قال "عاموس هرئيل" المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" إن انتخاب إسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس يتوقع أن يعيد المكانة الكبيرة لقطاع غزة، مقارنة بقيادة الحركة خارج الأراضي الفلسطينية، لافتا إلى أن هناك تحديات كبيرة تواجه هنية مع توليه مهامه، أحدها يتعلق بالسلطة الفلسطينية والآخر بإسرائيل.
ونقل تقديرات المخابرات الإسرائيلية بأن فوز هنية لن يلغي تماما تأثير رئيس المكتب المنتهية ولايته خالد مشعل، الذي أجرى العام الماضي لهنية ما يمكن اعتباره ورشة إعداد لخلافته، وجمعه بعدد من قادة العالم العربي.
وأضاف أن على هنية الاستمرار في التعامل بحذر ومهارة بين الدول المختلفة التي تحاول إملاء خط سياسي على حماس. فقد اضطر مشعل على خلفية الاضرابات التي شهدها العالم العربي لإبعاد الحركة عن المحور الإيراني السوري من أجل الحفاظ على العلاقات السياسية مع الدول السنية الكبرى وفي مقدمتها السعودية وإلى حد ما مصر.
لم تشارك قيادة الجناح العسكري لحماس في غزة برئاسة يحيي السنوار ومحمد ضيف القيادة السياسية تلك التحفظات واستأنفت العلاقات مع إيران خلال العامين الماضيين، رغم الخطر الكامن في أن تُحسب حماس على المحور الشيعي بالمنطقة، بحسب "هرئيل".
وتابع المحلل العسكري للصحيفة :”في الحرب الأخيرة على غزة، الجرف الصامد صيف 2014، كان قادة الجناح العسكري للحركة هم من طالبوا تحديدا بالسعي لوقف إطلاق النار وإنهاء القتال، في ضوء الضغط العسكري الكبير الذي مارسته إسرائيل، في وقت اعتقد مشعل أنه يمكن الاستمرار في الحرب. أما هنية، وكأحد سكان القطاع الذي تتركز حياته داخله طوال السنوات، سيكون على ما يبدو مرتبطا أكثر بالواقع داخل القطاع مقارنة بمشعل، الذي يعيش في قطر وقبلها في دمشق، والذي ولد بالضفة الغربية ولم يزر القطاع تقريبا".
وأكد "هرئيل" أن إسرائيل مهمتة بمعرفة إجابة السؤال الخاص بتحديد هنية مكانه كرئيس للمكتب السيسي، معتبرا أن بقائه الدائم نسبيا بالقطاع سوف يمنحه مزيدا من الشرعية الشعبية. من جانب آخر يمكن أن يبقيه كأسير داخل القطاع، وتقليص حرية عمله، حال اندلعت أزمة جديدة بين حماس ومصر، التي لا يبدي نظام الجنرالات فيها أية حماسة تجاه التنظيم الفلسطيني.
وأنهت حماس خلال الشهور الماضية خطوتين مهمتين بالنسبة لها، أولها انتخابات مؤسسات الحركة ومناصبها الكبيرة، وصياغة وثائق جديدة للحركة، التي ورغم أنها لا تختلف عن ميثاق حماس القديم، فيمكنها أن تسمح للحركة (خاصة حيال من لم يتعمقوا في محتوى الوثائق) شكلا أكثر براجماتية تجاه إسرائيل، على حد قول محلل "هآرتس".
لكن، والحديث لـ "هرئيل"- في انتظار هنية خلال الفترة القادمة تحديات صعبة، عليه مواجهاتها مع الأخذ في الاعتبار مكانة السنوار وباقي قادة الجناح العسكري. هناك اثنين من مصادر الضغط على القطاع بادية للعيان، الأول خطوات السلطة الفلسطينية بتقليص رواتب موظفيها بالقطاع ووقف المساعدات الاقتصادية الخاصة بتمويل الوقود والكهرباء، الذي أدى نقصهما إلى تفاقم الوضع غير المحتمل للبنى المدنية بالقطاع.
وختم بالقول:"مصدر الضغط الآخر سيُشعر به في القريب، عندما تبدأ إسرائيل في الأعمال الهندسية واسعة النطاق على حدود القطاع لبناء مشروع العائق لإغلاق الأنفاق الهجومية التي حفرتها حماس. وتواصل معظم المصادر الاستخبارية في إسرائيل تقديراتها بأن حماس ليست معنية بمواجهة عسكرية قريبة مع إسرائيل، كون الحركة توجه الآن أزمة إستراتيجية ولم تتعاف نهائيا من أضرار الجرف الصامد. مع ذلك، يتوقع أن يبدأ هنية في منصبه الجديد في ظروف تحوي قاسما مشتركا كبيرا نسبيا مع التطورات التي قادت للحرب قبل ثلاثة سنوات.
الخبر من المصدر..