شهد تاريخ كرة القدم العديد من النجوم الذين كتبوا أسمائهم بحروف من ذهب، إلا أن هناك علامات كبيرة تركتها "أجيال" قادت أنديتها ومنتخباتها لصنع المجد.
«ستاد مصرالعربية» يستعرض، في سابع حلقات «الجيل الذهبي»، مسيرة فريق تورينو الإيطالي في أربعينيات القرن الماضي.
الجيل الذهبي| إعادة الروح لراقصي التانجو 1986 على يد الساحر والطبيب الجيل الذهبي| العويران وزملاؤه.. تاريخ لا يُنسي مع الأخضر السعودي الجيل الذهبي| حقبة فينجر الاستثنائية مع ارسنال بقيادة هنري تكتب التاريخ الجيل الذهبي| رحلة الإمارات من إثبات الذات إلى تحقيق الإنجاز في مونديال 90 الجيل الذهبي| «خفافيش» فالنسيا.. من تألق رانييري وانطلاقة كوبر لتتويج بينيتز الجيل الذهبي| يوفنتوس «ليبي» قطار لا يتوقف قضى على الأخضر واليابس حقبة الثلاثينيات
سيطرت 3 أندية فقط على الدوري الإيطالي في حقبة الثلاثينيات وهم يوفنتوس وإنتر وبولونيا وسط فشل من نادي تورينو الذي لم يحقق أي بطولة دوري خلال هذه الفترة واكتفى بلقب وحيد للإسكوديتو عام 1928.
بداية الأربعينياتلم يصمت فيروتشيو نوفو رئيس نادي تورينو، وعمل على تكوين فريق عالمي وقوي جدًا، وضم لاعبين مميزين بأسعار ومبالغ خيالية في هذا الوقت وتعاقد مع الثنائي أزيو لويك وفالانتينو مازولا، بـ 1,400,00 ليرة إيطالية وفي عام 1942، وبعد مجهود سنتين أصبح الفريق جاهزًا لقهر الخصوم. ولكن فشل الفريق بالتتويج بالدوري الإيطالي لصالح روما بفارق 3 نقاط موسم 1941/1942، لتكون شرارة انطلاق أحد أفضل الأجيال الذهبية التي عرفها التاريخ.
الحقبة الذهبيةفي موسم 1942/1943 نجح تورينو في تحطيم الرقم القياسي بعدد الإنتصارات بـ20 فوزًا في الدوري الإيطالي الذي كان يضم بين صفوفه 16 فريقًا بعد منافسة شرسة مع ليفورنو. ولم يكتف تورينو بذلك فاستطاع الفوز بالكأس أيضًا ليكون أول فريق يتوج بثنائية الدوري والكأس في إيطاليا. وتوقف الدوري الإيطالي بعد ذلك لمدة عامين بسبب الحرب العالمية الثانية.
استمرار إعصار تورينو
لم يتأثر تورينو بتوقف الدوري بسبب الحرب العالمية الثانية، وقدم الفريق في هذه الفترة كرة قدم سابقة عصرها، الفريق كان يلعب بطريق هجومية لم ترحم خصومه، وهي الطريقة التي طورها رينوس ميتشلز في هولندا بعد 35 عامًا ووصفت باسم "الكرة الشاملة". ولعب الفريق خطة 3/2/3/2، وكذلك 4/4/2 والتي كانت طرق لعب ثورية وقتها، واعتمد منتخب البرازيل على الطريقة الثانية بعد ذلك بـ 10 سنوات، كما نجحت إدارة النادي في استقدام أفضل اللاعبين.
طريقة لعب الفريق المميزة 3/2/2/3
ووصل الأمر بالنادي الإيطالي إلى الهجوم بأربعة لاعبين، ثم العودة لمنتصف الملعب لاسترجاع الكرة.
ونتيجة لذلك، توج بالدوري الإيطالي على حساب يوفنتوس موسم 1945/1946 عقب استئناف البطولة، محرزًا 43 هدف في 14 مباراة.
وفي موسم 1946/1947 فاز بالدوري الإيطالي على حساب يوفنتوس للمرة الثانية على التوالي وبفارق 10 نقاط، حيث أحرز 104 هدف.
