شهدت العاصمة الصينية بكين، اليوم الإثنين، فعاليات اليوم الثاني والأخير من منتدى الحزام والطريق، التى شملت جلسة رؤساء دول وحكومات منتدى "الحزام والطريق للتعاون الدولي"، والتي حضرها الرئيس الصيني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين وآخرين.
وكانت أعمال منتدى "الحزام والطريق للتعاون الدولي"، انطلقت أمس الأحد في العاصمة الصينية بكين، بمشاركة 1500 مندوب من 130 بلدًا و70 منظمة دولية، وبحضور زعماء 29 دولة.
وحضر المنتدى، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ورئيسا صندوق النقد والبنك الدوليين، و250 وزيرًا من 130 بلدًا، وناقش القادة المشاركون سبل التعاون في مجالات مختلفة، على رأسها الطاقة والبنية التحتية والنقل والتعليم.
"حزام واحد - طريق واحد" هي استراتيجية جديدة للتنمية الاقتصادية أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013.
وتهدف لتطوير وإنشاء طرق تجارية وممرات اقتصادية بين دول أوراسيا، لنقل البضائع من الشرق إلى الغرب بشروط ميسرة، حيث يتضمن المشروع محورين أساسيين هما: الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري.
استثمار 20 مليار دولار فى مصر وعلى هامش مشاركة الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، في منتدى "الحزام والطريق"، التقت صباح اليوم الإثنين، "جين تشي" رئيسة صندوق "طريق الحرير"، لبحث سبل استفادة مصر من الفرص التمويلية التي يقدمها الصندوق للدول الواقعة على طريق الحرير في إطار مبادرة إحياء طريق الحرير القديم.
واتفق الجانبان على التعاون بين الوزارة والصندوق، في تمويل الاستثمارات الصينية لمصر في مجالات البنية الأساسية والتشييد والبناء وتمويل المشروعات المشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص عبر ضخ استثمارات صينية، لتفعيل اسرع للمشروعات المشتركة بين مصر والصين.
وعرضت نصر، عددا من المشروعات التنموية والقومية التي تمثل أولوية لدى الحكومة في الفترة الحالية، منها العاصمة الإدارية الجديدة ومحور تنمية قناة السويس، وعدد من مشروعات النقل، داعية رئيسة صندوق "طريق الحرير" لزيارة مصر قريبا أو إرسال بعثة لرؤية هذه المشروعات على أرض الواقع.
كما قامت الدكتورة سحر نصر، بجولة ميدانية فى مقر شركة "سى أف إل دى" الصينية المتخصصة فى مجال إنشاء المدن الجديدة والتطوير العقارى والصناعى، فى مدينة جيان الصينية.
وأعرب مسئولو الشركة، عن عزمهم استثمار نحو 20 مليار دولار فى مصر على مدار العشر سنوات المقبلة منهم استثمارات فى المنطقة المخصصة فى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة لتكون مدينة متكاملة ومتطورة من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
أكبر صندوق استثماري من جانبها أشارت "جين تشي"، رئيسة صندوق "طريق الحرير"، إلى الدور الذي يلعبه الصندوق منذ تأسيسه في ديسمبر 2014 في الاستثمار والتمويل ودعم التعاون الاقتصادي ومن خلال التعاون مع المؤسسات التمويلية الدولية مثل البنك الدولي، في إطار مبادرة الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الحادى والعشرين والمعروفة باسم مبادرة "الحزام والطريق" أو "حزام واحد- طريق واحد".
وأوضحت أن صندوق "طريق الحرير" يعتبر أكبر صندوق استثماري بالصين، حيث أعلن الرئيس الصيني عن إنشائه برأس مال قدره 40 مليار دولار في ديسمبر 2014 بتمويل من عدد من البنوك والمؤسسات المالية الصينية.
استثمارات بنحو 60 مليار دولار كشفت الصين أن الاستثمارات المباشرة لمؤسساتها في البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق خلال الفترة من 2013 حتى 2016 تجاوزت 60 مليار دولار أمريكي حتى نهاية العام الماضي.
وصرح "نينغ جي تشه"، نائب رئيس لجنة الدولة الصينية للتنمية والإصلاح، أعلى هيئة تخطيط اقتصادي في الصين، أن 1082 مؤسسة صينية دخلت إلى مناطق التعاون الصينية في تلك البلدان، بقيمة إنتاج أكثر من 50 مليار دولار أمريكي، حيث خلقت هذه المؤسسات ما يزيد على 180 ألف فرصة عمل وتدفع 1.1 مليار دولار أمريكي من الضرائب إلى الدول المضيفة.
