لم يمر فقدان وعي عصام سطان، نائب رئيس حزب الوسط المتهم بقضية «إهانة القضاء»، داخل قفص الاتهام، خلال إحدى جلسات محاكمته، مرور الكرام على مواقع التواصل الاجتماعي. حقوقيون ونشطاء سياسيون أدانوا ما وصلت إليه الحالة الصحية لـ«سلطان» من تدهور، معتبرين ذلك جرما كبيرا بحقه، بل ألقى بعضهم اللوم على القضاة ونقابة المحامين، مطالبين في ذات الوقت بإنقاذه. إيمانه بالثورة جريمته أحمد ماهر، أمين الشباب بحزب الوسط، رأى أن الجرم الوحيد الذي ارتكبه «سلطان» هو إيمانه بثورة يناير، فيقول: «جُرم عصام سلطان الوحيد أنه آمن بثورة يناير وعمل على تحقيق أهدافها وأحلامها دون النظر لأي حسابات ضيقة أخرى». ويضيف «ماهر» في تدوينة على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «الحرية لعصام سلطان، انقذوا عصام سلطان». أما عن ناصر أمين، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، فقد استنكر أيضا عدم تقديم الرعاية الصحية لنائب رئيس حزب الوسط، قائلا: «تدهور حالة عصام سلطان في محبسه دون تقديم الرعاية الصحية له جريمة». فضيحة تمس كل القضاة ومن «أمين»، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، إلى الدكتور محمد محسوب، وزير الدولة لمجالس الشؤون النيابية الأسبق، الذي اعتبر واقعة إغماء «سلطان» بمثابة فضيحة تمس القضاة والمحامين، على حد تعبيره. «محسوب» كتب على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «وقوع عصام سلطان مغشيا عليه بالمحكمة لسوء المعاملة ليس فقط جريمة بحقه، بل فضيحة تمس كل قاض وكل محام، ونقابات المحامين محلية ودولية». لم تقتصر الإدانات على من توافقوا مع نائب رئيس حزب الوسط في الآراء، بل إن بعض من خالفوه الرأي حجزوا لأنفسهم مقعدا من مقاعد الاستنكار. لم يمنع تجاوز «سلطان» في حق الناشط السياسي، حازم عبدالعظيم ــ حسب قول الأخير ــ من وصف «عبدالعظيم» ما يتعرض له نائب رئيس حزب الوسط بأنه «ظلم بيّن»، على حد تعبيره. وكتب «عبدالعظيم» في تغريدة له عبر موقع التدوين المصغر «تويتر»: «رغم خلافي الحاد مع عصام سلطان وتجاوزه في حقي بأكاذيب مختلقة شهد بها من استشهد بهم إلا أن ما يحدث له ظلم بيّن». يجب على نقابة المحامين الدفاع عنه «إنني أتصور أن نقابة المحامين يتعين أن تكون في الواجهه دفاعًا عن حقهم في أن يتم احتجازهم في ظروف تحترم "كرامه الإنسان" كما يقول الدستور»، بهذه الكلمات علّق المحامي والحقوقي، نجاد البرعي، على قضية «سلطان» وبعض المحامين المحتجزين، حسب قوله. وأضاف «البرعي» في تدوينة كتبها على حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «وأن يتم التأكد من أنهم ينالون من الرعاية الصحية والمعيشية ما يحفظ على الأقل كرامتهم كمحامين ناهيك عن أن بعضهم كان عضوًا في البرلمان وبعضهم كانوا وزراء في الحكومة». يتابع المحامي والحقوقي فيقول: «وتدخّل نقابة المحامين بفاعلية من أجل الدفاع عن عصام سلطان وزملاؤه أمر ما عاد يتعين غض الطرف عنه». أحد أعضاء حزب الوسط، مجدي عمارة، يقول: «أطالب السادة المحامين وهيئة الدفاع وكلاء الأحرار المتهمون بإهانة القضاء برد المحكمة لأنها تغض الطرف وتعتبر شريكة في التعذب بالسجون وامتناع الطعام والشراب والدواء والتريض عن المعتقلين». يتابع «عمارة»: «ومن ثم فهي خصم وقاضى في نفس الوقت ولا يجوز الفصل في القضية». المحامي أحمد أبو العلا ماضي، عضو هيئة الدفاع عن عصام سلطان، تفاعل مع واقعة فقدان وعي الأخير، قائلا: «تقدمت اليوم بالبلاغ رقم ٥٧٧٨ لسنة ٢٠١٧ للتحقيق في وقائع التعذيب الممنهج الذي يمارس ضد الأستاذ عصام سلطان وللإفصاح عن مكانه عقب واقعة الإغماء داخل المحكمة ومنع زيارات الأسرة والمحامين عنه». ويضيف «ماضي» في التدوينة التي كتبها على حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «الحرية لعصام سلطان، الحرية لكل المعتقلين». مالا يتحمله عصام لا يتحمله أحد «اللي يعرف عصام سلطان كويس يعرف إنه شخص قوي جدا ولا يقبل أن يراه أحد في موقف ضعف حتى لو كان شوية إنفلونزا»، تلك كلمات الشاعر والكاتب الصحفي، محمد طلبة رضوان، التي افتتح بها تعليقه على واقعة الإغماء. ويضيف «رضوان» في تدوينة على حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «لما عصام سلطان يقع مغمى عليه في المحكمة من قلة الأكل فده معناه إن الأوضاع في السجون أسوأ مما نتخيل». يلفت الكاتب الصحفي إلى شدة تحمل «سلطان» فيتابع: «ما لا يتحمله عصام لا يتحمله أحد». وكان عصام سلطان، القيادى بحزب الوسط، والمتهم بقضية "إهانة القضاء"، تعرض لإغماءة داخل قفص الاتهام، خلال جلسة محاكمته والرئيس المعزول محمد مرسي، وآخرين المنعقدة بأكاديمية الشرطة، وتدخل رجال أمن ومسعفون لإسعافه. وصاح المتهمون من داخل القفص، بأن حالته تسوء عقب الإغماءة التي تعرض لها، وتدخل المحامي محمد سليم العوا، دفاع الرئيس المعزول، قائلا: « إنه يتنحى عن الدفاع عن موكله، لما رآه داخل القفص، مشددًا على أن ما حدث لـ"سلطان" عزاه المتهمون للمعاملة التي وصفها بـ"القاسية" داخل السجن». وأضاف «العوا»: «مُنع المتهمون من الدواء والطعام والماء والتريض، وتعرضوا لتمزيق ملابسهم ورش الغاز، ما أصابهم بهذا الإجهاد».