أثارت دعوة المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، للوقوف في وجه النظام الحالي لفشله في مواجهة أزمات البلاد، ردود فعل غاضبة بين عدد من القيادات الحزبية المعارضين له، والمؤيدين للرئيس عبدالفتاح السيسي، خاصة بعدما وصف صباحي النظام بأنه أصبح خطرا على الدولة المصرية.
واعتبر ثلاث قيادات حزبية "الشو الإعلامي وحب الظهور" هو السبب الرئيسي لما قاله صباحي، مؤكدين أنذلك يدخل ضمن الرغبة في لفت الانتباه. كما شددوا على تمسكهم بدعم السيسي في الانتخابات المقبلة.
وقال اللواء محمد الغباشي نائب رئيس حزب حماة الوطن، إن تصريحات صباحي يمكن وصفها بالمزاح السياسي، مشيرًا إلى أن مؤسس التيار الشعبي يقوم بنفس الدور الذي كان يقوم به مقدم برنامج البرنامج باسم يوسف.
وأضاف لـ" مصر العربية" أن هذه التصريحات لا يمكن أخذها على محمل الجد، كما أن معظم القوى المدنية رفضتها ولم تلقَ قبولا يذكر، حسب زعمه.
وأوضح أن الدعوة التي أطلقها المرشح الرئاسي السابق الهدف منها عمل حالة من لفت الانتباه، وإعطاء بعض الإيحاءات بأنه مازال موجودا على الساحة.
وأشار إلى أنه يعلم تماما أن مجموع الأصوات الباطلة في الانتخابات الماضية كانت أعلى من الأصوات التي حصل عليها لذا يحاول كل فترة تلميع نفسه بشكل أو بآخر.
وأكد أنه رغم وجود حالة من عدم الرضا العام بسبب الأزمة الاقتصادية، لكنه إذا دخل الرئيس السيسي في مقارنة مع غيره سينحاز الناس له لما قدمه من إنجازات على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي.
ولفت إلى أن بعض الأشخاص يلعبون دائما على ترديد بعض الشعارات المتعلقة بأزمات يعاني منها الناس ومنهم صباحي دون تقديم حلول عملية، ويكون الأمر عبارة عن ذكر للمشكلة التي يعرفها الجميع لكن أطروحات الحل غائبة عن جميع المعارضين.
وعن فكرة طرح بديل مدني ومدي جاهزية القوى السياسية لذلك، قال الغباشي إن أي مرشح رئاسي يجب سؤاله عما إذا كان يملك آليات لتحسين الحالة الاقتصادية، ويعي البعد الأمني والاستراتيجي لمصر عربيا وإقليميا، ولدية القدرة على التواصل السياسي داخليا وخارجيا قبل الانحياز له أو النفور عنه.
واتفق معه أحمد حسن عضو الهيئة العليا لحزب المؤتمر، مؤكدا أن حزبه، باعتباره أحد اعضاء ائتلاف دعم مصر البرلماني، يدعم الرئيس السيسي للفوز بفترة رئاسية ثانية.
وقال حسن لـ"مصر العربية" إن الترشح للانتخابات الرئاسية حق دستوري لكل مواطن تتوافر فيه الشروط، مشيرًا إلى أن الأمر لا يتوقف على خلفية عسكرية أو مدنية، لكنه ينصب على إمكانيات المرشح وقدرته على النهوض بالدولة والمرور بها لبر الأمان.
وتابع أن فكرة خروج مرشح من المؤسسة العسكرية، ليس عيبا وإنما هو وسام على صدر الرئيس السيسي وغيره من قيادات الجيش المصري.
وأكد أنهم سيقفون خلف المرشح الذي يرونه قادرا على قيادة مصر بغض النظر عن خلفيته المدنية أو العسكرية، مشيرا إلى أن السيسي سيكون مرشحهم لو قرر خوض السباق مرة أخرى.
وفي الاتجاه ذاته قال اللواء محمد الحسيني نائب رئيس حزب الوفد، إن صباحي يميل للتصريحات العنترية، بغرض الشو الإعلامي، واصفًا التصريحات بأنها تنبئ عن شخص لا يعي المخاطر التي يواجهها الوطن.
وأضاف لـ"مصر العربية" أن التصريحات استفزازية، ولا تتناسب مع المرحلة التى تمر بها البلاد من عدم استقرار، وأزمة اقتصادية تضرر بسببها المصريون جميعا.
ولفت إلى أن هذه الدعوة صعبة التحقيق فكيف يمكن للقوى السياسية المدنية على اختلاف توجهاتها الفكرية أن تتفق على مرشح واحد، مشيرا إلى أن برنامج الرئيس القادم هو المعيار الذي سيتوقف عليه اختيارهم له من عدمه وليس كونه مدنيًا أو عسكريًا.