أعرب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رفضه القاطع تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، كما اعتبرت جماعة أنصار الله "الحوثي" إعلان المجلس بمثابة تهديد للوحدة في البلاد.
وجاء في بيانٍ صدر عن الرئاسة اليمنية، حسب "روسيا اليوم"، الخميس، عقب اجتماع عقده الرئيس هادي مع مستشاريه، بحضور نائبه الفريق ركن علي محسن صالح، ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر: "يرفض الاجتماع رفضًا قاطعًا ما سمي بتشكيل مجلس انتقالي جنوبي يقوم بإدارة وتمثيل الجنوب، وهذه التصرفات والأعمال تتنافى كليًّا مع المرجعيات الثلاث المتفق عليها محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي 2216".
وأضاف: "يدعو الاجتماع كافة الذين عملوا على ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي ومن يقف خلفهم على مراجعة مواقفهم ويحثهم على الانخراط الكامل في إطار الشرعية وتوحيد الجهود لتحقيق تطلعات شعبنا اليمني العزيز".
وأكَّد البيان حرص الدولة اليمنية على بسط سلطاتها على كافة التراب اليمني والسير في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني نحو بناء اليمن الاتحادي الجديد.
وجاء هذا البيان ردًا على إعلان محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي تشكيل مجلس سياسي انتقالي لإدارة شؤون جنوب اليمن لإداراته وتمثيله ولتحقيق أهدافه وتطلعاته، بحسب الزبيدي.
الحوثيون أيضًا أعلنوا موقفهم الرافض لإعلان الزبيدي على لسان محمد عبد السلام الناطق باسمهم، الذي اعتبر هذه الخطوة تهديدًا للوحدة اليمنية.
وكتب عبد السلام - على موقع "فيسبوك ": "ما يحدث في الجنوب من حديث عن مجلس هنا أو هناك إنما هو تجلٍ لأهداف الاحتلال الأمريكي لإقامة مشروعات صغيرة، وهو ما يعد قفزًا على التاريخ والحضارة.. الجنوب ساحة خصبة لبناء نفوذ وقوة استعمارية، وهذا وهم سينقشع غباره عمّا قريب".
والأسبوع الماضي، فوَّضت حشود جماهيرية، عيدروس الزبيدي بتشكيل قيادة سياسية لإدارة وتمثيل مناطق جنوبي اليمن، وفقًا لبيانٍ صادر عن الحشد، الذي نظَّم بساحة العروض بمنطقة خور مكسر بمدينة عدن "جنوب"، وجاء تحت عنوان "إعلان عدن التاريخي".
ويُتهم الزبيدي بعدم تعاونه مع الحكومة الشرعية وتنفيذ أوامرها، وبأنَّه يعمل بشكل مباشر بتوجيهات من دولة الإمارات، وهو ما دأب على نفيه.
ويضم الحراك الجنوبي، المطالب بالانفصال عن الشمال، مكونات وفصائل متباينة الرؤى، وقد نشأ مطلع عام 2007، انطلاقًا من جمعيات المتقاعدين العسكريين، وهم جنود وضباط سرحهم نظام الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، من الخدمة.
لكن سرعان ما تحوَّل هذا الحراك من حركة تطالب باستعادة الأراضي المنهوبة، والعودة إلى الوظائف، إلى المطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله.
واندمج شمال اليمن وجنوبه في دولة الوحدة عام 1990، غير أنَّ خلافات بين قيادات الائتلاف الحاكم وشكاوى قوى جنوبية من التهميش والإقصاء، أدَّت إلى إعلان الحرب الأهلية، التي استمرت قرابة شهرين في عام 1994.
وعلى وقع تلك الحرب، ما تزال قوى جنوبية تطالب بالانفصال مجدَّدًا تطلق على نفسها "الحراك الجنوبي".
ومنذ 26 مارس 2015، تقود السعودية تحالفًا عربيًّا داعمًا للقوات الحكومية اليمنية والمقاومة، في خطوة تقول الرياض إنَّها جاءت بطلب من هادي؛ لمنع تحالف جماعة أنصار الله "الحوثي" والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، المتهم بتلقي دعم من إيران، من السيطرة على كامل اليمن، بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى بقوة السلاح.