بالأغاني| في عيد العمال.. يا حلاوة الإيد الشغالة

عيد العمال

"يا ولاد بلدنا من جنوبها لشرقها.. يا مشمرين عن السواعد كلها.. النور حضن بلادنا وضمّها.. والشمس هلّت بالأمل ع الشقيانين.. يسعد صباحكم كلكم يا شغالين".. كلمات بسيطة لها أثر عميق في نفوس العمال.

 

وفي القرن الماضي عرف تأثير الكلمة على العمال وتأثيرها على زيادة الإنتاج وإثارة الهمة والنشاط، فخرجت العديد من القصائد والأناشيد المخصصة لهذه الطبقة العاملة تأكيدًا على دورهم الفعال في المجتمع.

 

"مقلتش أن الكترة" من أولى القصائد التي كتبت لدعم العمال وتشجيعهم للمطالبة بحقوقهم، كتبها المبدع الشاعر بديع خيري، عقب موجة من الاضرابات ضربت مصر في النصف الأول من العشرينيات من القرن الماضي، وشارك فيها عمال الترام والسكك الحديدية وعمال شركة قناة السويس، وانتشرت هذه القصيدة وغناها سيد درويش لتصبح أحد أهم ألحان الحركات العمالية.  

ولعب العمال دور البطولة في الأغاني العمالية واتخذت وسيلة لسرد تاريخ ونضال الشعب، وضفرت الأشعار والألحان لتخرج لنا عدد من أشهر الأغاني منها "دور يا موتور"، و"يا حلاوة الأيد الشغالة" و"بدلتى الزرقا" و"الحلوة دي"، وتغنى بها العندليب وليلى مراد وشريفة فاضل. وفي عيد العمال الذي يحتفل به العالم في 1 مايو من كل عام، نسترجع أمجاد وتاريخ العمال الحافل بالكفاح.  

العندليب عبد الحليم حافظ، لم يكتفِ بغناء اللون العاطفي والوطني، وقرر أن يحفل تاريخه الفني بعدد من الأعمال للعمال، ليعبر عن هذه الطبقة العاملة بعدد من الأغنيات، منهم "بدلتي الزرقا" وأغنية "صورة" التي كتب كلماتها الشاعر صلاح جاهين، و"حكاية شعب" التي تروي بداية النهضة الصناعية بعد ثورة يوليو وقصة بناء السد العالي، و"خلي توكالك على مولاك". ومن كلمات بيرم التونسي، غنت ليلى مراد "دور يا موتور" لتشجيع العمال على الالتحاق بالمصانع. وغنت شريفة فاضل لـ"الأيد الشغالة" قائلة: "يا حلاوة الإيد الشغالة ورونا الهمة يا رجالة.. المكن داير من شوقه بيقول أحلى قواله.. ياحلاوة الإيد الشغالة.. قسم يا مكن قول سمعنا كلامك حلو وله معنى.

وبـ"عمال ولادنا" احتفى الشاعر فؤاد قاعود، والملحن سيد مكاوي بالعمال، قائلين: "عمال ولادنا والجدود عمال.. ضاربين ايدينا في الصعب أهوال.. نشعل في يوم المعركة ثورة.. ونغني في يوم السلام موال".

ولم ينس سيد درويش الطبقة الكادحة في أعماله خاصة وأنه كان ينتمي لهم في يوم من الأيام، فغنى لهم "الحلوة دي"، و"شد الحزام".  

 

كما غنى الشيخ إمام أغنية "الفواعلية"، من كلمات الشاعر ماجد يوسف، لهذه الفئة الموجودة حتى يومنا هذا وتسعى في الصباح الباكر وراء قوت يومها.

 

وبألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب تغنت أسمهان بـ"محلاها عيشة الفلاح".  

وبأغنية "يا غربة روحي" تسأل الفاجومي "أحمد فؤاد نجم" أين ذهبت ثمار العمل؟ ولحنها وغناها الشيخ إمام. ووجه المطرب عبد العزيز محمود، "مليون سلام" للعمال، قائلًا: "مليون سلام يا مبدلين الخوف أمل، مليون سلام يا مبدلين النوم عمل، مليون سلام يا مكسرين بطن الجبل، فوق الجبين شايف بهور جهد وعرق".

 

وافتقدنا في هذه الأيام تلك النوعية من الأغاني التي تخص الطبقة العاملة والتي تمثل فئة كبيرة داخل المجتمع، فغنت فرقة مسار إجباري "هيلا هيلا"، وغنى الفنان عاصي الحلاني "شمس عامل".

 

مقالات متعلقة