"رسالة بابوية إنسانية في مصر".. تحت هذا العنوان سعت صحيفة "نيويورك تايمز" اﻷمريكية في افتتاحيتها لرصد وجهات النظر المختلفة حول زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس لمصر نهاية أبريل الماضي، وتساؤل البعض حول مدى استفادة الرئيس عبد الفتاح السيسي منها خاصة مع "سجله السيئ في حقوق اﻹنسان".
وفيما يلي نص الافتتاحية :
ليس من المستغرب أن توجه انتقادات لزيارة البابا فرانسيس إلى "الديكتاتورية" المصرية، حيث الإسلام هو الدين المهيمن.
وفيما يخشى المحافظون الكاثوليك من احتضانه للمسلمين في بلد مثل مصر، حيث قتل إسلاميون متطرفون المسيحيين، ويحذر الليبراليون من الزيارة يمكن تفسيرها على أنها دعم لزعيم استبدادي وتصب في صالحه.
لكن الزيارات البابوية ليست بعثات دبلوماسية، رغم أن هناك الكثير من الدبلوماسية التي لا بد منها.
ورغم أن الكاثوليك قد يختلفون حول ما إذا كان البابا قد ذهب بعيدًا جدًا في رسالته الاجتماعية أو ليس كذلك، فإنه من الصعب إنكار ما قاله فرانسيس وفعله عن أن مصر قيمة تستحق الاهتمام.
فرانسيس كان هناك بطبيعة الحال للتعبير عن تضامنه مع ضحايا هجومين إرهابيين على الكنائس القبطية في 9 أبريل، وأسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 45 شخصا.
وأدان فرانسيس أي تبرير لهذه الجرائم، لكنه رفض مرة أخرى فكرة أن الإسلام والعنف مترابطان بشكل وثيق، ولا سيما في لقاء مع الشيخ أحمد الطيب، شيخ اﻷزهر.
وعندما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي - المتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان- أعلن فرانسيس أن "التاريخ لا يغفر ﻷولئك الذين يبشرون بالعدالة، ولكن يمارسون الظلم".
تلك المواقف التي اتخذها البابا عملاً موازنًا سياسيًا، ولكنه أيضًا نهج إنساني ومتسق تميز بـ "بابوية" فرانسيس منذ البداية، إلا أنّ أحدهم يصف زيارة البابا لمصر على أنها رسالة إيمان، وتواضع، وسلام، وتسامح، وحوار، وحنان، وتمثل بصيص أمل لأولئك الذين يعانون من السخرية والقسوة والشعبية والقبلية التي تتصاعد في العديد من أنحاء العالم.