أعلن الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، اليوم الثلاثاء، أنه رفض عروضا أمريكية وبريطانية وخليجية للتفاوض معه منفردا دون حلفائه، في إشارة إلى جماعة "أنصار الله" (الحوثيين).
ومنذ 26 مارس 2015 تدور حربا في اليمن بين القوات الحكومية والمقاومة الشعبية، مدعومة بتحالف عربي تقوده الجارة السعودية، من جهة، وبين مسلحي الحوثي وصالح، مدعومين من إيران، من جهة أخرى، وذلك بعد أن سيطروا على محافظات يمنية، منها صنعاء في 21 سبتمبر 2014.
وفي كلمة له مع قيادات حزبه المؤتمر الشعبي العام، نقلها موقع "المؤتمر نت" التابع له، قال صالح إن هناك غزلا دوليا للمؤتمر باعتباره حزبا معتدلا، ودعوات إلى التفاهم معه بشكل منفرد، في مقابل دعوات منفردة أيضا إلى الحوثيين.
وشدد صالح، الذي سلم الرئاسة عام 2012 تحت وطأة ثورة شعبية مقابل حصانة من الملاحقة القضائية، على أن "هذا الغزل مرفوض".
ومضى قائلا: "نعم سأتحاور معكم وجها لوجه وبندية كاملة أنا ورفاقي من أنصار الله (الحوثيين) وغير أنصار الله، سواء في صنعاء أو الرياض أو ظهران الجنوب"، في إشارة إلى مدينة سعودية على الحدود اليمنية، احتضنت في مارس 2016، مشاورات منفردة بين الحوثيين والجانب السعودي.
وأضاف: "نتحاور من أجل إيقاف الحرب وفك الحصار ويدنا واحدة (..) هكذا رديت على الأمريكان ورديت على الخليجيين ورديت على البريطانيين الذين يريدون أن يتفاهموا مع صالح.. قلت لهم أوقفوا الحرب، فكوا الحصار، ارفعوا اسم اليمن من تحت البند السابع".
وتابع أن النقطة الرابعة للتفاهم مع المجتمع الدولي هي "استبعاد القرار الدولي رقم 2216"، واصفا إياه بأنه "قرار حرب ولا أعترف به".
وينص هذا القرار على شرعية الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وانسحاب المليشيا من المدن، وتسليم السلاح الثقيل، كما ينص على عقوبات ضد صالح وزعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يجيز استخدام القوة العسكرية لتنفيذ القرار.
ولم يسبق أن أعلنت واشنطن ولا لندن ولا الرياض عن تقديمها عروضا للتفاوض مع صالح، غير أن ثلاث جولات من المشاورات السياسية، رعتها الأمم المتحدة، فشلت في إيجاد حل للصراع في اليمن.
وهاجم الرئيس اليمني السابق نتائج مؤتمر الحوار الوطني وشكل الدولة الاتحادية، وقال إن أي كاتب أو سياسي، سواء كان في الداخل والخارج، يتحدث عن دولة اتحادية أو كلمة أقاليم هو "خائن وعميل ويجب أن يحاكم حضوريا أو غيابيا".
وأعرب صالح عن استعداده ترك رئاسة حزب المؤتمر إذا تم إيقاف الطلعات الجوية للتحالف العربي على اليمن، ورفع اسم اليمن من تحت البند السابع.
وبشأن ما قال إنها عروض مطروحة عليه لمغادرة اليمن، أجاب بأنهم "يريدون خروجي بلا عودة.. لا يمكن أن أخرج إلا على ظهري مقتولا، وليس بإرادتي".
وحتى الآن أودت الحرب في اليمن بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص، وجرحت ما يزيد عن أربعين ألفا آخرين، وشردت قرابة ثلاثة ملايين من أصل 27.4 مليون نسمة، وفق الأمم المتحدة، التي حذرت، في مارس الماضي، من أن ثلث محافظات اليمن الـ22 بات على شفا المجاعة.