ذكر مصطفى الصواف الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أن هناك أسباب كثيرة دفعت لاختيار إسماعيل هنية رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس، ومنها العلاقة الجيدة التي تربطه بالسلطة الفلسطينية، والقاهرة، و كذلك ما يمثله من قبول دولي.
وأشار الصواف إلى صعوبة إدارة إسماعيل هنية رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس من داخل غزة؛ بسبب الإغلاق المتواصل لمعبر رفح، وتعقيدات الأوضاع في القطاع، مشيراً إلى أن رئاسة حماس تتطلب مرونة في الحركة.
" مصر العربية " حاورت مصطفى الصواف حول أسرار اختيار هنية، وكيف سيكون مستقبل حماس، وما الرؤية المستقبلية لغزة.
إلى نص الحوار..
** كيف تم اختيار إسماعيل هنية رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس؟
اختيار هنية لرئاسة المكتب السياسي هو ثمرة انتخابات بدأت منذ شهر يناير، وتوجت في النهاية باختياره عبر قيادة حماس ومؤسساتها الشورية رئيساً للمكتب السياسي لحماس، والأمر أدير بشكل ديمقراطي كامل.
** هل من الممكن أن يشكل انتخاب هنية تغيرا في سياسة حماس؟
حماس حركة مؤسسات، والقرار فيها يخضع للمؤسسية، ووجود شخص ما على رأس الحركة لا يعنى بالضرورة أن تتغير السياسة العامة للحركة، وكل من تم اختياره لرئاسة المكتب السياسي لحماس في السابق كانوا أدوات تنفيذية، والقرار داخل حماس لا يخضع لشخص بل للشورى، ولكن لكل شخصية أدواتها المختلفة من حيث التقديم والتأخير، ولكن في النهاية لا يخالف إجماع قيادة الحركة.
** في ظل الحصار، وإغلاق معبر رفح البري، هل يمكث هنية في غزة أم يغادرها؟
أعتقد أن القرار عند قيادة حماس أن يكون رئيس المكتب السياسي لحماس خارج قطاع غزة، لاعتبارات كثيرة أبرزها تعقيدات الأوضاع الإقليمية، وغلق معبر رفح رئة قطاع غزة، فمن يترأس المكتب السياسي لحماس يجب أن يكون خارج غزة ليتواصل مع العالم فوجوده في خارج غزة أفضل.
** باعتقادك هل تتوقع رفع الحصار عن غزة في عهد إسماعيل هنية؟
لا أعتقد ذلك يحدث، وحركة حماس بذلت كل جهدها لرفع هذا الحصار، لكن وجود شخصية مثل إسماعيل هنية من الممكن أن تكون عاملاً مساعداً في رفع الحصار عن غزة، وبكل تأكيد سيعمل هنية خلال فترة رئاسته لحماس على العمل مع العديد من الأطراف من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة.
** هل يشكل انتخاب هنية دفعة جديدة للمصالحة الفلسطينية؟
قضية المصالحة الفلسطينية قرارها واضح، وهي أن حماس مع المصالحة الفلسطينية بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني، وتطبيق كافة الاتفاقيات التي جرت بين حماس وحركة فتح، فإذا قبلت فتح ومحمود عباس بتطبيق الاتفاقيات فلن يكون هناك أي معيق، سواء كان هنية أو مشعل رئيسا لحماس، وأعتقد أن شخصية هنية أكثر قبولاً لدى حركة فتح ، ما يساعد في دفع المصالحة.
** هل اختيار هنية مرتبط بأجندات إقليمية أو دولية؟
حركة حماس لا ترتهن لأطراف سواء إقليمية أو دولية، وانتخاب هنية مرتبط بقرار من الحركة ، سواء قبلت الأطراف أو لم تقبل، فهذا هو قرار حماس ولا أحد يتدخل فيه.
** كيف سيكون وقع اختيار هنية على العلاقة مع القاهرة؟
حماس ستحاول ترطيب العلاقة مع القاهرة أكثر، وفي الفترة السابقة شهدت لقاءات متعددة لحماس مع المسؤولين المصريين، هنية يمتلك علاقات مرنة مع القاهرة ، وقد نشهد في فترة رئاسته انتهاء الاشتباك كلياً بين حماس والقاهرة، وربما نشهد تطورات ايجابية أكثر بين حماس والقاهرة خلال الفترة القادمة.