انتقد السفير معصوم مرزوق، القيادي بالتيار الديمقراطي، مشروع القانون المقدم من النائب كمال عامر بشأن تغليظ عقوبة إهانة الرئيس، قائلا "الرئيس لو مرر هذا التشريع سوف يقارب نفسه بالذات الإلهية".
ويستعد مجلس النواب لمناقشة مشروع تعديل قانون يتعلق بتهمة إهانة رئيس الجمهورية ورموز الدولة، ويتضمن معاقبة كل من أهان الرئيس أو سب مجلس النواب أو الجيش أو المحاكم أو أيا من رموز الدولة المصرية، بالحبس مدة لا تقل عن 24 ساعة، ولا تزيد على 3سنوات، وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تزيد على 100 ألف جنيه.
وأضاف مرزوق لـ"مصر العربية"، أنه في الوقت الذي تتقدم فيه الدول للأمام يبدو أن مجلس النواب يصر على التراجع للخلف، ويقر ما أرادت السلطة السياسية الحالية أن تعيده من أغلال وقيود على حرية الشعب المصري.
وكان الرئيس المؤقت عدلي منصور، قد ألغى، عقب توليه المنصب إبان عزل سلفه محمد مرسي، عقوبة السجن في تهمة إهانة الرئيس واكتفى بتوقيع غرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد على 30 ألف جنيه.
وأشار مرزوق إلى أنه من المعلوم في كل بلاد العالم أن شاغلي المناصب العليا يجب عليهم تحمل كل أنواع النقد الذي قد يصل إلى درجات مهينة أحيانا، فتلك ضريبة تولي المناصب العامة، لأن الرئيس أجير لدى المجتمع ليؤدي وظيفة لفترة محدودة، ولا يعطيه هذا المنصب قداسة من نوع خاص أو حصانة من النقد.
وتابع: أنه لطالما فكر بعض النواب أن يرفعوا قدر الرئيس إلى مكانة الذات الإلهية، فإن على شعب مصر التأكد من أن هذا المجلس يسحب كل ما تمتع به الشعب من مكاسب بعد الثورة.
وزاد ساخرا: "أظن أنه لم يبق سوى أن يشرع البرلمان قانونا يجرم من يتكلم أساسا، بحيث يصبح شعب مصر شعبا من الخرس".
ورأى مرزوق أن الهدف من هذا المشروع وضع قيود أمام راغبي الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، وذلك حتى لا يمكنهم من انتقاد الرئيس الحالي بأوصاف مثل عدم الوعي أو عدم الذكاء، وهي أمور تتعلق بتصرفات سياسية وتوجد في كل الانتخابات الرئاسية بالعالم.
واستطرد :"إذا صدر هذا القانون سيكون من حق الرئيس الحالي فقط أن يسلط زبانيته في الإعلام لنهش أي مرشح ضده، بينما لا يستطيع أي مرشح الدفاع عن نفسه".
وشددى مرزوق على أن المرشحين للانتخابات الرئاسية هم الأولى بالحماية، لأن ذات الرئيس ليست مهددة وإنما أعراض وشخصيات بقية الشعب المصري تتعرض للاغتيال من مجموعة من "لاعقي أحذية السلطة في الإعلام" بحسب تعبيره، والذين لا يتورعون عن انتهاك الأعراض والشخصيات لمجرد أنها تعارض الرئيس الحالي.
اقرأ أيضا: تحصين الرئيس بسلاح الإهانة!