حذرّت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم الخميس، من أن قرابة 75 ألف لاجئ ومهاجر، بينهم حوالي 24 ألف طفل، من الذين تقطعت بهم السبل حاليًا في اليونان وبلغاريا والمجر وغرب البلقان، معرّضون لخطر الاضطراب النفسي الاجتماعي الناجم عن العيش في طي النسيان.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوجريك في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في نيويورك، إن "الوضع بات حرجًا للغاية بالنسبة للأمهات، والأطفال العالقين في اليونان أو البلقان في انتظار إعادة توحيدهم بأفراد أسرهم في بلدان الاتحاد الأوروبي" بحسب وكالة "الأناضول".
وأوضح استنادا إلى تقرير أصدرته (يونيسف)، اليوم الخميس ، أنه "على الرغم من الحق المشروع في الانضمام إلى أسرهم في بلدان المقصد في أوروبا الغربية مثل ألمانيا أو السويد، فإن معظم طالبي اللجوء، الذين تقطعت بهم السبل، لا يعرفون ما إذا كان سيتم السماح لهم بالمضي قدما أم لا".
وأشار إلى أن "أعداد اللاجئين والمهاجرين، الذين تقطعت بهم السبل في اليونان والمجر وغرب البلقان، في ازدياد".
ونوّه إلى أن العدد "ارتفع من 47 ألف لاجئ في مارس 2016 إلى نحو 80 ألف لاجئ في نهاية أبريل الماضي بزيادة 60% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي".
ولفت إلى أنه "مع إغلاق الحدود عام 2016، وتنفيذ بيان الاتحاد الأوروبي -التركي، يتم احتجاز أفراد الأسرة الآخرين في بلدان العبور؛ حيث يجب عليهم التقدم بطلب لم شمل الأسر مع أحبائهم، وهي عملية تستغرق عادة ما بين 10 أشهر وعامين"، حسب التقرير.
وأوضح أن "عملية لم شمل الأسر بطيئة، ونتائجها غير مؤكدة، وأن هذه الشكوك يمكن أن تسبب اضطرابات، وقلقًا عاطفيًا كبيرًا للأطفال والعائلات، ستؤثر عليهم لسنوات قادمة".
وفي عام 2016، تم تقديم ما يقرب من 5 آلاف طلب لم شمل أسر، بينهم طلبات لـ 700 طفل غير مصحوبين بذويهم أو منفصلين عنهم، وقد وصل 1107 من مقدمي الطلبات إلى بلد المقصد بحلول نهاية العام.
وتقوم "يونيسف"، وشركاؤها في اليونان برصد الصحة العقلية والاكتئاب العام بين الأمهات الوحيدات، والأطفال الذين ينتظرون لم شمل أسرهم وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي.
وتواجه أوروبا أكبر موجة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية، بعد تضاعف التدفق التقليدي للمهاجرين، بسبب اللاجئين الفارين من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وإفريقيا.
وتوصلت تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 مارس 2016 إلى اتفاق يهدف مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، حيث تقوم تركيا بموجب الاتفاق، الذي بدأ تطبيقه في 4 آبريل الماضي، باستقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من تركيا.
والأسبوع الماضي، ذكر تقرير أصدره مكتب الإحصاءات الأوروبي، أن دول الاتحاد منحت الحماية لأكثر من 700 ألف طالب لجوء خلال 2016، لافتًا إلى زيادة العدد بمقدار الضعف مقارنة بعام 2015.
وتصدرت ألمانيا قائمة الدول التي منحت الحماية لطالبي اللجوء، حيث منحت 445 ألف لاجئ الحماية في 2016، تلتها السويد بـ 69 ألف لاجئ، ثم إيطاليا بـ35 ألف و450، ثم فرنسا بـ35 ألف و170، حسب التقرير.