رفض السيناريست الإسرائيلي "أمير موئيل" وصف الإعلام العبري للمحارق التي أقامها الرئيس السوري بشار الأسد لحرق جثث معارضيه بـ"هولوكوست" جديد، معتبرًا أن هذا المصطلح يطلق فقط على اليهود الذين تعرضوا للمحارق النازية.
واستنكر "موئيل" في مقال بموقع "nrg” العبري دعوات إسرائيلية للتدخل في الحرب بعد ما أثير حول مسألة المحارق في سجن صيدنايا العسكري شمال دمشق، من بينها دعوة وزير الإسكان الإسرائيلي "يوآف جالانت" لاغتيال بشار الأسد.
إلى مقتطفات من المقال..
إذن قمنا صباحًا لنسمع الخبر أن القاتل ذا الشارب من الشمال يحرق الجثث في الأفران، لذلك يمكن القول إن الحديث يدور عن هولوكوست. لماذا يجب على الناس أن يقولوا إن ذلك هولوكوست؟ لإنّه إن كان هولوكوست، فإن علينا أن نتدخل؛ لأننا جربنا الهولوكوست في أوروبا، ولم يتدخل أحد من أجلنا.
لكن ذلك لا يبدو بالنسبة لي هولوكوست، فهناك صراع مسلح ووحشي بين طرفين، يمتلك أحدهما تفوقًا معينًا على الآخر. لم يقتل اليهود نحو 50 ألف جندي سوري خلال الهولوكوست. لم يرسلوا إرهابيين انتحاريين. لم يسيطر اليهود على 13% من أراضي البلاد، ولم يكن لديهم جيش يصل عدده لعشرات الآلاف من المقاتلين، لم يكن لديهم أسلحة، وما إلى ذلك، لم يندلع الصراع المتواصل لأنَّ الأسد لم يعجبه الأنف الطويل للمتمردين، لكن بسبب محاولة انقلاب على الحزب الديكتاتوري الحاكم.
اسألوني: ما المانع من وصف ذلك بالهولوكوست؟ هل تمتلك هذا المصطلح؟ ألا يدور الحديث عن إبادة جماعية ومستمرة.
في الذاكرة الجمعية والثقافية لشعبنا، يبقى الهولوكوست حدثًا فريدًا، وبالنسبة لي يجب أن تُطلق هذه الكلمة علينا فقط.
قولوا: حسنا، لم يكن ذلك هولوكوست. نفترض. لكن هل من وجهة نظركم إذا لم يكن هولوكوست، وقتها علينا ألا نتدخل؟. على الأمم المتحدة أو "الأخ الراشد" للعالم بذل الجهد لوقف ذلك القتال الذي قتل فيه حتى الآن مئات الآلاف من الأشخاص، غير المتورطين والأبرياء، وبينهم أطفال.
العالم مكان سيئ للغاية عندما يستمر هذا القتال ولا يجب أن نطلق عليه "هولوكوست" كي نتوقع تدخل أمم العالم. لكن على إسرائيل ألا تكون من تأخذ على عاتقها المهمة. يمكننا الاعتناء بالمصابين والمساعدة الدبلوماسية والإنسانية عبر تقديم الطعام للاجئين، تمامًا مثلما نفعل اليوم، لكن أكثر من ذلك، لا.
لو كان هناك دولتان فقط في العالم ، إسرائيل وسوريا، ربما كان من الصواب أن نجري هذا النقاش. لكن هناك نحو 200 دولة في العالم، من بينها 22 دولة عربية.
سوريا دولة عدو. دولة حاولت تدمير إسرائيل في الماضي، دولة انطلقت على أرضها تظاهرات تدعو لمحو إسرائيل من الخارطة، دولة تساعد التنظيمات الإرهابية المحلية في صراعها ضد إسرائيل.
هناك دول لا يوجد بينها وبين سوريا صراع دموي مستمر منذ سنوات، ومن واجبها الأسمى استيعاب اللاجئين والمساعدة في إنهاء الحرب. مسموح لنا هذه المرة أن نتنحى جانبا وأن نترك باقي العالم يقدم المساعدة.
الخبر من المصدر..