توعّد الرئيس السوداني عمر البشير، من أسماهم "رافضي السلام" في البلاد، قائلاً بأن عليهم "أن يعلموا أن الجيش وقوات الدعم السريع جاهزة لجعل البلاد خالية من التمرد والمرتزقة". جاء ذلك في خطاب ألقاه اليوم السبت، احتفالاً بتخريج الدفعة الخامسة من قوات "الدعم السريع"، البالغ عددها 11 ألف و482 جندي. وأكد البشير أنه "أعطى أوامر مستديمة لقوات الدعم السريع، بأن يتدخلوا لحسم كل الصراعات القبلية والتفلتات الأمنية"، مشيداً بـ"دور هذه القوات في تحقيق الأمن والأستقرار في البلاد، ومحاربة المتمردين في جنوب كردفان ودارفور". وقال إن "الحركات المسلحة الموجودة في ليبيا تقاتل كمرتزقة، مرة إلى جانب قوات الكرامة بقيادة خليفة حفتر، ومرة أخرى تنقلب ضد حفتر، وتقاتل إلى جانب قوات فجر ليبيا (عملية عسكرية مدعومة من طرابلس ومناهضة لقوات حفتر)". وتابع "لدي رسالة لهذه الحركات المسلحة (مفادها) أن: البلاد ترحب بكم إذا جئتم للسلام". وأضاف أن "الدعم السريع هي التي قفلت الحدود وقامت بواجبها الوطني تجاه محاربة ومكافحة تجارة البشر والمخدرات وتهريب السلاح". وأوضح أن "تخريج هذه الدفعة من الجنود، هي إظهار للقوة وارهاب للأعداء". وصادق البرلمان السوداني، في يناير على مشروع قانون "الدعم السريع" لسنة 2017، والقاضي بتبعيتها للجيش السوداني، بدلاً من جهاز الأمن والمخابرات. وأثارت تلك القوة، جدلاً بمشاركتها في المعارك بإقليم دارفور وجنوب كردفان والنيل الأرزق، وتتلقى اتهامات من قبل الحركات المسحلة هناك، بأنها "مليشات غير رسمية"، وهو ما ينفيه قادتها مؤكدين أنها تساعد القوات النظامية في فرض الأمن. وتشهد ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لدولة جنوب السودان، نزاعا مسلحا بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، منذ يونيو 2011، تضرر منه نحو 1.22 مليون شخص، طبقا لبيانات أممية. كما يشهد إقليم دارفور منذ 2003، نزاعاً مسلحاً بين الجيش وثلاث حركات مسلحة خلّف 300 ألف قتيل، وشرّد نحو 2.5 مليون شخص، وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة.