17 عاماً مضت على بقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فى السلطة منذ توليه مقاليد الحكم في 7 مايو عام 2000 متنقلاً بين منصبي الرئيس ورئيس الوزراء، لكن محاولات بوتين إحياء مجد الاتحاد السوفيتى الذى انهار في 1991، لم تشفع لدى المتظاهرين.
فرض تصدر بوتين المشهد وتأثيره فى الأحداث أن تختاره مجلة "تايم" الأمريكية كشخصية العام فى 2007، إلا أن جزءا من الشعب الروسي -و هو وقود هذه الاحتجاجات - لا يهتم كثيراً بفكرة الزعامة وإعادة المجد وإنما يتطلع إلى مناخ الحرية والديموقراطية وتداول السلطة .
مظاهرات روسيا
خرجت مظاهرات السبت الماضي في عدة مدن روسية منها العاصمة موسكو وسان بطرسبورج، لإعلان رفض ترشح بوتين لولاية رئاسية رابعة فى انتخابات 2018، و رغم حظر السلطات، إلا أن المتظاهرين تجمعوا في الساحات واعتقلت الشرطة 110 منهم بحسب "فرانس 24 ".
وفى الثاني من شهر أبريل الماضى اعتقلت الشرطة الروسية 29 شخصًا على الأقل خلال مظاهرة معادية للحكومة، بينهم قاصرون.
اعتقال ألف متظاهر
ويوم 26 من شهر مارس الماضي اعتقلت الشرطة نحو ألف شخص من المتظاهرين من بينهم المعارض ألكسي نافالنى، والذى أعلن اعتزامه الترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة بحسب وكالة "فرانس برس".
الغرب وراء المظاهرات
وترى الدكتورة نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية والخبيرة فى الشأن الروسي أن الاحتجاجات فى روسيا يقودها تيار ليبرالى مدعوم من الدول الغربية.
وفى تصريحات لـ"مصر العربية" أكدت "الشيخ" أن هذه المظاهرات حدثت عدة مرات فى السابق. وهي تعتبر شكل صحى فى مناخ أي دولة ديموقراطية .
وأوضحت أن هذا يحدث فى الغرب بشكل مستمر مثل المظاهرات الأخيرة التى حدثت فى الولايات المتحدة؛ احتجاجاً على سياسات الرئيس ترامب، و أيضاً تلك التى شهدتها ألمانيا وفرنسا .
واستطردت: الرئيس بوتين سيترشح فى انتخابات الرئاسة الروسية المزمع إجراؤها العام المقبل ، والدعوات التى تطالبه بعدم الترشح لن تثنيه، ولن تنال من شعبيته المتنامية والتى يقودها تيار قوى داخل وخارج روسيا".
التدخل فى سوريا
ونفت أن يكون التدخل الخارجى لبوتين له علاقة بالمظاهرات قائلة: "تدخل روسيا فى سوريا وأوكرانيا وتحديداً شبه جزيرة القرم زاد من شعبية بوتين، نظراً لأنه يتلاقى مع الحس القومى الروسى و فكرة إعادة المجد الروسى المترسخة داخل وجدان الشعب الروسى".
وأرجعت بقاء الرئيس بوتين فى السلطة إلى ضعف المعارضة وعدم وجود تأييد شعبي لها داخل المجتمع الروسي .
مجد الاتحاد السوفيي من جانبه يرى الكاتب المتخصص في الشأن الدولي محمد حامد أن الاحتجاجات فى روسيا لن تؤثر على شعبية الرئيس فلاديمير بوتين لأن الحكومة الروسية حكومة مستقرة والنظام الروسي معتز بنفسه ويكتسب قوته من عوامل قومية .
وأضاف فى تصريحات لـ"مصر العربية" أن الشعب الروسى يحركه الحنين لمجد الاتحاد السوفيتي، و التطلع إلى قيادة العالم كقوة عظمى. وبوتين يسير فى هذا الاتجاه.
ويرى "حامد" أن أغلب المعارضين فى روسيا متأثرين بالأنظمة الأوروبية والرغبة فى تطبيق نظام ديموقراطي قائم على تداول السلطة والحياة فى مناخ يكفل الحرية و الذي لا يتوفر فى نظام الرئيس بوتين . ونفى أى علاقة بين التدخل فى سوريا وبين تأجيج الاحتجاجات الروسية .فسوريا دولة جوار بعيد ولا تعتبر طرف مؤثر فى المشهد السياسى فى روسيا، وإن كان هناك تعاطف داخل المجتمع الروسى من الناحية الإنسانية مع ضحايا الآلة العسكرية الروسية فى سوريا .
وعن ترشح بوتين فى انتخابات الرئاسة المقبلة. أشار "حامد" أنه سيترشح و نسبة نجاحه عالية.واصفاً إياه برجل روسيا القوى، منوهاً أن دعوات المتظاهرين التى تدين ترشح بوتين للانتخابات الرئاسية القادمة سابق لأوانه.