جنوب السودان.. مجموعة منشقة عن مشار توقع اتفاق سلام مع الحكومة

رئيس جنوب السودان سلفا كير - أرشيفية

وقعت سلطات دولة جنوب السودان، اليوم الخميس، مع جماعة منشقة عن المعارضة المسلحة بقيادة ريك مشار، على اتفاق سلام بالعاصمة الأوغندية كمبالا، نص على فتح الطريق المؤدية لولاية نهر ياي (جنوب غرب) لإيصال المساعدات للمواطنين الذين يعانون المجاعة. وحسب الوثيقة المشتركة للاتفاق، فإن السلطات المحلية لولاية نهر ياي (التابعة لحكومة جوبا)، توصلت مع المجموعة المنشقة عن المعارضة المسلحة، إلى اتفاق نص على فتح الطرق الرئيسية المؤدية لمدينة "ياي"، لضمان إيصال المساعدات الإنسانية، على أن تلتزم الحكومة بسحب جميع المليشيات الموالية لها من الولاية، واستبدالهم بأفراد من الجيش النظامي بحسب وكالة "الأناضول". وأوضح الطرفان (حكومة ولاية نهر ياي، والمجموعة المنشقة عن المعارضة من أبناء الولاية)، أنهما توصلا لاتفاق للسلام، مرجعيته مبادرة الحوار الوطني، التي أطلقها الرئيس سلفاكير ميارديت، نهاية 2016، يلتزم فيه الطرفان بالوقف الفوري للعدائيات (العمليات المسلحة)، وتكوين لجنة عسكرية مشتركة، وتحديد نقاط لتجمع القوات التابعة لمجموعة المعارضة". والتزما على "فتح جميع الطرق المؤدية إلى ياي (عاصمة الولاية) لتوصيل المساعدات الإنسانية للمواطنين، الذين يعانون من المجاعة في الولاية، وسحب جميع المليشيات الحكومية من مقاطعات الولاية الخمس، واستبدالهم بجيش نظامي مهني". ونصت وثيقة الاتفاق على "استمرار الحوار علي المستوى القاعدي بين المواطنين في الولاية من أجل إرساء دعائم السلام". وترأس الوفد الحكومي المفاوض إلياس تعبان، مطران الكنيسة الأسقفية بولاية نهر ياي، بينما قاد العميد هيلري ياكاني، وفد المعارضة المسلحة بالولاية. يشار إلى أن ولاية نهر ياي شهدت، في بداية 2016، اندلاع مواجهات عنيفة بين الحكومة ومجموعات مسلحة من الشباب الذين أعلنوا تمردهم ضد الحكومة وانضمامهم للمعارضة المسلحة بقيادة مشار؛ احتجاجا على ما أسموه الممارسات العنصرية التي تمارسها المليشيات الحكومية ضد المدنيين في المنطقة. وقامت المجموعة المسلحة بشن هجمات على القوات الحكومية والمسافرين من قبيلة الدينكا التي ينحدر منها الرئيس سلفاكير، على الطريق البري الرابط بين ياي والعاصمة جوبا؛ ما تسبب في وقف الحركة على هذا الطريق الحيوي بالنسبة لسكان الولاية. وتعاني ولاية نهر ياي، من المجاعة التي تسببت فيها الاضطرابات الأمنية التي أجبرت المواطنين على الفرار لدول الجوار مثل كينيا وأوغندا بأعداد كبيرة جدير بالذكر أن الرئيس سلفاكير، كلف جميع حكام الولايات، التي تشهد مواجهات عسكرية، بفتح حوارات سلمية مع مجموعات المعارضة المسلحة من أجل التوصل إلى اتفاقيات سلام. ووقعت السلطات المحلية للولايات الاستوائية (جنوب)، وأعالي النيل (شمال)، وبحر الغزال (غرب)، اتفاقيات سلام مع المجموعات المسلحة الموالية للمعارضة. يشار إلى أن قتالا اندلع بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في جنوب السودان، منتصف ديسمبر 2013، قبل أن توقع أطراف النزاع اتفاق سلام في أغسطس 2015، قضى بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما تحقق بالفعل في 28 أبريل 2016. لكن العاصمة جوبا شهدت في 8 يوليو 2016، مواجهات عنيفة بين القوات التابعة لرئيس البلاد، سلفاكير ميارديت، والقوات المنضوية تحت قيادة نائبه السابق ريك مشار؛ ما أسفر عن تشريد مئات الآلاف ومقتل المئات، وحصول مجاعة في شمالي البلاد.

مقالات متعلقة