وأضاف "نينغ"، أن المؤسسات الصينية وقعت قرابة ألف عقد لمشروعات مقاولات في دول الحزام والطريق في الربع الأول من العام الحالي، وتصل قيمة الأعمال إلى 14.4 مليار دولار أمريكي، بزيادة 4.7 % على أساس سنوي، وتشكل تقريبا نصف حجم عقود مقاولة المشاريع الخارجية في هذه الفترة. وتوقع "نينغ" أن يبلغ حجم الاستثمار الخارجي الصيني ما بين 120 و130 مليار دولار أمريكي سنويا، يعني ما يعادل 600 إلى 800 مليار دولار أمريكي في الخمس السنوات المقبلة، مشيرا إلى أن حجما كبيرا من تلك الاستثمارات سيوجه إلى البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق.
تقليص تكاليف التمويل وقال الرئيس الصينى "شى جين بينغ"، اليوم الإثنين، إن مبادرة الحزام والطريق تتطلب رفض الحماية التجارية وتجنب التفتت، مضيفًا في كلمة أمام زعماء العالم الآخرين فى منتدى الحزام والطريق فى بكين أنه يتعين التعجيل بالتعاون فى مجال السكك الحديدية والطرق ومشروعات البنية الأساسية الأخرى وتقليص تكاليف التمويل.
وقال الشيخ ناصر صباح الأحمد ، وزير شؤون الديوان الأميري وعضو المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية والذي يترأس الوفد الكويتي، إن هناك تلاقياً عميقاً بين رؤية الكويت 2035 ومبادرة الصين "الحزام والطريق".
ودعا إلى الاهتمام بـ"طريق اللبان القديم" والمعروف بـ"طريق البخور"، الذي ساهم في بناء ونمو التجارة والثقافة وانتقلت عبره الديانات والفلسفات إلى نصف العالم الآخر وكان معبرا لأهم الحضارات قديماً.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن عن تأييده لمبادرة "حزام واحد - طريق واحد"، مؤكدا عزم روسيا المشاركة بفعالية في المبادرة الصينية، مشيدًا بإنشاء منطقة للتنمية الاقتصادية والتجارية بين آسيا وأوروبا، لأن هذه المبادرة هامة وجاءت في الوقت المناسب.
وأضاف بوتين أن 50 دولة من أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية أبدت اهتماما للتعاون مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، الذي يضم كلا من روسيا وبيلاروس وأرمينيا وكازاخستان وقرغيزستان، مشيرًا إلى أنه تم اتخاذ قرار في عام 2015 بربط عملية التكامل الاقتصادي في الاتحاد الأوراسي مع المشروع الصيني "حزام واحد - طريق واحد".
وأعلن أن الاتحاد الاقتصادي يجري مفاوضات لتوطيد التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين، وإنشاء منطقة للتجارة الحرة مع إسرائيل، كما تم الاتفاق على بدأ المشاورات التجارية مع مصر وإيران والهند وصربيا.
ترميم آثار سوريا وكانت سوريا حاضرة في قمة الحزام والطريق، من خلال محمد الأحمد وزير الثقافة السوري، الذي التقى بنظيره الصيني، وقد تم الاتفاق مع الجانب الصيني على بحث سبل التعاون في مجال ترميم الآثار التي تضررت في السنوات الماضية، وخاصة آثار مدينتي تدمر وحلب أهم مدن طريق الحرير القديم.
وشاركت مصر بوفد وزاري رفيع المستوى يضم عددا من الوزراء والهيئات الرسمية وجمعيات رجال الأعمال، في القمة التي تضيف قوة جديدة للاقتصاد العالمي عن طريق تعزيز النمو المشترك لدول العالم.
ودشن السفير الصيني في القاهرة الفيلم الوثائقي "الحزام والطريق.. مسار المستقبل" الذي يبين الروابط التاريخية التي دعمت العلاقات المصرية الصينية عبر التاريخ، وفرص التعاون لصناعة مستقبل واعد لمصر والمنطقة في إطار
مبادرة الحزام والطريق.
ولمشاهدة فيلم "مسار المستقبل - مبادرة الحزام والطريق".. شاهد الفيديو التالي