سنوات طويلة قضاها محمد عبد المنعم الرجل السكندري الأربعيني في العمل بمجال الدعاية والإعلان، بين اللوحات واللافتات، ومع التغيرات الاقتصادية وتحديدًا منذ 3 سنوات قرَّر عبد المنعم تعديل مسار المهنة ليتخصص في صناعة الفانوس الخشبي وطرحه في الأسواق مع اقتراب شهر رمضان الكريم.
جمع محمد 3 من أفراد عائلته بينهم شقيقه الأصغر وبدأ في تصنيع الفانوس الخشب داخل غرفة صغيرة في أحد المنازل القديمة بمنطقة المنشية، وتضم ورشته ماكينة "ليزر" ودورها قص التصميمات الخاصة بالفانوس على الألواح الخشبية، وجهاز حاسب آلي يستخدم في رسم التصميمات، وركن خاص بتركيب أجزاء الفانوس وتلوينه.
وقف الاستيراد كان الدافع الأكبر لمحمد كي ينفذ قرار تخصصه في صناعة الفوانيس، ليشتري ماكينة الليزر ويبدأ في مشروعه، في بداية الأمر كانت المنافسة قوية بينه وبين الفانوس المعدن "الصاج" وغيره من الفوانيس البلاستيك التي نجح البعض في إدخالها للسوق قبل قرار وقف التصدير.
لم تستمر المنافسة طويلاً، ليتربع الفانوس الخشب على القمة، فهو الأكثر طلبا من التجار بألوانه وأشكاله وأحجامه المختلفة، يقول محمد الفانوس الخشب هو الأقل ثمنا لتوافر المواد الخام الخاصة به، سواء الخشب، الإضاءة، الصوت، فتكلفته تبلغ نصف تكلفة الفانوس المستورد.
ماريا ومريم ابنتا محمد، السبب الرئيسي لابتكاره في الفانوس، فأراد أن يصنع شيء خاص لإسعادهما، فأضاف صورة شخصية لكل منهما داخل الفانوس تظهر مع الإضاءة، وهو ما لقى رواجا بين التجار، فلم يعد الطلب يعتمد على الأحجام ال5 للفانوس من ميدالية، ووسط، حتى الفانوس الخاص بالمحال، بل أصبح يعتمد على كتابة الأسماء وإضافة الصور الشخصية.
منذ حوالي 4 أشهر بدأت ورشة محمد الاستعداد لتجهيز طلبات التجار من الفوانيس، ويصف الأيام القليلة السابقة لرمضان بفترة "الذروة" والتي تكثر فيها الطلبات، موضحا أن الإقبال على الفانوس الخشب في تزايد خاصة أنه يستخدم ككقطعة فنية في المنزل، ولا يسبب أي قلق على الأطفال، وأن الفائدة منه كبيرة حيث ساهم في تشغيل عمالة مصرية، معلقا: "الفانوس المصري هو الموجود في الأسواق وهو الأحسن والأرخص".
وضع التصميم الخاص بالفانوس هي أول مراحل التصنيع، يليها إدخال التصميم إلى ماكينة "الليزر" لقص الخشب على شكل التصميم، ثم تبدأ مرحلة العمل اليدوي، يقول محمد جابر 39 سنة أحد العاملين بالورشة، والذي يعمل على تجميع الفانوس، أنه عقب خروج الخشب من الماكينة يتم فرزه وتقسيمه على حسب شكل الفانوس، وحجمه.
وعقب الفرز يبدأ تجميع الفانوس على أن يتم تجميع القاعدة الخاصة بالفانوس، ثم "البرنيطة" وهي الجزء العلوي منه، ويتم تثبيت الجوانب على القاعدة عقب ذلك، بعد تلوينها أو إضافة الزجاج والجليتر لها، يوضح جابر أن المدة الأطول تستهلك في فرز الخشب بعد خروجه من الماكينة، أما التجميع فلا يحتاج وقت طويل.
تابع أخبار مصر