لم تمنعها حرارة الشمس الحارقة، وسنها الذي قارب على الستين من الوقوف بجانب زوجها لتساعده في حصاد محصول القمح داخل إحدى الأراضي الزراعية الواقعة على طريق الإسماعيلية /الزقازيق، هكذا هي حال فايزة سليمان.
فندرة العمالة الزراعية وتعب زوجها في حصاد محصول القمح وحده دفعها للخروج لحصاد "الغلة" غير عابئة بقسوة الطقس، محاولة أن تجمع ما أهدرته الميكنة الزراعية من كميات كبيرة متناثرة من المحصول في الأرض.
ضعف كفاءة الميكنة الزراعية المستخدمة في الحصاد وندرة العمالة الزراعية صارت تحديات تواجه المزارعين طوال موسم حصاد القمح بينما يحاولون التغلب عليها ولكن دون جدوى يتحملون وحدهم نتائجها.
تقول فايزة سليمان 59 سنة "أنا أول مرة أخرج من بيتي وأروح الغيط وأشارك في جمع الغلة عملت كده لأن مفيش عمالة وجوزي راجل كبير عنده 70 سنة وواقف لوحده في الغيط".
وتابعت: "طول عمرنا بنزرع غلة لكن عمري ما شاركت في جمعها لكن السنة ده مفيش عمالة خالص والأجير عايز يومية توصل ل200 جنيه في اليوم وتكلفة الإنتاج عالية ولاقيت نفسي بقول لجوزي انا هنزل معاك وأشتغل لأنه لوحده في الارض"
وأضافت، "حال الفلاح كل يوم أسوء من اليوم اللي قابله، لا في عمالة متوفرة ولا في عيشة مريحة وأسعار السماد والكيماوي في زيادة والأسعار غالية علينا وأدي عيشة الفلاح ".
والتقط أطراف الحديث زوجها إبراهيم عبد الواحد 70 سنة مزارع، والذي أكد أن زراعة وحصاد القمح أصبح مكلفًا جدًا هذه الأيام للغاية بخلاف الأعوام الماضية، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الكيماوى والمبيدات الزراعية، كما أن الحصاد اليدوى مكلف جدًا فتكلفة حصاد الفدان الواحد من القمح 24 قيراطًا تصل إلى 1200 جنيه.
وأضاف "عبد الواحد" أن هناك مشاكل تواجه المزارعين للقمح خاصة بفترة الحصاد أهمها عدم وجود آلة تحصد كميةالمحصول كلها، فبسبب المكنة يتم هدر جزء كبير من المحصول يصل حجمها لربع الغلة وذلك على العكس من الحصاد اليدوى لكنه يحتاج إلى عمالة كبيرة، ولكن هناك نقصًا كبيرًا فى العمالة فضلاً عن ارتفاع أجور العمالة فأجر العامل العام الماضى 100 جنيه باليوم، بينما وصل الأجر هذا العام ل150 و200 جنيه فى اليوم، "وبقينا زى ما انتوا شايفين مش عارفين نلم القمح".
وأشار "عبد الواحد" إلى أن هناك أراضى تكون إنتاجيتها ضعيفة فلا تغطى التكلفة الكبيرة فى زراعة وحصاد القمح ويقف بيع المحصول على المزارع بالخسارة، بينما الأراضى ذات الخصوبة العالية مثل الأرض التى أعمل بها والتى تبلغ مساحتها 7 فدادين تغطى تكلفة زراعتها.
وأكد أنه لا يوجد حتى الآن مشاكل فى توريد القمح منذ بدأ موسم الحصاد مطلع الشهر الجارى ولا يوجد تأخير فى سداد مستحقات المزارعين كما حدث بالعام الماضى، لافتاً إلى أن المؤشرات تدل على إنتاجية الفدان هذا العام من القمح ستكون أكبر وأفضل من العام الماضى.
واستطرد قائلاً: "أعمل بزراعة وحصاد القمح منذ عام 1956 وحتى الآن رغم أننى بلغت ال70 من عمرى مازالت أعمل وأحصد القمح بيدى لأن ذلك هو مصدر رزقنا الوحيد، حيث أبدأ عملى بالحصاد من الساعة 5 صباحاً حتى الواحد ظهراً، وأتوقف ساعتين للراحة، وأستكمل العمل من بعد العصر حتى المغرب.