قال محمد سيف الدولة الباحث في الصراع العربي– الإسرائيلي إن الباب الوحيد لدعم المقاومة في فلسطين هو إسقاط اتفاقية كامب ديفيد التي تعد المصدر الرئيسي للتشريع المصري، على حد تعبيره.
وأضاف سيف الدولة خلال كلمته بندوة إحياءالذكرى 69 للنكبة الفلسطينية، أن بنود اتفاقية كامب ديفيد التي وقعتها مصر مع الكيان الصهيوني يمنع أي اتفاق أخر يتضامن مع الشعب الفلسطيني وجردت سيناء من قواتها العسكرية.
اتفاقية كامب ديفيد وقعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات في 17 سبتمبر 1978 مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني مناحيم بيجين
صفقة القرن
وأوضح سيف الدولة أن صفقة القرن التي تحدث عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب ليس هدفها حل القضية الفلسطينية وإنما دمج الكيان .الصهيوني في المنطقة العربية من خلال تكوين منظمة الخليج و البحر الأحمر
وبحسب سيف الدولة فأن مهمة هذه المنظمة -التي سيكون دور "إسرائيل" فيها كمراقب- مواجهة إيران والإرهاب والإسلام الراديكالي المتطرف ،مشيرا إلى أن السيسي دعا قبل عام إلى توسيع نطاق السلام مع الكيان الصهيوني لأول مرة دون ربط ذلك بالقضية الفلسطينية.
اتفاقية أوسلو هي اتفاقية وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية في 13 سبتمبر 1993 اعترفت السلطة الفلسطينية بموجبها بإسرائيل كدولة
تصفية المقاومة
ويرى الباحث في الشأن القومي أن دمج الكيان الصهيوني في المنطقة العربية سيتبعه إجراءات عدة أبرزها تصفية المقاومة ونزع السلاح الفلسطيني وإنشاء مزيد من المستوطنات.
غير أن سيف الدولة يجد أن صفقة القرن تمت بالفعل منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد، إذ تخلت مصر عن فلسطين مقابل استرداد سيناء منقوصة السيادة والتي ترتب عليها اتفاقية أوسلو و تبعتها الأردن ثم وقعت جامعة الدول العربية مجتمعة على مبادرة السلام العربية في 2002.
العصر الذهبي
بينما قال سيف الدولة المجتمع المصري يشهد العصر الذهبي للعلاقات المصرية – الإسرائيلية، في الوقت الذي يواجه فيه المعارضون قيودا لا مثيل لها من قبل تمنعهم من الحركة والتصدي لهذه العلاقات.
وأشار إلى مصر قبلت في عهد الرئيس السيسي بإقامة منطقة عازلة خالية من السكان في سيناء وهو الأمر الذي رفضته المؤسسات العسكرية والأمنية في عهد مبارك ،قائلا:”لا وجد عاقل في العالم يقبل بإخلاء أرض من السكان بجانب جار متخصص في الاستيلاء على الأراضي".
في الذكرى الـ69..انقسام في الداخل وخذلان من الخارج.. فلسطين «نكبة أمة»
وأوضح أن الرئيس الأسبق حسني مبارك كان يستمد شرعيته من الولايات المتحدة الأمريكية لذلك كان يسمح بهامش للقوى السياسية الوطنية للاشتياك مع الكيان الصهيوني، أما الرئيس السيسي يستمد شرعيته من "إسرائيل" لذلك لا يسمح بأي انتقاد لها.
وثيقة حماس
وعلى صعيد الوثيقة التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية حماس مؤخرا،قال سيف الدولة إنه يرفضها، لكنه أضاف أن أي مقاومة لا تستطيع الصمود بمفردها أمام آلة الحرب الإسرائيلية بدون دعم عربي.
وفي السياق ذاته قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن صفقة القرن لا تتبنى طرح إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 لأنها لوكانت مطروحة كانت إسرائيل قبلت بها من البداية لأنها تدرك أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ستكون بداية النهاية لوجودها.
ننشر نص الوثيقة السياسية لحركة حماس
الخطر الحقيقي
وأضاف نافعة في الندوة ذاتها أن المطروح في صفقة القرن هو تصفية القضية الفلسطينية عن طريق إقامة دويلة في ما تبقى من الضفة الغربية أي على 20% منها ودويلة أخرى في غزة لها امتداد في سيناء.
وأوضح أن الكيان الصهيوني لا يرى الفلسطينيين خطر حقيقي، لكنه يجد في أي دولة عربية أو إسلامية لديها مقومات النهضة تهديد حقيقي لوجوده، لذلك يسعى لتحويل دول الشرق الأوسط لدويلات طائفية متنازعة ،بينما يكون هووسيط في هذه الصراعات.
في حين يرى رامي شعث عضو مؤسس في الحملة الشعبية لمواجهة إسرائيل(BSD) أن الثوار أخطأوا في تعريف العدو إبان ثورة 25 يناير، إذ عرفوا مبارك و نظامه و توسعوا إلى الفساد باعتباره العدو الحقيقي، بينما يتمثل هذا العدو في اتفاقية كامب ديفيد.
مؤسسة كامب ديفيد
وأشار شعث في حديثه إلى أن كل القوى السياسية تحركت مواقفها تجاه اتفاقية كامب ديفيد من اليسار إلى اليمين خلال الست سنوات التي تلت الثورة فأصبحت مؤسسة كامب ديفيد هي الراسخة ،مشيرا إلى أن هذا أحد أخطاء الثورة المصرية.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قسمت الدول العربية إلى معسكرين دول اعتدال وهي مصر وتونس والبحرين ضامنة للمصالح الإسرائيلية- الأمريكية و دول أخرى أبيدت بشكل كامل لضمان خلق طبقة جديدة تضمن المصالح الاستراتيجية الأمريكية- الاسرائيلية.
لجان مقاومة التطبيع
في سياق متصل أشاد محمد سيف الدولة بإضراب أكثر من 1500 أسير فلسطيني عن الطعام داخل سجون الاحتلال، مشيرا إلى تضامن الشعب الفلسطيني مع أسراه، بينما لا يستطيع أهالي أكثر من 40 ألف معتقل إقامة أي فاعلية للتضامن مع ذويهم.
وأكد سيف الدولة أن المعارضة المصرية تستطيع أن تدعم المقاومة الفلسطينية من خلال إحياء لجان مقاومة التطبيع وقوافل الإغاثة ولجنة الدفاع عن الثقافة القومية وإنشاء الأحزاب مكاتب فلسطين،مشيرا إلى أهمية الوحدة قائلا:”صمتنا اليوم هيجرس جيل المعارضة الوطنية في مصر".
ونظمت لجنة الدفاع عن المظلومين، مساء أمس السبت، ندوة لإحياء الذكرى69 لنكبة 1948 في منزل مقرر اللجنة الصحفي محمد عبد القدوس بحي الزمالك حضرها عدد من النشطاء والسياسيين ذوي التوجهات المختلفة.