آمن أتلتيكو مدريد بإمكانية قلب تأخره أمام غريمه اللدود ريال مدريد بثلاثة أهداف في نصف نهائي دوري الأبطال الأوروبي، لكنه حقق فوزا لم يكن كافيا؛ هدفين في غضون أول ربع ساعة من المباراة، ثم هدف ملكي قتل الآمال قبل انتهاء الشوط الأول.
لكن هذه المباراة تحوي خمسة عناصر لافتة للانتباه:- 1- الروح: منذ السقوط أمام الريال 3-0 بملعب سانتياجو برنابيو، أعاد دييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد شحن بطاريات لاعبيه بالتصميم وإرادة التحقيق، أمر كان يراه الكثيرون مستحيلا. لكن هذه الكلمة لا تتواجد في قاموس الروخيبلانكو الذي لطالما وثق في قدرته على التأهل وبلوغ النهائي.
لم يكن أي شيء من الذي شهدته بداية المباراة ليتحقق دون عزيمة الأتلتي، هي إحدى أبرز مكونات هويته. لم يهدأ اللاعبون إلا حينما أدركوا تبخر الأمل مع دخولهم الشوط الثاني بالتقدم 2-1. لكنهم قبل هدف كانوا يمسكون بزمام الأمور رغم التأخر بفارق كبير في مباراة الذهاب.
2- انطلاقة رائعة: على غرار ربع نهائي التشامبيونز ليج قبل أربعة مواسم أمام برشلونة، قدم أتلتيكو مدريد بداية كاسحة جارفة كحمم بركانية ستعلق لمدة طويلة في الذاكرة، أعطى اللاعبون منذ الثانية الأولى في اللقاء أن المنافسة على تذكرة كارديف لم تحسم بعد ولا تزال في الملعب وأنهم قادرون على انتزاعها من أنياب الغريم الملكي. كان للمجهود الخرافي منذ البداية بهذه الروعة والكمال، مع الانتشار التكتيكي والضغط الحثيث حتى على كيلور نافاس حارس مرمى الريال والتقدم المستمر نحو الأمام، ثمرته؛ هدفين في غضون أربع دقائق وبعد مرور 16 دقيقة فحسب من المباراة. 3- التراجع بعد الهدفين: ربما نتيجة تراجع المجهود البدني، قد يكون سيميوني قد خطط لذلك؛ خطف هدفين يقربانه من معادلة النتيجة ثم الحظي بقسط من الراحة قبل البحث عن الهدف الثالث، لكنه لم يكن الوحيد الذي ينتظر هذا الهدوء، كان ريال مدريد كذلك.
تحرر الريال من الضغط العنيف، كان الملكيون بكامل طاقتهم وأمامهم خصم خائر القوى يمني نفسه بإعادة استجماع قواه الخائرة، وهنا جاءت الضربة القاصمة من الجلاد إيسكو قبل ثلاث دقائق من انتهاء الشوط الأول بهدف حاسم.
يقول سيميوني "دفعنا ثمن المجهود. من الواضح للغاية أنه كان من الصعب الاستمرار على نفس وتيرة الأداء التي قدمناها طوال أول 25 دقيقة لا سيما وأننا نواجه فريقا خطيرا للغاية يمكنه هز شباكك من أول خطأ ترتكبه".
4- خلخلة دفاعية: تألق الفرنسي كريم بنزيمة في مشهد صناعة الهدف، تخلص من ثلاثة مدافعين بلعبة واحدة في الدقيقة 42 من اللقاء؛ سافيتش وخيمينيز وجودين الذي توجه لمساندة زميليه بعيدا عن منطقة الجزاء ومغادرا مركزه أيضا.
انتهى الموقف بلاعبين على واحد. سدد توني كروس أولا ثم استغل إيسكو ارتداد الكرة من الحارس يان أوبلاك داخل المنطقة في تصدي خرافي.
يقص الأوروجوائي خوسيه ماريا خيمينيز "كلفنا غياب التركيز في الخلف الكثير وكان هذا هو ما أدى لتحويل مسار المباراة". 5- نتيجة مباراة الذهاب: ودع أتلتيكو مدريد البطولة عمليا في ملعب سانتياجو برنابيو. حينما تنتهي أغلب مواجهات الجارين الغريمين في مدريد بفارق هدف واحد مع ندرة الأهداف، فإن 3-0 هي نتيجة كبيرة خاصة إذا ما كانت في بطولة مثل دوري الأبطال الأوروبي ولاسيما في دور نصف النهائي منها.
لعبت ثلاثية كريستيانو رونالدو في الذهاب دورا كبيرا. يؤكد المدرب الأرجنتيني "ربما أسمح من بين الانتقادات الموجهة إلي بأنه كان من الممكن الخروج بخسارة 1-0 من البرنابيو وعدم السعي لإحراز هدف، لكن لو لم أبحث عن تسجيل هدف لكنت تسألني لماذا لم أفعل. ألحقت الأهداف الثلاثة في البرنابيو خسائر بليغة