كشفت مشاهد مسربة من مكاتب فرز الأصوات في الانتخابات البرلمانية الجزائرية التي جرت أمس، احتواء بطاقات تصويت على صور ورسائل غريبة تحمل مطالب مختلفة بدل أوراق قوائم المترشحين.
وجرت الانتخابات البرلمانية السادسة في تاريخ الجزائر منذ إقرار التعددية بموجب دستور فبراير 1989، بمشاركة 53 حزبا سياسيا وعشرات القوائم المستقلة لكسب تأييد أكثر من 23 مليون ناخب، والتنافس على 462 مقعدا في المجلس العبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان).
وسجل هذا الاقتراع نسبة مشاركة في حدود 38.25 بالمائة بحسب ما أعلنه وزير الداخلية الجزائري نورالدين بدوي، مسجلة مسجلة انخفاضا عن عام 2012، أين بلغت النسبة 43.15 بالمائة.
وحسب أرقام حصد حزبا الائتلاف الحاكم (جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي) أغلبية المقاعد حسب الأرقام الأولية التي أعلنت عنه السلطات، بواقع 164 و97 مقعد على التوالي، في حين حل تحالف حركة مجتمع السلم الإسلامي ثالثا بـ 33 مقعدا.
والتهبت شبكات التواصل الاجتماعي في الجزائر منذ الساعات الأولى للفرز بصور ومحتويات غريبة لا ظرفه المصوتين وتم مشاركتها على نطاق واسع خصوصا على شبكة فيسبوك التي تعتبر الأكثر انتشارا في الجزائر (حوالي 18 مليون حساب).
ومن بين ما تم رصده من مكاتب الفرز عبر عديد المحافظات الجزائرية، احتواء الأظرفة على أكياس الحليب بدل صور المرشحين، وهي إشارة من فئة من الجزائريين إلى معاناتها مع كيس الحليب الذي صار أزمة تتكرر من حين لآخر في البلاد بسبب ندرتها.
وشكل كيس الحليب في مناسبات عدة على مدار السنوات الأخيرة وجع رأس حقيقي للحكومة الجزائرية ومن حين لآخر تتشكل طوابير من الجزائريين على محلات بيعه وهو ما تجلى من خلال تواجده في أظرفة التصويت.
ومن الأمور الغريبة التي تم ملاحظتها وتسريبها من مراكز الفرز صور للمدرب الفرنسي لنادي أرسنال الانجليزي الناشط ببطولة البريمير ليج، أرسن فينجر، والذي أرفقت صوره بعبارة "أرحل" مكتوبة بالفرنسية والعربية، وهي على الأرجح من محبي هذا النادي في الجزائر.
وسربت أيضا صور تتضمن أظرفة عثر بداخلها على صورة لأحد المدونين الجزائريين المسمى "منانوك" وصاحب فيديوهات على شبكة التواصل الاجتماعي "يوتيوب" معروف بمواقفه المناهضة لسياسات الحكومة وحديثه بلهجة جزائرية بسيطة ومباشرة عن أوضاع الجزائريين.
وفضلت شريحة أخرى من الجزائريين التعبير عن مطالب اجتماعية لها من خلال طلبات داخل الأظرفة تتضمن تعبيرا عن مشاكل السكن والعمل والبطالة والقضاء، إضافة لرسائل حب وغيرها.
وعاد عديد المصوتين الجزائريين إلى الفيديو الذي بث على شبكة يوتيوب وأثار جدلا في الجزائر قبيل الانتخابات وحقق ملايين المشاهدين في ظرف وجيز، والذي حمل عنوان (ما نسوطيش - أي لا نصوت) في إشارة إلى المقاطعة وعدم التصويت، حيث حملت الكثير من الأظرفة وفق ما رصده مراسل الأناضول أوراق حملت ذات العبارة (ما نسوطيش).
وإضافة للمحتويات الغريبة للأظرفة، التهبت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات وصور تداولها نشطاء ومواطنون تظهر محاولات تزوير قالوا إنها سجلت بعدد من المكاتب في محافظات عدة من البلاد.
وأظهر فيديو أطلعت عليه الأناضول مكتبا انتخابيا بمدينة عين أمليلة بمحافظة أم البواقي (شرق) وقد تم قطع التيار الكهربائي عنه تم خلاله إجراء علمية الفرز بالشموع ومنح الأصوات لجهة سياسية واحدة.
وانتشر فيديو آخر لمكتب تصويت رقم 116 المخصص للنساء بمدرسة الوردة بحي تيليملي بالعاصمة الجزائر، يوضح إجراء التصويت لمواطنين لم يحضروا أصلا من خلال التوقيع في المكان المخصص لذلك على القائمة ومن دون بصمة الحبر للأصبع الأيسر المشروطة في ختام عملية التصويت.
واظهر فيديو آخر بمدينة ورهان عاصمة الغرب الجزائري مجموعة من المواطنين منعوا من دخول مكتب الفرز بعد أو أوصدت الأبواب في وجوهم وتعالت أصوات تندد بالتزوير الذي هو جار الآن داخل المكتب بعد أن منع المواطنون والمراقبون من حضور العملية.
وبذات المدينة انتشر فيديو يظهر حديث مراقبين في مكتب للتصويت خلال عملية الفرز، بأن عدد الأظرفة تفوق عدد المنتخبين الذين أدلوا بصوتهم ووقعوا على ذلك من خلال البصمة، بحيث وصل الفرق بين المصوتين وعدد الأظرفة إلى 200 ظرف.