يعد فصل الصيف ضيفا ثقيلا على بني البشر، نظرا للمعاناة التي يعانونها، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وخطر الإصابة بـ"ضربات الشمس" التي في بعض الأحيان قد تؤدي إلى الوفاة، و"الاحتباس الحراري"، وغيرها من الأمراض المصاحبة لارتفاع درجات الحرارة.
وتختلف استعدادات الناس لاستقبال فصل الصيف، خاصة في مصر، حيث يستقبله العديد من المواطنين، بتنظيم الرحلات إلى إحدى المدن الساحلية أو التي يوجد بها شواطئ مياه، لكسر حرارة الجو، والتغلب على فصل الصيف، وآخرين، يواجهون فصل الصيف من خلال أجهزة التكييف، التي قد تكبد المواطن البسيط، أعباء مالية كبيرة، نظرا لارتفاع قيمة "فاتورة الكهرباء"، نتيجة استهلاك أجهزة التكييف.
إلا أنه من بين هؤلاء وهؤلاء، أوناس لا يمكنهم الهرب من حرارة الصيف، إعمالا بالحكمة الشعبية أو "المثل" الموجود في التراث المصري والذي يقول "تروح فين الشمس من على قفا الفلاح"، فالفلاحون والعمال وغيرهم من البسطاء، يمثل فصل الصيف، عناء شديدا بالنسبة لهم، فلا أمل لهم للهرب من ارتفاع درجات الحرارة، ولا غيرها، فهم أصبحوا معتادين على ذلك، فعملهم لا يتوقف، حيث أن مصدر رزقهم هو بذل جهدهم بشكل يومي، فبدون عمل لا يوجد المال، وبالتالي لم تلبى أبسط احتياجات من مأكل وملبس ومشرب وغيرها من احتياجات الحياة.
ودرجات الحرارة خلال فصل الصيف، في مصر، تكون معتدلة في أغلب الأحيان، مقارنة ببلاد أخرى، ما يجلب السائحين من مختلف دول العالم، لقضاء عطلة الصيف في المدن الساحلية المصرية، التي تكتظ في هذا الفصل بالكثير من الناس، سواء مواطنين من أبناء البلاد، أو غيرهم من السائحين.
وهناك بعد النصائح التي من المفترض اتباعها خلال فصل الصيف نسردها فيما يلي:
تجنب الوجبات الدهنية الثقيلة
لا يُستَحسَن تناول الوجبات الدهنية الثقيلة الساخنة في الطقس الشديد الحرارة، لأنها تتعب الجسم، بل يُفَضَّل أكل الأغذية الخفيفة مثل: الفواكه والسلطة والخضار والجبن والسمك ومنتجات الألبان واللحوم الخالية من الدهن. ويستحسن تناول الفواكه والخضار الغنية بالمياه مثل البطيخ والتوت والخيار والطماطم (البندورة)، فهي تساعد على تعويض فقدان السوائل والمعادن.
تجنب أشعة الشمس المباشرة
ينبغي تجنب أشعة الشمس المباشرة، ومن الأفضل البحث عن مناطق الظل أو الذهاب إلى مكان بارد جيد التهوية. القيلولة بعد الظهر مهمة لأن الحرارة الشديدة تجهد الجسد، ولذلك من الأفضل أخذ قسط قصير من الراحة. فالاستراحة القصيرة تفعل العجائب. وينبغي ألا تكون الاستراحة أطول من 20 إلى 30 دقيقة.
وإذا أمكن ينبغي دهن الجسم بمرهم ضد أشعة الشمس فوق البنفسجية المحرقة. ولكن يجب عدم وضع الكثير من المرهم على الجسد، بل يجب تعويده كذلك تدريجيا على أشعة الشمس وحمايته خلال ذلك بالمراهم الخاصة.
ارتداء ملابس فضفاضة جيدة التهوية وذات ألوان فاتحة
ومن المهم الانتباه إلى لبس ملابس مناسبة، بحيث تكون جيدة التهوية وغير ضيقة، فهذه الملابس توفر تهوية جيدة للجسم وتساعد على تنظيم توازنه الحراري على نحو أفضل. أما بالنسبة للألوان، فالألوان الفاتحة أفضل من الداكنة، لأنها تعكس أشعة الشمس ولا تخزّن الحرارة مثل الداكنة.
ارتداء قبعة فاتحة اللون
يُفَضَّل ارتداء القبعة، وخاصة للأطفال، تحت الشمس المحرقة. وهذا ينطبق أيضا على الأشخاص ذوي الشعر القصير وعديمي شعر الرأس (الصُّلع). فالقبعة تحمي من حروق الشمس ومن ضربات الشمس، وتُبقي الجسم باردا نسبيا، أو أنها تمنع من ازدياد حرارته بسرعة. وكذلك القبعة ينبغي أن تكون فاتحة اللون كي لا تتراكم تحتها الحرارة.
التنبه إلى إرهاصات ضربة الشمس
إرهاصات ضربة الشمس تبدأ بعلامات وأعراض مثل التعب والإجهاد المفرط والغثيان والدوخة والصداع. كل ذلك يمكن أن يكون من مقدمات الإصابة بضربة الشمس أو انهيار الجسد بسبب التعرض للحرارة المفرطة. وعندها ينبغي الذهاب فورا إلى الظل أو إلى بيئة أكثر برودة بالإضافة إلى ضرورة شرب السوائل وأكل شيء مالح.
ممارسة الرياضة في أوقات مناسبة
ينبغي تفادي التمارين ذات الجهدي البدني الكبير، مثل الركض تحت أشعة الشمس المحرقة. وينبغي تأجيل مثل هذه الأنشطة إلى المساء حين يكون الجو أكثر برودة، ويستثنى من ذلك رياضة السباحة، وفي هذه الحالة ينبغي دهن الجسم بالمرهم المناسب المضاد لأشعة الشمس وأشعتها فوق البنفسجية.
تبريد الجسم
ينصح تقرير أعده موقع شتيرن الألماني بتبريد الجسم من حين إلى آخر لأن شدة الحرارة لا تطاق أحيانا. وبالإمكان فعل ذلك بوضع قطعة قماش باردة على الرقبة والحلق. وكذلك بالإمكان تغطيس القدمين في حمام ماء بارد. وكذلك أثناء غسل اليدين من الممكن ترك الماء البارد يسري لفترة من الوقت على الساعدين. وأيضا ممكن استعمال بخاخ لرش الجسم برذاذ الماء أو بروائح خاصة مكونة من زيوت طيارة منعشة، وبالطبع من الممكن أيضا استخدام المراوح الهوائية.