اعلنت وكالة "رويترز" عودة المعارضة السورية المسلحة اليوم الخميس إلى المحادثات الرامية لحل الأزمة السورية والجارية في آستانة عاصمة قازاخستان عقب انسحابها أمس ومطالبتها بوقف القصف الحكومي للمناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقال مسئول كبيرا بوزارة الخارجية في قازاخستان إن المعارضة عادت إلى المحادثات اليوم الخميس. كما قال دبلوماسي آخر قريب من المحادثات إن المعارضة لم تنسحب أمس بشكل كامل.
وقال أحمد رمضان المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري المعارض ، الأربعاء، إن الوفد علق مشاركته بعد أن قدم مذكرة تطالب بالتزام تام من الحكومة بوقف القصف.
وطالبت المعارضة في المذكرة بتنفيذ واضح للتدابير المتعلقة بأمور مثل إنفاذ وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الحكومية من مناطق سيطرت عليها منذ 30 ديسمبر كانون الأول من العام الماضي وإطلاق سراح المعتقلين.
كما شددت مجددا على رحيل الرئيس بشار الأسد واعترضت مرة أخرى على دور إيران في العملية واصفة إياها بأنها دولة معتدية. وإيران وروسيا هما الداعمتان الرئيسيتان للأسد ضد المعارضة التي تحاول الإطاحة به.
وسعى الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية الثلاثاء لتخفيف حدة التوتر بعد هجوم صاروخي نفذته الولايات المتحدة في أبريل نيسان ضد سوريا. وعبر الزعيمان عن رغبتهما في تطبيق وقف إطلاق نار وإقامة مناطق آمنة للنازحين من الحرب الأهلية.
في ظل استمرار صعوبة تطبيق وقف إطلاق النار في سوريا قال البيت الأبيض إنه سيرسل مندوبا إلى محادثات وقف إطلاق النار في آستانة يوم الاربعاء ويوم الخميس. وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن ستيوارت جونز القائم بأعمال مساعد الوزير لشؤون الشرق الأدنى سيحضر بصفته مراقبا.
وقال أيدر بك توماتوف رئيس إدارة آسيا وأفريقيا بوزارة الخارجية في قازاخستان للصحفيين إن المعارضة السورية التقت بوفدي الولايات المتحدة والأمم المتحدة يوم الأربعاء. وأضاف "آمل أن تشارك المعارضة مرة أخرى غدا (في المحادثات)".
كما عبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا عن أمله في أن تعود المعارضة إلى مائدة التفاوض.
ونقل مكتبه عنه قوله "آمل أن يعودوا لأن من المهم أيضا بحث إمكانية الوصول إلى نتيجة لخفض التصعيد.
"كل مرة ..كل مرة كان لدينا فيها اجتماع أو نقاش بشأن وقف الاقتتال، أو خفض التصعيد في هذه الحالة، كانت تحدث بعض الوقائع من هذا الطرف أو ذاك. يكمن السر في محاولة التأكد من أن تلك الوقائع ستتوقف وأيضا عدم قتل فرصة خروج أنباء جيدة متعلقة بذلك".
وترعى محادثات آستانة روسيا وإيران وتركيا التي تقف إلى جانب المعارضة شأنها شأن الولايات المتحدة.
والتقى يوم الأربعاء أيضا بوتين مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان في منتجع سوتشي على البحر الأسود وأعادا التأكيد على التزامهما بالعمل معا لإنهاء الحرب السورية.
وأبلغ وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الصحفيين على هامش اجتماع سوتشي أن رعاة محادثات آستانة اتفقوا بالفعل على ثلاث وثائق ويبحثون رابعة.
وقال "أجرينا في آستانة مباحثات بشأن قضية خفض التصعيد هذه (والتي كانت) إيجابية للغاية وكلي أمل في أن نتوصل إلى تفاهم بشأن هذا أيضا".
وقال كبير المفاوضين الروس في آستانة ألكسندر لافرنتييف إنه يأمل أن توقع الأطراف مذكرة تفاهم بشأن مناطق آمنة الخميس. ورفض تحذير المعارضة ووصفه بأنه محاولة للضغط على موسكو وأنقرة وطهران.
وأضاف "المعارضة السورية يجب أن تشارك في المحادثات. نأمل أن يسود المنطف السليم".