قال“عاموس هرئيل" المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إنه حال تبين حقيقة نقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معلومات سرية عن ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، زودته بها دولة حليفة شرق أوسطية للروس، فلن يكون قد تسبب في ضرر بالغ للعلاقات مع الدولة الحليفة بل أضر بعملاء الاستخبارات وبإمكانية إحباط هجمات داعش القادمة.
واعتبر أن التقرير الذي نشرته صحف أمريكية يشكل استمرارا لفضائح سابقة لترامب، تورط فيها وإدارته مع الروس، والتي عبرت عن نفسها في استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين، وقرار ترامب إقالة جيمس كومي، رئيس جهاز المباحث الفيدرالية ( FBI)
وتابع :”لم يكشف التقرير هوية الدولة الثالثة، التي قالت الصحيفة إنها زودت ترامب بالمعلومات الاستخبارية التي كشفها بلامبالاة. لكن إعلان البيت الأبيض عن إجراء ترامب (بتوقيت الولايات المتحدة) مكالمة تليفونية مع الملك الأردني عبد الله، زادت من احتمالات أن المعلومات وصلت من مصدر أردني، وأن الحديث يدور عن مكالمة اعتذار".
وترددت تقارير في وسائل الإعلام الأمريكية حول تكهنات بأن تكون إسرائيل هي الدولة الثالثة. وبحسب- “هرئيل"- إذا ما اتضح صحة نقل ترامب معلومات سرية للروس فإن هناك ثلاثة أضرار محتملة، أولها تعريض مصدر المعلومات للخطر، والثاني تعذر الحصول على معلومات جديدة عن الهجمات الإرهابية القادمة التي يخطط داعش لتنفيذها، وبالطبع الإضرار بالعلاقات مع الدولة التي زودت واشنطن بالمعلومات، ولم تتوقع إمكانية تسريبها للروس.
وذهب "هرئيل" إلى أنه غالبا ستكون الأردن أو إسرائيل من زود ترامب بتلك المعلومات الحساسة عن داعش، فقد ورد اسم كل منها خلال العامين الماضيين في الإعلام الأجنبي كدولتين تملكان معلومات استخبارية موثوقة نسبيا عن داعش.
وأوضح بأن الحدود بين الأردن وسوريا مخترقة جدا منذ اندلاع الحرب الأهلية، وأن أجهزة المخابرات الأردنية بذلت خلال السنوات الماضية جهودًا كبيرة لوقف المخاطر المحتملة من قبل داعش، أيضًا على خلفية استيعاب الأردن أكثر من مليون لاجئ سوري.
وبالنسبة لإمكانية تورط إسرائيل في نقل المعلومات لترامب، يقول المحلل العسكري لـ"هآرتس" :”تحدث الإعلام الأجنبي في عدة مناسبات عن تحذيرات استخبارية نقلتها إسرائيل لدول أوروبية، عشية هجمات كبيرة نفذها مؤيدو داعش".
كانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نشرت اليوم تقريرًا حول نقل الرئيس ترامب معلومات سرية لمسئولين روس كان قد حصل عليها من دولة حليفة بالشرق الأوسط.
وبحسب التقرير، فإن المعلومات الاستخبارية التي تخص (داعش)، كانت حساسة للغاية، وأن الجهات الأمريكية التي حصلت عليها لم تشاركها مع الحلفاء الآخرين. وقال مسئول سابق بالإدارة الأمريكية إن الدولة الحليفة حذرت الأمريكان أنه حال انتشرت المعلومات فسوف توقف تزويدهم بمعلومات أخرى.
وتشير التقارير إلى أن الرئيس الأمريكي أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف معلومات شديدة الحساسية ما كان يفترض أن يقولها.
الخبر من المصدر..