«شينخوا»: مبادرة الحزام والطريق ليست «خطة مارشال»

الرئيس الصيني شي جين بينغ

دافعت وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا) في مقال نشرته اليوم السبت عن مبادرة الحزام والطريق ضد المشككين فيها من بعض وسائل الإعلام الغربية والذين يعتبرونها نسخة حديثة من "خطة مارشال".

 

وأكدت الوكالة أن التشبيه غير مناسب تماما لا من قريب ولا من بعيد، قائلة إنه وبنظرة فاحصة على السياقات والأهداف والمبادئ التاريخية لكل منهما يمكن تحديد اختلافات هائلة بينهما حيث إنه وكما هو معلوم للجميع فإن خطة مارشال لإعادة الإعمار بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا كانت جزءً من المحاولات الغربية للسيطرة على توسع الاتحاد السوفيتي السابق بيد أن عقلية الحرب الباردة والهيكل ثنائي القطب ليس لهما وجود فى المبادرة الصينية لبناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين المعروفة اختصارا باسم مبادرة الحزام والطريق.

 

فالصين، وفقا للمقال، لن تنظم بأي شكل من الأشكال أي تحالفات لاستهداف أي بلد آخر لأنها تسعى من خلال مبادرتها المطروحة إلى تحقيق التنمية المشتركة لجميع البلدان بدلا من السعي إلى الاستحواذ والسيطرة وتوسيع نفوذها السياسي..وخلافا لخطة مارشال فإن المبادرة الصينية لم تفرض شروطا سياسية على المشاركين فيها لأن الصين دائما ما كانت حريصة على مبدأ احترام البلدان لحقوق بعضها البعض حتى تختار بشكل مستقل نظامها الاجتماعي ومسارها الإنمائي.

 

وأشار المقال إلى أن التنمية الصينية استفادت من المجتمع الدولي..والآن وباعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم فإن الصين تقدم بدورها إسهاماتها البارزة للتنمية العالمية.

 

وأوضحت الوكالة أن الانفتاح والشمولية يعتبران من السمات المميزة للمبادرة التي ترحب بمشاركة جميع البلدان والمنظمات الدولية بعكس خطة مارشال التى استبعدت البلدان الشيوعية وتجاهلتها..مشيرة إلى أنه ومن حيث نمط الإدارة فإن دول أوروبا الغربية كان لها القليل من حق الكلام في تنفيذ خطة مارشال فيما تكثف الصين المشاورات السياسية مع الشركاء في المبادرة، وانطلاقا من مبدأ التشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة فإنها تعمل مع الأطراف الأخرى لتعزيز المزيد من الربط بين السياسات والبنية التحتية والتجارة والمالية والتبادلات الشعبية.

 

ومن هنا وبحسب المقال، يتوجب التأكيد على أن مبادرة الحزام والطريق لا تحل محل الآليات أو المنصات القائمة للتعاون عابر الحدود بل على العكس تماما من ذلك لأن المبادرة تستند إلى القواعد القائمة على مساعدة البلدان لمواءمة استراتيجياتها الإنمائية.

 

وأكدت الوكالة أنه وبالنظر إلى ما حققته المبادرة من حصاد وافر، سيتم الحكم بأن المبادرة تعد نهجا عمليا بالنسبة للصين والأطراف المعنية سعيا وراء تحقيق التنمية المشتركة في حين أن النموذج القديم لخطة مارشال الذي يتضمن الاستثمار المقصود والمعونة المشروطة بتنازلات سياسية، لا يمكن أبدا تطبيقها في عصر العولمة والترابط العالمي.

 

وتنطلق غداً الأحد، في العاصمة الصينية بكين، أعمال "منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي" الأكبر في تاريخ البلاد، بمشاركة دولية واسعة وبحضور زعماء 28 دولة.

 

ويهدف المنتدى إلى توسيع أنظمة المعايير الفنية وخطط البنية التحتية للبلدان التي تقع في طريق "الحزام والطريق"، وتعزيز النقل المتكامل، وممرات النقل البرية والبحرية والجوية على صعيد القارات.

 

ويعدّ منتدى "الحزام والطريق للتعاون الدولي"، أكبر وأوسع اجتماع تحتضنه جمهورية الصين الشعبية منذ تأسيسها عام 1949، ويحمل شعار "التعاون من أجل الرخاء المشترك".

 

وتشارك مصر بوفد وزاري رفيع المستوى يضم عددا من الوزراء والهيئات الرسمية وجمعيات رجال الأعمال، في القمة التي تضيف قوة جديدة للاقتصاد العالمي عن طريق تعزيز النمو المشترك لدول العالم.

 

ودشن السفير الصيني الفيلم الوثائقي "الحزام والطريق.. مسار المستقبل" الذي يبين الروابط التاريخية التي دعمت العلاقات المصرية الصينية عبر التاريخ، وفرص التعاون لصناعة مستقبل واعد لمصر والمنطقة في إطار مبادرة الحزام والطريق.

 

ولمشاهدة فيلم "مسار المستقبل - مبادرة الحزام والطريق".. شاهد الفيديو التالي

مقالات متعلقة