"لماذا استبعد شيخ الأزهر، الدكتور محمد أبو هاشم من رئاسة جامعة الأزهر؟".. سؤال فرض نفسه على الساحة الدينية مؤخرًا بعد إعلان أبو هاشم اعتراضه على تكليف الإمام الأكبر أحمد الطيب، للدكتور محمد المحرصاوي عميد كلية اللغة العربية، بتسيير أعمال رئيس الجامعة خلفا للدكتور أحمد حسني، مؤكدًا أنه الأحق بهذا المنصب لكونه أقدم نواب رئيس الجامعة.
مراقبون لأداء المؤسسات الدينية أشاروا إلى تخوف قيادات الأزهر من الشعبية التى يحظى بها أبو هاشم في الأوساط الطلابية، وأعضاء هيئة التدريس، مؤكدين أنه أستاذ الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية، وأشرف على رسالة الدكتوراه الخاصة به، كما تربطه علاقة قوية بالدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.
واختير الدكتور محمد أبو هاشم، نائبا لرئيس جامعة الأزهر عام 2014، بعد أن تولى عمادة كلية أصول الدين بالزقازيق لمدة 10 سنوات، وفى عام 2015 عين عضوًا فى مجمع البحوث الإسلامية، وهو أحد أعضاء مشيخة الطرق الصوفية، وابن الشيخ محمود أبو هاشم رئيس قطاع المعاهد الأزهرية الأسبق.
وبدوره أكد أبو هاشم أن هناك تعمدًا غير مبرر لإقصائه من المناصب القيادية بالأزهر، مشيرا إلى أنه سيرفع دعوى قضائية أمام القضاء الإداري، ولجنة فض المنازعات، فى حالة عدم استجابة الإمام الأكبر لتظلمه، اعتماد على أن القانون نص صراحة على أن يتولى رئاسة جامعة الأزهر تسييرا للأعمال أقدم النواب، وليس عميدًا لكلية.
وأوضح أنه تجمعه بالإمام الأكبر والدكتور عباس شومان وكيل الأزهر علاقة طيبة، كما لا توجد أي خصومة شخصية بينه وبين الدكتور المحرصاوي، إلا أن هناك شخصيات بالأزهر - لم يسمها- تحاول الترويج إلى أنه محسوب على جبهة وزير الأوقاف، وربما يكون ذلك السبب في استبعاده من ترشيحات رئاسة الجامعة -حسب قوله- .
وعن سبب استبعاد أبو هاشم من رئاسة الجامعة، قال إسلام عبد العزيز، الباحث في شؤون المؤسسات الإسلامية، إن الإمام الأكبر تعلم من درس مختار جمعة جيدا، وأصبح واعيا لفكرة عدم تصعيد أي قيادة تحظى بكاريزما، وأبو هاشم واحد من هؤلاء الذين ربما يخشى الطيب من قدرتهم على الظهور بمجرد أن يكون في موقع قيادي، خاصة في ظل ما يثار عن تعديل قانون الأزهر، بحيث تتمتع الجامعة باستقلالية عن الشيخ وقبضته.
من جانبه قال عبد الغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: "إن خلف شيخ الأزهر مجموعة معروف انتماؤها للإخوان، وهذه المجموعة لن تسمح بتصعيد أي من الشخصيات المعروفة بنزاهتها وتاريخها، لأن ذلك خطر يهددهم".
وأشار إلى أن الدكتور أبو هاشم عالم جليل يحظى بمحبة قطاع كبير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وأحد تلاميذه هو الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية، حيث أشرف على رسالته العلمية لنيل درجة الدكتوراه.
وعن علاقة أبو هاشم بوزير الأوقاف: قال هندي: " الدكتور أبو هاشم شخصية مرموقة، وهو أكبر من أن يحسب على طرف من الأطراف"، لافتا إلى أنه كان ممن عارضوا محمد مختار جمعة فى قرار الخطبة المكتوبة.