أفادت قناة "سى إن إن" استنادا إلى مصدر فى وزارة الدفاع الأمريكية، بأن عسكريين أمريكيين اعترفوا بقصف مبنى كان جزءا من مجمع دينى فى شمال سوريا، فى شهر مارس الماضى.
وأوضحت "سى إن إن" بحسب "روسيا اليوم"، أن التحقيق الذى جرى فى هذا الشأن أظهر أن المبنى الذى استهدفته الغارة الأمريكية، كان مخصصا للأغراض الدينية، مضيفة أن منشآت مماثلة، إضافة إلى مدارس، ومستشفيات تدخل فى قائمة المؤسسات التى لا يمكن استهدافها.
ومن الجدير بالذكر أن مسجدا فى قرية الجينة فى محافظة حلب بشمال سوريا تعرض للقصف الأمريكى يوم 16 مارس الماضى ما أدى إلى مقتل 49 شخصا، إلا أن البنتاجون نفى آنذاك قصف المسجد وأعلن أن الغارة استهدفت تجمعا لتنظيم القاعدة جرى فى مبنى مجاور.
وكانتمنظمة هيومان رايتس ووتش، قد اتهمت التحالف الدولي بقيادة أمريكية بعدم اتخاذ «الاحتياطات اللازمة» لتجنب مقتل عشرات المدنيين .
وقالت المنظمة الحقوقية، في تقرير أصدرته حول الغارة التي استهدفت في 16 مارس الماضي مسجد عمر بن الخطاب في قرية الجينة في محافظة حلب: "إن القوات الأمريكية، على ما يبدو، لم تتخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين".
وقتل 49 شخصا معظمهم مدنيون، كما أصيب أكثر من مئة آخرين بجروح، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان جراء الغارات على قرية الجينة، التي تسيطر عليها فصائل معارضة واسلامية.
واعتبرت المنظمة في تقريرها المستند إلى مقابلات هاتفية مع 14 شخصا "مطلعين مباشرة على الهجوم" وأبحاث صادرة عن منظمات متخصصة في مجال تحليل الصور، أن "تصريحات السلطات العسكرية الأمريكية بعد الهجوم تشير إلى عدم معرفتها أن المبنى المستهدف كان مسجداً، وأن الصلاة كانت على وشك البدء فيه، وأنه كانت هناك محاضرة دينية وقت الهجوم".
وأوضحت أنها «لم تجد أدلة تدعم الادعاء بأن أعضاء تنظيم القاعدة أو أي جماعة مسلحة أخرى كانوا مجتمعين في المسجد».
وينفذ التحالف الدولي بقيادة واشنطن منذ سبتمبر 2014 غارات على مواقع الجهاديين في سوريا. وغالبا ما ينفي التقارير عن استهدف مدنيين. وأقر الشهر الماضي بمقتل 220 مدنيا على الأقل منذ بدء غاراته في سوريا والعراق المجاور، إلا أن المراقبين يؤكدون أن الحصيلة أعلى من ذلك بكثير.