وسط ضغوط أمريكية ونصائح سعودية..هل يعبر حل القضية الفلسطينية من باب التطبيع ؟

القضية الفلسطينية إلى أين ؟

تشهد المنطقة العربية في الوقت  الراهن تحركات دؤوبة ولقاءات  متعددة بين  زعماء ومسئولين، في محاولة للتوصل لصيغة  اتفاق،  يساهم في التوصل لحل دائم  للقضية الفلسطينية،  كان  أخرها لقاء الرئيس عبد الفتا السيسي،  بملك الأردن عبد الله بن الحسين اليوم  في القاهرة.  

 

يأتي هذا في وقت تداولت فيه تقارير صحفية أمريكية وإسرائيلية معلومات أوردتها على لسان  مصادر عربية وأمريكية مسئولة، وثيقة صدق عليها زعماء السعودية والإمارات بضغوط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقضي بتجميد إسرائيل البناء على أراضي الضفة الغربية وتحريك المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين مقابل تطبيع العلاقات مع تل أبيب.

 

ملك السعودية وولي عهد أبو ظبي

 

وفي هذا الإطار قال الخبير السياسي السعودي الدكتور أنور ماجد عشقي رئيس مركز الدراسات  السياسية والاستراتيجي في جدة، إن  المملكة  لن  تقوم  بتطبيع علاقتها  مع  إسرائيل إلا بعد  اعترافات اعترافها  بالمبادرة العربية للسلام التي طرحتها في 2002  وتطبيقها  .  

وأوضح عشقي في تصريحات لـ"مصر العربية "  ردا  على تلك التقارير التي تناولتها  الصحافة الأمريكية ، أن السعودية سياستها  في هذا الإطار واضحة وهي أنها لن  تقبل بالتطبيع  قبل تطبيق وتنفيذ المبادرة العربية .  

و كان خادم الحرمين الشريفين  الراحل عبدالله بن  عبد العزيز أطلق المبادرة العربية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين،  في نهاية فعاليات القمة العربية المنعقدة في مارس 2002 في العاصمة اللبنانية بيروت ،وتهدف لإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل .

أنور عشقي

 

 

وحول إعلان  حركة  المقاومة الإسلامية "حماس" إعلان استراتيجية  جديدة لها  تقبل بدولة مؤقتة  على حدود العام1967،دون الاعتراف بإسرائيل ،  وما إذا كان  ذلك  سيمثل قوة  دفع  للمبادرة التي ترعاها  السعودية ، قال عشقي بالطبع  التوقيت  الذي أعلنت فيه حماس في بالغ  الأهمية ويحمل دلائل عدة ،  أهمها أنها لا تمانع في القبول بالمبادرة ، والسعي لتنفيذه، أما  فيما  يتعلق بجزئية  رفض الاعتراف بإسرائيل ، لفت أنها تأتي في إطار محافظة الحركة على وتوازناتها الداخلية  .  

 

 

وأوضح عشقي أن تغير شكل قيادة الحركة  عقب الانتخابات الأخيرة سيكون له دور أيضا ، خاصة في وجود شخصية  هادئة مثل إسماعيل هنية على رأس الحركة  .  

 

إسماعيل هنية

 

يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه  قيادي بالحركة ، على أن حماس ، ترحب بأي جهد  يخفف معاناة الشعب الفلسطيني ويحفظ حقه  في أرضه ، لافتا  إلى أن  الحركة تحت قياد  هنية  تأمل في علاقات جديدة  مع  المملكة  العربية السعودية  .  

 

في السياق ذاته كشف  مصدر سعودي  بارز لـ"مصر العربية " أن  المملكة أوضحت للإدارة الأمريكية أهمية وجود شخصية بحجم القيادي الفتحاوي مروان  البرغوثي خارج  السجون  الإسرائيلية في الوقت  الراهن ،  نظرا  لما  يتمتع  به  من كاريزما ، ستسهل تنفيذ أي اتفاق سلام يمكن التوصل إليه .  

 

 

 

وقالت  المصادر أن  الرياض نصحت إدارة ترامب بالضغط  على إسرائيل لإطلاق سراح  البرغوثي ،  المضرب عن الطعام  في سجون  الاحتلال الإسرائيلي .  

 

مروان البرغوثي

 

وتأتي التحركات التي تقودها عدد  من الدولة العربية للتوصل لحل للقضية الفلسطينية ،في وقت  تشهد  فيه  المنطقة أول جولة خارجية لرئيس الإدارة الأمريكية الجديد دونالد ترامب، فمن المقرر أن  يلتقي بعدد  من زعماء الدول العربية والإسلامية ،  خلال قمة مشتركة ستعقد بالرياض خلال الأيام  القادمة  .  

 

 

مقالات متعلقة