تجاعيد الفراغ.. الأفكار المتساقطة من ذاكرة هزاع البراري

غلاف كتاب "تجاعيد الفراغ"

"مثُل كذبة.. يخدع الكحل أفق العين.. نظرتك قنديل.. وشارع يتراكم فيه السؤال.. لا قمرَ يمر.. وحدَه المساء.. يجرُّ أذيالَ الليل"... أبيات من كتاب "تجاعيد الفراغ" للروائي هزاع البراري. ويقول هزاع البراري، في كتابه الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في عمان، إن الفراغ بالنسبة للكاتب ليس إلا تجاعيد تضم بين ثنياتها نثار الأفكار المتساقطة من الذاكرة، التي تشبه النوى الصغيرة اللذيذة التي تختفي داخل القشرة الصلبة الصماء، التي توحي بالفراغ، وفقط الفراغ. وأوضح أن النصوص التي استنبتها في "تجاعيد فراغه" تشبه أزهار الربيع متعددة الألوان، التي تبشّر دائما بحقول الربيع. "تجاعيد الفراغ" كتاب جديد خارج سياق كتابات الروائي والكاتب المسرحي هزاع البراري، يجمع ما بين جزالة الشعر ورحابة السرد الروائي. يُذكر أن، هزاع البراري يشغل حاليًا منصب أمين عام وزارة الثقافة، وعضو رابطة الكتاب الأردنيين، و عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وعضو مؤسس لفرقة طقوس المسرحية، وعضو مؤسس لجمعية حسبـان الثقــافيـة.  

حاز البراري على جوائز عدة منها: جائزة عويدات اللبنانية لأفضل رواية في الوطن العربي لعام 2001، وجائزة محمـد تيمـور المصـريــة لأفضـل نـص مســرحـي عـربي 2004، وجائزة أفضـل تأليف مسـرحي عـن مسـرحية "ميشع يبقى حيــاً"، في الاردن لعام 2001، وجائز الدولة التشجيعية في الآداب عن كتابة السيناريو لعام 2008، وجائزة أبو القاسم الشابي التونسية لأفضل نص مسرحي عن نص "قلادة الدم" 2009م، وجائزة مهرجان المسرح الأردني 2009 لأفضل نص مسرحي عن مسرحية "ميشع يبقى حياً".  

وصدر للكاتب البراري عدد من الروايات والأعمال المسرحية، منها: "الجبل الخالد" (رواية )، "حواء مرة أخرى" (رواية)، "الغربان" (رواية)، "الممسوس" (مجموعة قصصية)، "العُصاة" (نصوص مسرحية) ، "قلادة الدم" (مسرحية)، "تراب الغريب" (رواية)، "أعالي الخوف" (رواية)، وكتب العديد من الأعمال الدرامية بثت في الإذاعة والتلفزيون، ومنها: "دروب الحنة"، و"نقطة وسطر جديد"، و"أزمنة الحب والحنين"، و"قصة وحكاية" (إذاعي)، و"صور اجتماعية" (إذاعي)، و"دفن المرحوم" (تمثيلية إذاعية).  

وفي المسرح قدّم عددا من المسرحيات في مهرجان المسرح الأردني، منها: "العرض المجهول"، "حلم أخير"، "مرثية الذئب الأخيرة"، "العُصاة"، "الناي والنهر"، "قلادة الدم"، "هانيبال".

 

من أجواء الكتاب: كحجرٍ 

في بيتٍ مهجور

تسكنُ المرأةُ ذكرياتها

 

لم يبقَ مني 

 

ما يكفي لشمعة

أو يقيكم لسعةَ الكتابة

 

وحيدٌ

 

هذا الليل

مثل غريب تكوّمَ في النسيان

 

أتخبّطُ فيّ

مثل سمكة تقاومُ بعبث

وجعَ الصنارة

 

على حافةِ النوم

يتجمدُ الصحو

هذا السهو طويلٌ .. طويل

 

قليلٌ من ظلها 

كلُّ ما تبقى من ملامحي

 

أفقدُ لغتي

أعيدُ تهجئةَ ما بقي من عطر

 

شرفةٌ

 

دونَ بيت

امرأةٌ في اكتمال الحزن

 

كالبابِ

 

الفراغُ في الجهتين

 

تزرعُ

المسافة بالملح

وبملامحِ صورٍ ذائبة

 

مقالات متعلقة