعبي الإنتاج وخوفًا من مرتدات أوكري وصلاح أمين لكن ذلك جعل كوليبالي في معزل وحيدًا في الهجوم.
القول الفصل في اللقاء أن مختار مختار وضع للبدري جدارًا والأخير وضع رأسه أمامه، تاركًا الطريق السهل أو حتى التفكير في إحداث أي مفاجأة وحل كبديل كاللعب بثنائي في الأمام مثلا كي يجبر فتح الله على التقهقر ومن ثم يترك وسط الملعب، أو تغيير عبدالله بلاعب أكثر مهارة يستطيع المرور وغيرها من الحلول.
الأمور لا تحتاج لتعقيد، شاهد هذه الحالة، دفاع الإنتاج ليس حديديًا كما أن الأطراف يمينًا ويسارًا على مصراعيها أمام الأهلي.
الخطورة دائمًا من الأطراف
ما الصعوبة في لعب الكرة بهذه الطريقة؟
لم يحدث بسبب التباطئ في التمرير وتفضيل التمرير في العمق،حتى أصبح المشهد كالتالي، ومن ثم عاد الأهلي للبحث عن ثغرة.
حامل الكرة هنا سعد سمير ومن ثم عاد بالكرة للخلف فهو لا يعرف ماذا سيفعل بها أو بمعنى أدق لا يقدر على فعل أي شيئ خلاف ذلك.
الأطراف والعمق مجددًا وليد سليمان يترك خيارين ويمرر بغرابة للخلف لتذهب لفريق الإنتاج
علامات استفهام كبيرة على عدم تفاهم وتجانس ربيعة وسعد بشكل كبير، مثل ثنائي سعد ونجيب، أو حجازي وسعد.