هنية.. قائدا لـ«حماس» تحت الحصار

انتخاب إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس

 

أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل الذي يشغل المنصب منذ عام 1996، فوز القيادي إسماعيل هنية برئاسة المكتب السياسي للحركة في الانتخابات الحركية التي جرت اليوم في الدوحة وقطاع غزة.

 

وبحسب مراقبين فإن سياسية حماس لن تتأثر باختيار هنية لرئاسة المكتب السياسي فكما يقولون إنه استمرار للخط الذي انتهجه خالد مشعل..

 

أما عن تعاطي إسرائيل مع اختيار هنية ، فبحسب التصريحات الإسرائيلية أنها لن تغير رؤيتها لحركة حماس مالم تغير الحركة رؤيتها لإسرائيل، وأن ما تخشاه إسرائيل من اختيار هنية، يرتبط بالتأثير العربي والإقليمي على الحركة نفسها.

ويأتي انتخاب هنية بعد أيام قليلة من إعلان حماس وثيقتها السياسية الجديدة، والتي أعلنت بموجبها الحركة تراجعها عن التمسك بأرض فلسطين التاريخية، المعروفة بفلسطين 1948، وموافقتها على إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967.

 

وعلى مستوى العلاقات مع مصر في الآونة الأخيرة حرصت حماس على تقوية علاقتها مع القاهرة حيث جرت عدة لقاءات بين وفد من الحركة على رأسها إسماعيل هنية، والذي قال هنية وقتها: إن حماس حريصة على تعزيز التواصل مع القاهرة وأن غزة لن يأتيكم منها إلا كل خير".

 

ولد إسماعيل هنية والملقب بـ "أبو العبد"، في مخيم الشاطئ للاجئين في غزة التي لجأ إليها والداه من مدينة عسقلان عام 1963 عقب النكبة، وتخرج من الجامعة الإسلامية عام 1987.

سجنته سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 1989 لمدة ثلاث سنوات، نُفي بعدها إلى لبنان عام 1992. وبعد قضاء عام في المنفى عاد إلى غزة بحسب اتفاق أوسلو وتم تعيينه عميدا في الجامعة الإسلامية بمدينة غزة.

 

وفي عام 1997 تم تعيينه رئيساً لمكتب الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحركة حماس، بعد إطلاق سراحه، عام 2003 وبعد عملية استشهادية حاولت غارة إسرائيلية استهداف قيادة حماس وجرح أثر ذلك هنية في يده.

 

و تعزز موقع هنية في حركة حماس خلال انتفاضة الأقصى بسبب علاقته بالشيخ أحمد ياسين وبسبب الاغتيالات الإسرائيلية لقيادة الحركة.

 

وفي 16 فبراير 2006 رشحته حماس لتولي منصب رئيس وزراء فلسطين وتم تعيينه في العشرين من ذلك الشهر. في 30 يونيو 2006، بعدها هدد الاحتلال باغتياله ما لم يفرج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط الذي أفرجت عنه حماس لاحقًا في صفقة مع الاحتلال الإسرائيلي.

في 20 أكتوبر 2006 عشية إنهاء القتال بين فصائل فتح وحماس، تعرض موكبه لإطلاق نار في غزة وتم إحراق إحدى السيارات، لم يصب هنية بأذى، وقالت مصادر بالسلطة الفلسطينية إن المهاجمين كانوا أقرباء ناشط من حركة فتح قتل خلال الصدام مع حماس.

 

وفي 14 ديسمبر 2006 مٌنع من الدخول إلى غزة من خلال معبر رفح بعد عودته من جولة دولية..

 

تعرض في 15 ديسمبر 2006م لمحاولة اغتيال فاشلة بعد إطلاق النار على موكبه لدى عبوره معبر رفح بين مصر وقطاع غزة؛ الأمر الذي أدى إلى مقتل أحد مرافقيه وهو عبد الرحمن نصار البالغ من العمر 20 عاماً وإصابة 5 من مرافقية من بينهم نجله عبد السلام ومستشاره السياسي أحمد يوسف، واتهمت حماس قوات الحرس الرئاسي قوات أمن ال17 بقيادة محمد دحلان التي تسيطر على أمن المعبر.

 

في 14 يونيو 2007 تمت إقالة هنية من منصبه كرئيس وزراء من قبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وذلك بعد سيطرة كتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس على مراكز الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، رفض هنية القرار لأنه اعتبره "غير دستوري" ووصفه بالمتسرع مؤكداً "أن حكومته ستواصل مهامها ولن تتخلى عن مسؤولياتها الوطنية تجاه الشعب الفلسطيني"

 

وبدأت حماس مع بداية عام 2017 الجاري انتخاباتها الداخلية التي تعقدها كل أربعة أعوام، لاختيار قيادة جديدة للحركة خلفاً لمشعل الذي ترأس الحركة لدورتين كاملتين، فيما لا تسمح القوانين الداخلية للحركة أن يرشح نفسه مرة أخرى.

 

وفي فبراير الماضي انتهت حركة حماس من الانتخابات الداخلية واختارت الأسير المحرر "يحيى السنوار" رئيسًا لها في قطاع غزة خلفًا لإسماعيل هنية في خطوة ظن البعض وقتها أنها إقصاء لهنية من القيادة العليا للحركة إلا أنه على مايبدو كانت الحركة تعد "أبو العبد" على رأس أكبر منصب سياسي في الحركة داخليا وخارجيا.

 

مقالات متعلقة