حادث تورينو.. حينما ينهي القدر تاريخ نادي

فريق الأحلام في تورينو

- "هل يمكننا الطيران في جو مثل هذا؟"

= " لا تقلق، لابد لنا من العودة لتورينو الليلة".

 

هكذا دار الحوار بين قائد الطائرة "أليتاليا" ومساعده قبل التحليق من مدينة لشبونة البرتغالية للعودة لمدينتهم تورينو بإيطاليا قبل 68 عامًا من اليوم، 4 مايو.

 

تحركت الطائرة، هدير المحرك يصم الآذان، لاعبو تورينو جلسوا على المقاعد رفقة الصحفيين والإداريين يتحدثون عن جوزيه فيريرا، لاعب بنفيكا، والأجواء الرائعة التي عاشوها في مباراة تكريمه، ربما فكروا في موسم الفريق والبطولات التي حققوها، وربما تحدثوا عن شعورهم بعد احتكارهم الفوز بلقب الدوري الإيطالي لمدة 4 أعوام متصلة، ربما حكوا ذكرياتهم في كأس العالم 1938 واستعدادهم للبطولة المقبلة بعد عام واحد فقط، وربما قرروا الحصول على قسط من النوم مع الإقلاع.

 

غادرت الطائرة الأراضي البرتغالي واقتربت من تورينو، الأمطار تزداد، أصوات الرعد ترد على صوت المحرك، الرؤية تختفي تدريجيًا، ينظر قائد الطائرة لمساعده ليقول: "من الصعوبة الطيران في أجواء مثل هذه"، ليرد عليه المساعد "سأطلب النجدة".

 

يتجه المساعد لاستخدام الراديو طالبًا العون. لا أحد يستجيب، يكرر المحاولة ولا جديد، فيقرر قائد الطائرة الانخفاض بالطائرة تدريجيًا ليتحسن مجال الرؤية، فلا يوجد حل آخر.

 

ربما يكون لاحظها، وربما تأخر الوقت، كنيسة تقف شامخة يعلوها الصلبان، يحاول القائد تجنبها لكن الوقت قد فات، ترتطم الطائرة بجدار قريب ويختل توازنها، يستيقظ اللاعبون ويستعد طاقم الطائرة، وقبل أن يدركوا ما الذي يحدث ترتطم الطائرة بعنف وقوة في كنيسة "باسيلكا سوبرجا".

 

الانفجار يدوي بعنف، الطائرة تهوى. حادث أدى لمقتل كل من كان على الطائرة، 31 شخصًا من بينهم 18 لاعبًا أبرزهم فالنتينو ماتزولا وفاليريو باكيجالوبو وألدو بالارين ودينو بالارين وايزيو لويك ورومينو مينتي وجوجليلمو جابيتو وفيرجيليو ماروزو وجوليوس شوبير وماريو روجامينتي وفرانكو أوسولا.

 

حادث غيرّ ملامح التاريخ، فما سبق 4 مايو 1949 لا يشبه ما حدث بعده، جيل ذهبي ينهيه انفجار واحد، 3 لاعبين تبقوا فقط من نادي تورينو لأنهم لم يسافروا مع زملائهم، 7 بطولات دوري وكأس إيطاليا 5 مرات حققها هذا الجيل الذهبي وساهم أبرز نجوم الفريق في بطولتين لكأس العالم مع منتخب الأتزوري عامي 1934 و1938.

 

بكت المدينة، ربما كما لم تبكي من قبل، حتى مشجعي يوفنتوس لم ينسوا ما حدث، ولكن الوجّع الحقيقي هز كيان تورينو بإنتهاء جيلهم الذهبي بين عشية وضحاها، فلم يحقق الفريق لقب الدوري بعدها سوى مرة واحدة فقط عام 1976 بعد انتهاء أحد أفضل وأعظم جيل لفريق في تاريخ كرة القدم.

 

اليوم، وبعد مرور 68 عامًا بالتمام والكمال على الحادث، تبقى الذكرى حزينة في قلوب متابعي الكرة الإيطالية، ويبقى نادي تورينو متشحًا بالسواد يحاول أن يعيد لجمهوره لمحة من جيل ربما لن يتكرر.

 

مقالات متعلقة