حثَّت الأمم المتحدة، كلًا من الدول المانحة والمجتمع الدولي للمساعدة في توفير 1.4 مليار دولار أمريكي، لتلبية الاحتياجات الأساسية العاجلة لمليون و800 ألف لاجئ من جنوب السودان، لجأوا إلى البلدان المجاورة. جاء ذلك في بيان للأمم المتحدة، اليوم الإثنين، عقب اجتماع دولي من أجل دعم اللاجئين من جنوب السودان، عقد بمكتب المنظمة الدولية في مدينة جنيف السويسرية بحسب وكالة الأناضول. وشارك في الاجتماع المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة العالمي للأغذية ديفيد بيسلي، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي. وفي كلمة له خلال الاجتماع، قال بيسلي، إن "معاناة اللاجئين من جنوب السودان في دول الجوار لا يمكن تصورها. والعنف يشكل السبب الرئيسي لهذه الأزمة". وأضاف بيسلي، أن "موظفي الإغاثة الإنسانية يواجهون صعوباتٍ جَمَّة في الوصول إلى المحتاجين، والعديد من اللاجئين من جنوب السودان فقدوا حياتهم بسبب الجوع والمرض". من جهته، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، إن "عددًا كبيرًا من اللاجئين، أجبروا على مغادرة منازلهم بسبب ظروف إنسانية غاية في الصعوبة أفرزتها الصراعات التي تدور جنوب السودان". ووفقًا لأرقام الأمم المتحدة، فقد لجأ من جنوب السودان إلى الجارة الشمالية 375 ألف شخص وإلى أوغندا 898 ألفا وفيما تستضيف إثيوبيا 375 ألفًا، وكينيا 97 ألفًا، وجمهورية الكونغو الديموقراطية 76 ألفًا، وجمهورية إفريقيا الوسطى ألفين و200 لاجئ. ويقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات إنسانية ونقدية لأكثر من مليون و800 ألف لاجئ في الدول المجاورة. ومنذ منتصف ديسمبر 2013، تشهد دولة جنوب السودان جولات من حرب أهلية يغلب عليها طابع النزاع القبلي بين قوات الرئيس سلفاكير ميارديت (قبيلة الدينكا) ومسلحين مواليين لريك مشار، النائب المقال للرئيس (قبيلة النوير)؛ ما أسقط مئات القتلى. وجرى التوصل إلى اتفاق سلام، في أغسطس 2015، لكنه لم يفلح في إنهاء الحرب، التي أوجدت معاناة إنسانية زادت المجاعة من حدتها في بعض مناطق البلد، الذي يسكنه أكثر من 12.5 مليون نسمة، وانفصل عن السودان عبر استفتاء شعبي، في يوليو 2011.