فينجر × مورينيو.. بداية ونهاية

مورينيو وفينجر

بداية كل قصة مثل قطعة الحلوى الجميلة تستمتع بمذاقها، لكن نهايتها قد تكون سيئة إذا كنت تعاني من آلام الأسنان وتقدم بك العمر، كبداية الفرنسي أرسين فينجر للجانرز في العام 1996، ونهايتها بـ«مذاق» أتعب أسنان العجوز.

 

اليوم يواجه فينجر عدوه وغريمه اللدود البرتغالي جوزيه مورينيو «سبشيال وان» في قمة مانشستر يونايتد وارسنال بالجولة الـ36 من منافسات الدوري الإنجليزي.

 

مستقبل فينجر في ارسنال بات على حفة الهاوية بتراجع مخيب للنتائج هذا الموسم، التي خلَّفتها تركة الفرنسي في السنوات الماضية بقلة الإنفاق على لاعبين من طراز عالمي.

 

يقبع ارسنال في المركز السادس بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي بعد نتائج الفريق المخيبة تحت لواء فينجر هذا الموسم، والتي قال عنها الأخير إنَّه يكره نفسه بسببها.

 

«أنا مثل الجميع لا أحب الخسارة وأكره نفسي كثيرًا لسوء النتائج ولكن البعض تناسى فوز ارسنال بالبطولات في الفترة الماضية ويتذكر فقط الأشياء السيئة»، جزء من حوار فينجر مع مجلة «فورفور تو» البريطانية، يذكّر فيه مشجعو الجانرز بالأيام الخوالي.

 

قد تكون مباراة اليوم، الأخيرة للعجوز الفرنسي أمام الكبير مانشستر يونايتد ومدربه اللئيم مورينيو الذي يكن لفرنسي كرهًا شديدًا، الذي دخل معه في صدامات وتلاسن خلال الفترة الماضية، إذ قررت إدارة الجانرز بداية فترة جديدة مع مدرب آخر قد يكون ماسيميليانو أليجري أو لويس إنريكي أو دييجو سيميوني في يونيو المقبل.

 

ويحلم فينجر بتحقيق أول انتصار على مورينيو في ملعب «إمارات» بعد 16 مباراة بينهما (8 هزائم و7 تعادلات) والفوز الوحيد الذي كان من نصيب الفرنسي في صيف 2015 ببطولة الدرع الخيرية عندما كان مورينيو مدربًا لبلوز تشيلسي.

 

وبالرغم من العدواة الكبيرة بين مورينيو وفينجر، إلا أنَّ مدرب مانشستر يونايتد يتمنى استمرار أرسين في تدريب ارسنال بعد قرب نهاية عقده في يونيو المقبل.

 

وقال مورينيو عن هذه المسألة: «الحقيقة هي أنني أريد بقاء  فينجر كمدير فني لارسنال، حقًا أريد ذلك، أتمنى أن يثق النادي في فينجر ليقوم بعمل أفضل في المستقبل».

 

وأضاف: «أعتقد أن أرسين فينجر هو المثال الأخير للمدير الفني الذي يعطي النادي المزيد من  الاستقرار لفترة طويلة».

 

فينجر يعتبر آخر المدربين الذين امتدت فترات قيادتهم لأنديتهم إلى عقود، كما ألمح مورينيو بعد رحيل السير أليكس فيرجسون عن مانشستر يونايتد في 2013 عقب 25 عامًا.

 

لافتات «فينجر أوت» ملأت مدرجات ملعب «إمارات»، وكل ملاعب العالم التي تطالب برحيله عن ارسنال في الصيف المقبل، على خلفيّة الفضيحة الكبيرة أمام بايرن ميونخ (10/2) في دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا واقتراب الفريق من الغياب عن المسابقة الأوروبية في الموسم المقبل بجانب تقدم توتنهام على الجانرز عقب احتلال السبيرز المركز الثاني الذي قذف الفريق بهدفين في ديربي شمال لندن الأسبوع الماضي مؤكدة نهاية سطوة ارسنال على شمال المدينة.

 

أداء ارسنال الذي يرثى له هذا الموسم، دفع الثنائي أليكيسيس سانشيز ومسعود أوزيل للمماطلة من أجل تمديد عقديهما الذين ينتهيان في يونيو 2018، ورغبتهما في الرحيل تزداد يومًا بعد الآخر لسوء نتائج الفريق.

 

ومع الحديث عن نهاية فترة فينجر التي قاربت الـ21 عامًا، فهناك بداية جديدة لمدرب عانى كثيرًا خلال الموسم الماضي من الحديث عن فقدانه اللمسة الفنية ورونقه حتى في أثناء الموسم الجاري، ولكن عاد كبيرًا ليقود العملاق مانشستر يونايتد، الثلعب البرتغالي جوزيه مورينيو خلفًا للهولندي لويس فان جال في يونيو الماضي.

 

«سبشيال وان» في فترة «بداية عهد» قد يكون طويلًا في يونايتد، العهد الذي تحدث عنه في أكثر من مناسبة برغبته في الاستمرار لسنوات طويلة في «مسرح الأحلام»، وليس حتى 2019 موعد نهاية عقده.

 

مورينيو صاحب شخصية قوية تلتزم كثيرًا بالكرة الدفاعية العنيدة التي تجعل الخصوم يملون كرة القدم، حتى إذا ما استحوذوا على الكرة بنسبة تصل إلى 70% كما حدث في ديربي مانشستر خلال الأسبوعين الماضيين (0-0) ولكنهم سيعانون من أجل الوصول للحارس الرائع ديفيد دي خيا.

 

يبدأ مورينيو فترة «المذاق الحلو» مع مانشستر يونايتد، بينما يتجرع فينجر «الحصاد المر»، الأول في بداية مسيرة كبيرة مع مانشستر يونايتد حصد خلالها لقب كأس الرابطة والدرع الخيرية وتأهل إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي، ووضع قدمًا في النهائي بمدينة «ستوكهولهم» السويدية عندما فاز ذهابًا على سيلتا فيجو بهدف بملعب  الفريق الإسباني العتيق «بالايدوس»، ليكون مورينيو في انتظار نهاية سعيدة بلقب أوروبي هو الأول لمانشستر منذ 2008 والتأهل إلى بطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.

 

سنرى اليوم ماذا ستكون النهاية الوشكية لفينجر مع ارسنال وعهد مورينيو مع يونايتد؟

 

مقالات متعلقة