بدت ملامح السياسة الأمريكية تتضح أكثر في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في ظل المتغيرات الجديدة في المنطقة، ورغبة واشنطن باستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال، خاصة بعد تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماعهما في البيت الأبيض الأربعاء الماضي، بالتوصل لصفقة سلام تاريخية .
الفلسطينيون أبدوا حذراً من نجاح الجهود الأمريكية في استئناف عملية السلام، في ظل الانحياز الأمريكي المعروف لكيان الاحتلال، وسط تخوفات فلسطينية، من أن تعيد إدارة ترامب إحياء فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة المرفوضة فلسطينياً، والتي تمنح الفلسطينيين دولة مؤقتة على مساحة لا تتجاوز 40% من مساحة الضفة الغربية ، واستمرار البناء الاستيطاني ، وضم الكتل الاستيطانية الكبيرة للسيادة الإسرائيلية.
القلق الفلسطيني لم يتوقف عند هذا الحد، فقد أعربوا كذلك عن تخوفهم من أن تمارس إدارة ترامب ضغوطاً على السلطة الفلسطينية، بوقف المخصصات المالية المقدمة لأسر الشهداء والجرحى والأسرى، خاصة وأن تلك القضية طرحت في اجتماع عباس وترامب.
أمين سر هيئة العمل الوطني الفلسطيني محمود الزق أكد ل"مصر العربية" أن زيارة الرئيس عباس بدون شك أعادت القضية الفلسطينية لخارطة السياسة الدولية، على الرغم من محاولات إسرائيل تجاهل وتشويه القضية الفلسطينية، وتلفيقها للقضية الفلسطينية بالإرهاب".
وشدد الزق على ضرورة أن يترافق الحراك الدبلوماسي الفلسطيني مع تصعيد للمقاومة الشعبية حتى تجد حكومة الاحتلال نفسها مرغمة على الاستماع للحقوق الفلسطينية.
أما عبد العزيز قديح عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الفلسطيني فقال لـ"مصر العربية" إن زيارة الرئيس عباس لواشنطن بحد ذاتها إنجاز، ودحض للرواية الإسرائيلية، وفي نفس الوقت تثبيت الرواية والقضية الفلسطينية ".
وأكد قديح أن إدارة ترامب تريد رسم شرق أوسط جديد، والدول العربية استبقت ذلك بطرح الرؤية الفلسطينية العربية لدفع عملية السلام للأمام ".
وأشار قديح أن زيارة الرئيس عباس لواشنطن طرحت من جديد وبقوة الحقوق الفلسطينية، ومنها إقامة الدولة الفلسطينية، والمستوطنات واللاجئين، ووقف عمليات التصعيد الإسرائيلية".
بدورها قالت د. سميرة ستوم الأكاديمية والسياسية الفلسطينية، لـ"مصر العربية" إن الشعب الفلسطيني مل من الوعود، ونأمل أن يتبع زيارة الرئيس عباس تحقيق السلام ، ولكن للأسف هناك حكومة يمينية في إسرائيل لا ترغب في السلام".
وأضافت: سمعنا الكثير من الوعود من الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، ولكن كل تلك الوعود تبخرت، ونأمل أن تكون الإدارة الأمريكية الجديدة جدية في تحقيق السلام".
لكن حركة حماس كان لها رأي آخر حيث قالت، إن توهم الرئيس محمود عباس بإمكان تحقيق إنجازات عبر التفاوض مع كيان الاحتلال هو تكرار للفشل، وإصرار على سياسة تقديم التنازلات للاحتلال.
وأشارت في الوقت ذاته، أن خطاب الرئيس عباس في واشنطن بعد لقاء الرئيس الأمريكي ترامب ، هو استمرار لمنطق الاستجداء الذي لم ولن يرجع للشعب الفلسطيني حقوقه.
وكان الرئيس عباس قد أكد قبل وبعد اجتماعه بالرئيس الأمريكي ترامب على أسس لتحقيق السلام مع كيان الاحتلال وهي ، إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67، وتبيض السجون من الأسرى، وحق عودة اللاجئين وتجميد كل الأنشطة الاستيطانية.
هذا ومن المقرر أن يزور الرئيس ترامب الشرق الأوسط في 22 من هذا الشهر لبحث فرص استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال.
شاهد الفيديو: