في عيدهم.. العمال خارج المشهد السينمائي

أفلام ناقشت قضايا العمال في السينما

"يا حلاوة الإيد الشغالة.. ورونا الهمة يا رجالة.. المكن الداير من شوقه.. بيقول يا ولاد أحلى قوالة".. أغنية للفنانة شريفة فاضل، كلماتها بسيطة لكنها تحمل مشاعر افتقدها العامل المصري خلال الأونة الأخيرة. وبعد أن كان للعمال مكانة في المجتمع وخصصت شاشة السينما منذ الخمسينيات مكانًا لمناقشة مشكلاتهم وتسليط الضوء على دورهم الفعال والبناء في المجتمع، أصبح المشهد مغاير تمامًا خلال السنوات الأخيرة، لتصبح الأرصفة واللافتات التي يرفعونها في احتجاجتهم هي المعبر عن الحال الذي وصلوا له. "الفرق بين الواقع والحلم هو كلمة عمل" مقولة للممثل الألماني روجر فريتس، نحن بحاجة لها هذه الأيام وخاصة على شاشات السينما التي اتخذت من الكوميديا شعارًا لها، وأصبحت معظم الأفلام التي تُعرض بلا مضمون أو رسالة وهمشت فئات عمالية هامة في المجتمع. ونرصد خلال هذا التقرير أشهر الأعمال التي ناقشت دور العمال في السينما المصرية:  "الأسطى حسن" الذي عرض في السينما المصرية عام 1952 ولعب بطولته الفنان فريد شوقي، سلط الضوء على معاناة العامل البسيط الذي تضيع حقوقه ولا يستطيع المطالبة بها نظرًا لأنه من طبقة الكادحين والفقراء. ولعب بطولة الفيلم هدى سلطان، حسين رياض، رشدي أباظة، مارى منيب، عبدالوارث عسر، وسيناريو وحوار نجيب محفوظ والسيد بدير، وإخراج صلاح أبوسيف. أما فيلم "ثورة المدينة" فأظهر العامل المتفاني والمحب لعمله والمتمثل في الفنان "حسين رياض" ومدى الاهتمام والاحترام الذي لاقاه من صاحب العمل، وذلك في إطار درامي رومانسي غنائي. وتدور قصة فيلم “ثورة المدينة” الذي عرض عام 1955 حول "سالم" (حسين رياض) أرمل،صاحب ورشة زجاج يقيمها فى بيته، وسافر سالم وابنته إلى القاهرة لقضاء بعض الحاجات، فلما عاد وجد الورشة والمنزل وقد احترقا وبداخله اخته ورده. الحاج صابر(احمد علام)صاحب مصنع الزجاج، استدعى سالم وعرض عليه العمل كرئيس للعمال. وفي الأفلام الأبيض والأسود، جاء فيلم "باب الحديد" للمخرج يوسف شاهين ليعطي إشارة ضوئية لفئة مهمشة من الطبقة العاملة وهم عمال القطارات وبائعي الجرائد. ومن خلال شخصية "قناوي" نعيش مع أحداث الفيلم ونتعرف على شكل حياة هذه الطبقة ونشعر بمعاناتهم، وانتج سنة 1958، وسيناريو محمد أبو يوسف وعبد الحي أديب وإخراج يوسف شاهين، وبطولة هند رستم, ويوسف شاهين وفريد شوقي وحسن البارودي. ويعد فيلم "الأيدي الناعمة" من أشهر الأعمال التي تعرض في احتفالات عيد العمال، وهو مأخوذ عن مسرحية للكاتب توفيق الحكيم، وبطولة الفنان أحمد مظهر. ويتناول "الأيدي الناعمة" قصة نزع أملاك أحد الأثرياء بعد ثورة يوليو 1952، ويفلس ولا يبقى له سوى قصره، وينكر وجود ابنتيه لأن احدهما تزوجت من مهندس بسيط والأخرى تبيع اللوحات التي ترسمها.

"مراتى مدير عام" من الأفلام التي أبرزت دور المرأة في العمل، والروح الفعالةة داخل المؤسسة من أكبر رؤسائها وحتى أصغر عامل بها. وقدمت الفنانة شادية شخصية المديرة وشاركها البطولة الفنان صلاح ذو الفقار، وتوفيق الدقن، والفيلم من تأليف عبد الحميد جودة السحار، وإخراج فطين عبد الوهاب. كما تناول فيلم " أفواه وأرانب " دور المرأة المصرية فى العمل كفلاحة فى الأرض ومهارتها وإخلاصها فى العمل، والفيلم من سيناريو وحوار سمير عبد العظيم، وإخراج هنرى بركات، وبطولة فاتن حمامة ومحمود ياسين وفريد شوقى. "على جنب يا أسطى" الفيلم الذي انتج عام 2006 ويسلط الضوء على سائقي التاكسي وما يتعرضون له خلال يومهم من مواقف متنوعة تحدث بينهم وبين نوعيات مختلفة من الناس. ولعب الفنان أشرف عبد الباقي بطولة الفيلم وجسد شخصية "صلاح" سائق التاكسي، وهو شخصية طيبة يعانى من ظروفه المادية الصعبة التي يحاول التغلب عليها بالحديث مع زبائنه الذين يدخلون معه في حواديت تخص حياتهم، ومن خلال تلك القصص يرصد حالة المجتمع المصري والتعرف إلى أهم القضايا التي تشغل بال المصريين.

وفي 2013، أطل علينا المخرج محمد خان من خلال "فتاة المصنع" ليرصد فى أحد محاور الفيلم قضايا ومشكلات عاملات مصانع الملابس والأقمشة. وفيلم "فتاة المصنع" ببطولة ياسمين رئيس وسلوى خطاب وسلوى محمد علي وهاني عادل.

مقالات متعلقة