الأستانة 4 .. روسيا تدق مسمار جحا والمعارضة تتخبط

المعارضة السورية تعلق مشاركتها في الأستانة بعد الوصول لكازخستان

" 4 مناطق خالية من الاشتباكات، تشمل محافظة إدلب ، وأجزاء من محافظات اللاذقية وحماة وحلب المجاورة، وبعض المناطق شمالي محافظة حمص والغوطة الشرقية بريف دمشق، ومحافظتي درعا والقنيطرة، جنوبي سوريا" هذا ما اتفقت عليه روسيا مع الدول الراعية لمباحثات الأستانة 4 إيران وتركيا بعد انسحاب وفد المعارضة السورية.

 

المناطق الآمنة هي مطلب طالما دعت إليه تركيا، وتبناه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين كان مرشحا رئاسيا بغية إعادة المهاجرين لأمريكا إلى هذه المناطق، وتبقى الشكوك  محيطة للنوايا الروسية، سواء في جزئية الالتزام بتنفيذها فهي لم تطبق أي مما اتفق عليه في الثلاث جولات السابقة من الأستانة، أو فيما يتعلق بسعيها للتحايل على القرارات الدولية التي تفضي بتسليم بشار الأسد للسلطة.

 

وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن اتفاق المناطق الآمنة سيبدأ تطبيقه من منتصف ليل اليوم الجمعة، وأن طائراتها لم تعد تحلق أعلى هذه المناطق منذ بداية الشهر الجاري، مفيدة بأن الاتفاق لقى تأييدا من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والأمم المتحدة.

 

وبحسب الاتفاق تشكل مناطق مؤمنة، على امتداد حدود المناطق الخالية من الاشتباكات، تنشط فيها نقاط تفتيش تضمن مرور المدنيين العزل، وإدخال المساعدات الإنسانية، واستمرار الأنشطة الاقتصادية.

 

تعليق المعارضة المشاركة  

الاتفاق جاء بعد أن علقت المعارضة السورية مشاركتها في المباحثات بعد أن حضرت للعاصمة الكازاخستانية الأستانة اعتراضا منها على قصف النظام السوري لمناطق سيطرتها رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

 

المعارضة تتحفظ أيضًا على عدم التطرق لدور إيران العسكري في سوريا، وعدم تنفيذ كل ما اتفق عليه في الأستانة 1 و 2 وتطالب بانسحاب قوات الأسد من المناطق التي سيطرت عليها عقب اتفاق وقف إطلاق النار نهاية العام الماضي.

 

وتعجب ميسرة بكور مدير مركز الجمهورية للدراسات السوري من ذهاب وفد الفصائل المسلحة إلى الأستانة ومن ثم تعليق المشاركة والانسحاب أثناء توقيع اتفاق مناطق تخفيف التوتر.

 

منحت روسيا مرادها  

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن الفصائل المسلحة منحت موسكو كل ما تريده من مباحثات الأستانة، حيث أفلح الروس في إحضار الفصائل للأستانة، فمجرد حضروهم يضفي شرعية على ما توافق عليه ويمنح الروس سك براءة من دماء السوريين ويعطي "الاحتلال الروسي" لسوريا الشرعية.

 

وتابع:" لم تشارك الفصائل المسلحة بسبب تصعيد تنظيم الأسد والروس على المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل، ولم يتوقف هذا التصعيد، فما الذي استجد اليوم حتى تتخلى الفصائل عن مطلبها السابق متمثلة في وقف التصعيد وتذهب إلى المباحثات ومن ثم تتذكر أن التصعيد لم يتوقف وأن حي الوعر تم تفريغه من أهله، ثم تعلق مشاركتها، فهذه مهزلة حقيقية ارتكبتها الفصائل لا مبرر لها".

 

مسمار جحا   

واعتبر بكور أن حضور المعارضة شرعن ما توافق عليه الروس والإيرانيون، مفيدا أن مناطق تخفيف التوتر لا تعني وقف القتل، فموسكو دعت جميع الأطراف الفصائل و"تنظيم الأسد" والمجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب أي داعش وجبهة النصرة –فتح الشام حاليا- وهذا في رأيه خنجر مسموم غرسته موسكو في جسد الثوار الذي يعاني بالأساس من انشقاقات.

 

وواصل:" موسكو تجيد لعب الأدوار القذرة وهي تعيد اليوم ما فعلته أثناء الهجوم الكيميائي بالغوطة بإنقاذ تنظيم بشار الأسد، وإفراغ مشروع المناطق الآمنة التي دعت إليها ترامب وتركيا من محتواها الحقيقي، والتفت على العملية السياسية حيث تدعوا لمحاربة الإرهاب ولا حديث عن انتقال سياسي ولا عن خروج المرتزقة الإيرانيين والروس والعراقيين من سوريا".

 

تثبيت الأسد  

ويعتقد مدير مركز الجمهورية للدراسات أن روسيا تحاول أن تجفف أي مبادرة دولية لخلع الأسد، فتحاول امتصاص الغضب الدولي على كيماوي خان شيخون.

 

واختم بكور حديثه بالتنويه إلى أن ما طرحته روسيا من مناطق تخفيف التوتر أمر مهم بالنسبة للمدنيين ولكن على الصعيد السياسي هو التفاف على كل المبادرات التي تفضي إلى الانتقال السياسي في سوريا.

 

لا تدعو للتفاؤل   

ورأى مهند الكاطع المحلل السياسي السوري أن مباحثات الأستانة ٤ لا تحمل في جعبتها الكثير من التفاؤل بالنسبة للسوريين، خاصةً أن الأطراف الضامنة للاتفاق وبشكل خاص روسيا وإيران لا يمكن أبداً التعويل عليها والثقة بضماناتها بعد كل هذه للخروقات التي مارسوها خلال الاتفاقيات الضامنة لوقف إطلاق النار سواء اتفاق أنقرة في نهاية العام المنصرم أو اتفاقيات الأستانة اللاحقة.

 

وأشار في حديثه لـ"مصر العربية" إلى أن المعارضة عبرت عن استيائها ورفضت إدخال إيران كضامن للاتفاقية أو لعبها أي دور في سوريا، وهذا يعبر في وجهة نظره عن توجهات السوريين المعارضين من كافة شرائح المجتمع الذين ذاقوا الأمرين من نيران الميليشيات الطائفية المدعومة إيرانياً أو من كافة أصناف الأسلحة التي استخدمها الروس.

 

وذكر أن عدم دخول الولايات المتحدة الأمريكية وأطراف عربية فاعلة أخرى كالمملكة العربية السعودية ضمن الاتفاق لا يعطي إشارات إيجابية بإمكانية جعل مخرجات الأستانة ٤ قابلة للتطبيق بشكل فعلي، خاصةً إذا استمر الروس بعدم الإيفاء بالتزامات وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الانسانية وإطلاق سراح المعتقلين من نساء وشيوخ وأطفال كشروط حددتها المعارضة للعودة للمفاوضات إلى جانب عدم القبول بأي دور إيراني في سوريا.

 

واختتم:" الأيام القليلة القادمة كفيلة بإظهار مدى التزام الدول الراعية لاتفاق الأستانة باتفاقية المناطق الأربع المعلن عنها في اتفاق وقف إطلاق النار من عدمه".

مقالات متعلقة