ذروة الإعصار
حقق تورينو رقمًا مخيفًا في موسم 1947/1948، بجمع 39 نقطة على ملعبه من أصل 40، كان ملعب فيلادلفيا مرعبًا لكل الفرق الإيطالية، بعد أن سجل على ملعبه 89 هدفًا فقط. وحقق الدوري الإيطالي للموسم الرابع على التوالي بفارق 16 نقطه عن وصيفه إيه سي ميلان وإحراز 125 هدفًا في البطولة، وخلال فترة التوهج لم يخسر تورينو العظيم أي مباراة على أرضه.
الممر الشرفي للاعبي تورينو موسم الختامسيطر تورينو للمرة الخامسة سيطرة تامة على بطولة الدوري الإيطالي في موسم 1948/1949، ليحفر باسمه في السجل الذهبي للإسكوديتو، ليطلق المشجعين على الفريق "جراندي تورينو" أي "تورينو العظيم" بعد فوزه باللقب برصيد 60 نقطة، وبفارق 5 نقاط عن انتر الوصيف.
تورينو نواة إيطاليا
شكل فريق تورينو نواة للمنتخب الإيطالي في فترة الأربعينيات فكان يلعب في صفوف الأتزوري من 8 إلى 10 لاعبين أساسيين. وتغلب المنتخب الإيطالي على نظيره المجري بقيادة بوشكاش 3/2 في وجود 10 لاعبين من فريق تورينو، بالإضافة إلى الحارس سينتامنتي من يوفنتوس في 11 مايو 1947.
نهاية مأساوية لأعظام أجيال تورينوهذه القصة الإعجازية لأفضل الفرق في تاريخ الكرة الإيطالية، كان لابد لها من نهاية، ولكنها كانت مأساوية وبشعة بكل ماتحمله الكلمة من معنى.
ارتبط تورينو، بأمجد لحظة في تاريخ الكرة الإيطالية، ولكنه عاش بعد ذلك مأساة حقيقية منذ 68 عامًا.
توجه الفريق إلى البرتغال للعب مباراة ودية أمام بنفيكا، لتكريم فرانشيسكو فيريرا قائد الفريق البرتغالي.
وانتهت المباراة الودية بخسارة الفريق الإيطالي بـ4/3، وعادت الطائرة في 4 مايو عام 1949 بالفريق من لشبونة وسط عاصفة رعدية ورؤية سيئة، فاضطر الطيار للهبوط بالطائرة تدريجيًا لتحسين مجال الرؤية، قبل أن يصطدم بجدران كنيسة "باسيلكا سوبرجا" في تورينو.
كنيسة "باسيلكا سوبرجا" في تورينو
وراح جميع الركاب ضحية للحادث، والبالغ عددهم 31 ومن ضمنهم 18 لاعبًا من النادي، بالإضافة إلى إدارة النادي والصحفيين المرافقين للفريق وطاقم الطائرة وعدده 4، لينتهي أفضل فريق شهده تاريخ هذا النادي.
ولم ينجو سوى ثلاث لاعبين فقط لنادي تورينو لأنهم لم يسافروا مع الفريق.
وتأثّر اللاعب فرانشيسكو فيريرا نفسيًا بعد الحادث لشعوره بالذنب ولذلك صرف معظم مدخراته على أسر الضحايا.
تقرير "كوريري ديللو سبورت" عن الحادث
وحينما وقع الحادث، كان هناك 4 جولات متبقية في الدوري الإيطالي، وأصر فريق تورينو على خوض باقي المواجهات بفريق الشباب.
وتضامن معهم باقي الأندية التي تواجههم برفضهم إشراك الفريق الأول ولعب المباريات بفريق الشباب أيضًا، ليتوج تورينو باللقب.
واختارت مجلة "فور فور تو" البريطانية، عام 2013، فريق تورينو كأفضل عاشر فريق في تاريخ الكرة.
تورينو يضم عاشر أفضل تشكيل في التاريخ بحسب مجلة "فور فور تو"وبعد رحيل الجيل الذهبي، لم يتمكن تورينو من العودة ولم يحقق سوى بطولة دوري عام 1976 ليترك الفريق الزعامة في المدينة لجاره يوفنتوس.