قال أبو عمار القائد العام لحركة أحرار الشام الإسلامية المعارضة إنَّه ومنذ ثلاثة أعوام لم يعد هناك جيش سوري تابع للنظام بمعناه العسكري، بفضل العمليات العسكرية التي قامت بها فصائل المعارضة ضد وحداته.
وأضاف، في تصريحاتٍ لـ"الأناضول"، اليوم الأحد: "اعتماد النظام على إيران وروسيا حوَّلت الثورة من ثورة شعبية ضد نظام مستبد ظالم إلى مشهد دولي معقد، كما ساهم في إطالة أمد الحرب وزيادة معاناة الشعب السوري".
وتابع: "التغاضي الأممي عن الدور الروسي الإيراني في سوريا سيوسع دائرة الصدام خارج الحدود السورية نتيجة للاطماع التوسعية التي يسعى لها هذا الثنائي، ومجزرة خان شيخون الأخيرة، والتي استخدم فيها النظام غاز السارين المحرم دوليًّا أكبر مثال على اعتماد النظام على دعم روسيا له لدرجة استهتاره بالقوانين الدولية، وعدم اكتراثه بالمجتمع الدولي بسبب ضمانه استخدام روسيا للفيتو لصالحه".
وأشار إلى أنَّ زيادة التوغل الروسي الإيراني في سوريا سيجعل من الحل السياسي أمرًا مستبعدًا على صعيد الثورة السورية، وعلى صعيد المشهد الإقليمي والدولي.
وأوضح أبو عمار أنَّ تشكيلات الثوار المعارضة تمكنت من تدمير الجيش وإخراج معظم وحداته العسكرية خارج الخدمة، لافتًا إلى أنَّ النظام اعتمد على الزج بأبناء طائفته في الحرب والاعتماد الكامل على مليشيات "حزب الله"، و"الحرس الثوري" الإيراني، ومليشيات شيعية عراقية وأفغانية وغيرها.
وتابع: "مع ذلك استطاع الثوار دحر هذه القوى مجتمعة، وتحقيق انتصارات استراتيجية كبيرة، قبل تدخل القوات الروسية الغازية بشكل مباشر، والاعتماد بشكل كبير على سلاح الجو، واستخدام سياسة الأرض المحروقة، مما أدى إلى تقدم النظام في بعض المناطق، إلا أنَّ فصائل المعارضة ما زالت تمتلك زمام المبادرة في عدة مناطق".
وفيما يتعلق بهجوم محتمل على محافظة إدلب شمال غربي سوريا، اعتبر أنَّه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها قوات الأسد مثل هذه الحملات، متابعًا: "القوات شنَّت مطلع الصيف المنصرم حملة عسكرية وضع فيها النظام والميليشيات الموالية له ثقلهم الأكبر، وتقدموا عبر الريف الجنوبي لحلب في محاولة منهم للوصول إلى إدلب إلا أنَّ محاولتهم تلك باءت بالفشل الذريع وتكبدوا فيها خسائر كبيرة".
واستطرد: "من المتوقع أن يقدم الروس على الأمر نفسه، لكن الجديد هذه المرة أن النظام والروس يلوّحون باستخدام منظمة ب ي د الإرهابية بالإضافة إلى الميلشيات الطائفية العراقية والإيرانية، والروس يسعون من وراء ذلك إلى استخدامها كورقة للضغط على منافسيها".
وأوضح أبو عمار: "توسعة نفوذ هذه الميلشيات يهدف الى السيطرة على الحدود مع تركيا مما يعني الرغبة في إلحاق الأذى بالثورة السورية وتهديد أمن تركيا على حد سواء، وفصائل المعارضة ستصد العدوان وتفشله في حال وقوعه".
وأشاد بالدور التركي في الثورة السورية، ووقوفها إلى جانب الشعب مع تخلي القريب والبعيد عنها، مشيرًا إلى أنَّ تركيا دفعت ثمن ذلك من خلال سلسة تفجيرات استهدفتها، ومحاولة انقلاب وضغوط من عدة جهات دولية تم افشالها.
وقال: "لتركيا الجارة دَين في رقاب الشعب السوري وثورته، ما يجعل العلاقة معها مميزة ويدفع لاتجاه تطويرها، ونبارك لتركيا نقطة التحول المهمة؛ المتمثلة بالانتقال إلى النظام الرئاسي مما سيساعدها في تقديم المزيد من الدعم للثورة السورية والمساعدة في رفع الظلم عنه وعن شعوب المنطقة".
وأعرب أبو عمار عن اعتقاده: "الحرب في سوريا لن تقف قبل إسقاط نظام الأسد بكافة أركانه وهيئاته، وترك الشعب ليختار مستقبله بنفسه، بما يتناسب مع هويته ومبادئه في ظل سوريا موحدة دون ضغوطات ولا إملاءات، وبدونه لا يمكن أن تستقر الأوضاع في البلاد، ولا في المنطقة بأسرها، لأن النظام السوري وداعموه هم أكبر رعاة الإرهاب ومصدريه للعالم بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر".