أعلنت بعثة الأمم المتحدة بدولة جنوب السودان "أونمس"، اليوم الأحد، نشر قوات حفظ السلام بمنطقة أبوروج "شمال شرق" اضطراريًّا؛ لمساعدة المنظمات الإنسانية في إيصال الإغاثة الضرورية للمواطنين الذين شردهم القتال، الأسبوع الماضي.
وقال ديفيد شيرير رئيس بعثة الأمم المتحدة بجنوب السودان، في بيانٍ أوردته "الأناضول": "الهدف من نشر تلك القوات توفير الثقة المطلوبة للمنظمات الإنسانية كي تستأنف عملها، ومساعدة عشرات الآلاف من المدنيين الذين فروا إلى أبوروج، بسبب أعمال العنف الجارية".
وأضاف أنَّ نشر هذه القوات جاء للحاجة الملحة في المنطقة التي يوجد بها أكثر من 50 ألف مواطن في حاجة عاجلة للغذاء ومياه الشرب الصالحة.
وتابع: "دون توفير مياه نقية فإنَّ خطر الإصابة بوباء الكوليرا سيزداد.. على المنظمات الإنسانية السعي لتوفير المياه من أجل رفع معاناة هؤلاء المواطنين".
وذكرت الأمم المتحدة أنَّ القوات الحكومية الموجودة في المنطقة تفهمت رغبة القوات الأممية في تسهيل توصيل المساعدات الإنسانية لمواطني ولاية أعالي النيل "شمال شرق".
وحسب البيان، ستتركز مهام القوات الأممية التي تمَّ نشرها في المنطقة في تأمين الطرق، وفتح المعابر الآمنة لإيصال المساعدات، وتقوم الجهات الفنية التابعة للأمم المتحدة بإجراء مسوحات فورية لإزالة الألغام عن الطريق الرابط بين بلدتي كدوك وأبوروج.
وكانت منظمة "أطباء بلا حدود"، قد أشارت في بيان لها نهاية أبريل الماضي، إلى أنَّ هناك 25 ألف مواطن تمَّ تشريدهم بجنوب السودان، بعد تجدُّد المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة التابعة لنائب الرئيس السابق ريك مشار في منطقة كدوك، الواقعة غربي "أعالي النيل"، ما أدَّى إلى تعليق المنظمات العاملة في المجال الإنساني لأنشطتها في المنطقة.
يُشار إلى أنَّ قتالًا اندلع بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة في جنوب السودان، منتصف ديسمبر 2013، قبل أن توقِّع أطراف النزاع اتفاق سلام في أغسطس 2015، قضى بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما تحقق بالفعل في 28 أبريل من العام الماضي، لكن العاصمة جوبا شهدت في 8 يوليو من العام نفسه، مواجهات عنيفة بين القوات التابعة لرئيس البلاد سلفاكير ميارديت، والقوات المنضوية تحت قيادة نائبه السابق ريك مشار، ما أسفر عن تشريد مئات الآف ومقتل المئات، وحصول مجاعة في شمالي البلاد.