فجأة قاطع حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي، مطالبًا بعرض "مظلمة" لأهالي قرية المراشدة بمحافظة قنا، غير آبه بكبار المسئولين حول الرئيس، وما إن أخذ الكلمة حتى انطلق يتحدث عن وقائع خاصة بالأراضي المستصلحة بجوار بلدته والتي حرم منها أهل القرية.
“مش صحيح إحنا اتظلمنا" .. هكذا علق الحاج حمام علي عمر، على حصة قريته من مشروع شركة "الريف المصري" الخاص باستصلاح أراضي للزراعة في محيط قريته التابعة لمركز الوقف، موضحًا أن هناك ما يزيد عن 10 قرى من بينهم قرية المراشدة، تعد الأكثر فقرًا في العالم.
لم يكن حديث الحاج حمام عفويًا، بل كان مرتبًا، فالرجل الذي يحتفظ بمنصب رئيس مجلس إدارة مركز شباب المراشدة، جاء رسولا عن الأهالي لعرض المظلمة على الرئيس السيسي.
الرجل الذي يعتبره أهالي القرية متحدثا باسمهم لما يتمتع به من قوة وحكمة، جال على وسائل الإعلام قبل زيارة الرئيس للحديث عن مطالب الأهالي والتي تتلخص في نسبة من أراضي غرب المراشدة لإقامة مجتمع زراعي صناعي إسكاني خدمي في حدود 5 آلاف فدان، معتبرًا إياها تعويضًا للأهالي عمّا أسماه بالزحف الحكومي على أراضي القرية.
كما طالب حمام بتوظيف شباب القرية في المشروعات التي تقام، مشيرًا إلى ضرورة تفعيل قرار إنشاء محطة كهرباء المراشدة بالبخار والمعتمد لها 1,5 مليار جنيه، مذكرًا بالمدرسة الثانوية الزراعية والمخصص لها 50 فدانًا، ولم يتم تفعيلها إلى الآن.
وقبيل الزيارة قال حمام، إنهم منذ نصف قرن وهم بانتظار زيارة رئيس جمهورية لقريتهم، مؤكدًا أنهم في انتظار الرئيس السيسي لتحقيق حلمهم.
وبشأن الدرع الذي قدمه حمام للرئيس السيسي، كان أهالي المراشدة قد أعدوه قبل اللقاء وغلفوه بعلم مصر وصورة الرئيس وشعار يحمل اسم "قرية المراشدة نموذج لقرية مصرية"، ليقدمه الحاج للرئيس أثناء الزيارة.
ويعبر الدرع عن المشروعات القومية الموجودة بقرية المراشدة ومن أبرزها محطة كهرباء قنا البخارية، ومحطة وقود وطنية و مساحة 50 ألف فدان ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان، ومشروع الصوامع العملاق الذى يستوعب 60 ألف طن.
ونجح حمام في لفت انتباه الرئيس، وعرض مطالب الأهالي، وهو ما دفع السيسي بإعلان منح القرية 1000 فدان، وتشكيل لجنة من وزارة الزراعة والمحافظ والقوات المسلحة والرقابة الإدارية لتوزيعها بالعدل على الأهالي,
ووصل الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى محافظة قنا، صباح اليوم الأحد، لافتتاح عدد من المشروعات القومية في محافظات الصعيد.