عشرات المواطنين يلتفون أمام أحد الأرصفة في شارع صفية زغلول بوسط الإسكندرية، البعض يرفع هاتفه المحمول للتصوير في الوقت الذي يردد سؤالا واحد"هو إيه ده؟" فيجيبه أحد الشباب المسؤلين عن العرض" ده مهرجان للرقص".
يقف أحدهم مشدوها كيف يرقص هؤلاء الشباب دون موسيقى، غير منتبها لسماعة الهاتف المحمول المثبتة في أذن كل راقص، وأحدهم ينصرف فور معرفته بأنه مهرجان للرقص غير عابئ بما يقال أو يقدم، بينما يقابل العرض باهتمام أكبر من قبل الأطفال.
7 سنوات هي عمر المهرجان الذي يقام في الإسكندرية كل عام تزامنا مع "شم النسيم" لذا سمي بـ"نسيم الرقص"، الهدف منه نشر الفن المعاصر، وخاصة الرقص منه، في الشوارع ليصل إلى كافة الفئات، فالبعض لا يقدر على شراء تذكرة وحضور عرض في أي من المسارح.
تقول ياسمين حسين ممثل الشركة المنتجة للمهرجان، بالتعاون مع إحدى الشركات الفرنسية،: " إن المهرجان يحتفل بشم النسيم على طريقة المصريين القدماء، بالرقص، الموسيقى والرقص في الأماكن العامة.
محافظة الإسكندرية، وزارة السياحة، والاتحاد الأوروبي، هم الداعمين الأساسيين للمهرجان، يقدم المهرجان عروض صغيرة في مناطق مختلفة بهدف جذب المواطنين، لحضور العرض الأساسي المصاحب للموسيقى في نقطة أكثر اتساعا، مثل ميدان محطة الرمل وغيرها من المناطق، يميز المهرجان هذا العام مشاركة أحد أكبر الفنانين الأوروبين وهو الفنان "أوليفيه ديبوا" والذي شارك في تدريب 20 راقص مصري لتقديم عرض روسي عرض للمرة الأولى في فرنسا منذ أكثر من 100 عام، ويقدم للمرة الثانية في شوارع الإسكندرية.
اختيار منطقة وسط البلد بالإسكندرية وما تحمله من تاريخ، يأتي بدافع إعادة السياحة للإسكندرية مرة أخرى حسب ما أكدته ياسمين، وإعادة مكانة وسط البلد التي عرفت بوجود جنسيات مختلفة، ويشترك في المهرجان هذا العام فنانين من فرنسا، إسبانيا، المغرب، وعدد من الدول العربية والأوروبية.
دعم المحافظة يتركز في إنهاء الأوراق الرسمية والتصاريح الخاصة بإقامة المهرجان في الشوارع الرئيسية بالإسكندرية، بينما يشارك المركز الثقافي الألماني "جوته" في تدريب المتطوعين للعمل في المهرجان.
ويعتمد التدريب على شرح الفن المعاصر، الرقص المعاصر، كيفية التعامل مع المواطنين في الشارع، وتوجيه المواطنين لكيفية التعامل مع السائح، حيث يتولي المتطوعين حماية الفنانين وشرح طبيعة المهرجان للمواطن.