قال أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية لعلماء المغرب (حكومية)، إن تنظيم "داعش" الإرهابي، "يرمي (ينشر) 90 ألف رسالة يومياً"، عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف عبادي: "نحن سمحنا لهم بأن يتواصلوا كل يوم، بواسطة خطابات يتطلع إليها الشباب، لا يجب أن نمكنهم أكثر ونترك الفضاء المفتوح لهم، وإلا سيسوء الوضع أكثر، لا يجب أن يستمر غياب علماء الدين". جاء ذلك، ضمن أعمال ندوة دولية نظمتها أكاديمية المملكة (حكومية)، اليوم الأربعاء بالرباط، بتنسيق مع المجلس البابوي لحوار الأديان التابع للفاتيكان، تحت عنوان "مؤمنون ومواطنون في عالم متغير". وتابع عبادي الذي لم يكشف مصدر إحصائيته: "هناك سياق مضطرد ومتغير، مقياس التواصل لم يعد يقتصر على الجامعة أو الكنيسة أو المسجد أو المقهى، بل امتد بشكل متسارع نحو الفضاء الافتراضي بالشبكة العنكبوتية". ودعا الأمين العام للرابطة المحمدية لعلماء المغرب، الزعماء الدينيون لاكتساب مهارات التواصل عبر الفضاءات الجديدة، موضحا: "إن لم يحدث ذلك فإن الهُوة الموجودة اليوم ستتفاقم أكثر". من جهته، قال الكاردينال لويس توران، رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان: "علينا أن نوحد مجهوداتنا لكي يكون الإنسان في قلب مشاريع المجتمع ويكون للمؤمنين مكان داخله". وزاد: "المطلوب أن نمد جسور المعرفة بدل الترويج لخطاب العنف والإقصاء". وتابع الكاردينال: "حرية التدين مسألة جوهرية، والمجال الديني يعطي للإنسان أملا في الحياة، والجميع مطالبين بالمساهمة في ترسيخ العدالة وعدم إقصاء الدين من الحياة العامة". من جانبه، قال عبد الجليل الحجري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية: "أضحى من المؤكد لدى جل المفكرين في الشؤون الإنسانية، أن عالمنا المعاصر لا يعيش فقط تغيرات إيجابية في اتجاه تعزيز التعاون والأخوة والسلم، ولكن يواجه العديد من المخاطر والتحديات ذات الآثار السلبية". وتابع: "المؤسف أن يقع استغلال الموروث الديني في تكريس هذا المنحى، بل في إضفاء الشرعية على عنف يتجاوز الإنسان والمجتمع والحضارة".